الجيش والإرهاب!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

إن المؤسسة العسكرية والأمنية هي الحصن المنيع والدرع الواقي والحامي لهذا الوطن, وتعتبر في مقدمة المؤسسات التي يجب أن تحاط بالرعاية والاهتمام وتخص بالبذل والعطاء وينفق من أجلها الدعم السخي و اللامحدود, فلولاها ما تعافت الأمم ولولاها ما تقدمت الشعوب ولا استقرت الأوضاع..
لكن ما نعيشه على الواقع وما تتوالى الانتكاسات المتتالية للقوات المسلحة والأمن, وما يترتب عليه من تداعيات خطيرة وهامة تلحق الضرر الكبير بمؤسسات الدولة وإعاقة تطبيق النظام والقانون, وتوفير أجواء تتناسب مع أصحاب المشاريع الصغيرة لتمرير مخططاتهم, وذلك من خلال الاعتداءات الغادرة ضد الجيش وضد حماة الوطن من قبل أولئك الذين ينهجون نهج التطرف والغلو والإرهاب وعلى بساط الفاقدين لمصالحهم وأصحاب المشاريع المتقزمة الذين يحاولون إزهاق تلك الأرواح البريئة من أبناء القوات المسلحة والأمن المرابطين المجاهدين في مواقعهم, مرتحلين عن أهليهم وذويهم وديارهم, حاملين لواء الفداء والشهادة والتضحية من أجل اليمن واليمنيين.
ومن هذا المنطلق نستشعر نحن أبناء الوطن الشرفاء بالخجل والإحباط عندما لا نستطيع أن نقف بجانبهم أو نقوم بمساعدتهم أو نرد لهم حتى ولو القليل من جمائلهم وتضحياتهم من أجل الشعب والوطن.. فكانت فئات الجيش والأمن في اليمن هي أكثر الفئات التي تعاني وتتحمل أوزار الشعب والنظام والفاسدين, لأن المؤسسة العسكرية لا تجيد فن الوقاية والوصاية والكشف عن الجريمة قبل وقوعها, فتوالت بذلك أرواح الأبرياء بل وقدمت قرباناً وفدية لكل من فكر يعادي أو ينتقم أو يتآمر أو يسعى في الأرض الفساد, يستطيع أن يصل إلى هذه الكوكبة وبكل سهولة وبكل بساطة وبحسب التوقيت الذي ينطبق مع المخطط والزمن المستهدف..
فلا ندري أين تكمن المشكلة؟, فأين الرعاة وأين الرعية؟, وأين العسة والمباحث؟, وأين الاستخبارات؟, وأين الشعب؟.. الخ.. ألم تصرف المليارات على المباحث والاستخبارات والأمن القومي والسياسي؟, فما هو دورها وعملها إذن؟.. فالموضوع خطير جداً للغاية, الموضوع ليست قاعده, أو عصابات مسلحة بمفردها هي من تعتدي وتواجه الجيش, فهناك من يخون من الداخل وهناك من يخطط وهناك من يحاول أن ينتقم, وهناك من يثأر وهناك من يذبح وهناك من يموت.. فمثل هذه المهزلة يجب عل المؤسسة العسكرية والأمنية أن تعيد النظر في التراكيب السياجية والأمنية لكل المكونات العسكرية والإدارات البحثية والاستخباراتية.. حتى لا تنطبق على قادة الوحدات والكتائب العسكرية والمناطق قصة راعي الغنم الذي اصطحب معه الكلاب لحماية الغنم من الذئاب, فذبح نصف الغنم ليشبع الكلاب حتى يستطيعوا حراسة الغنم من الذئاب.. فلماذا الراعي لم يحم الغنم من الذئاب بدون أن يصطحب معه الكلاب؟.. فالخوف يا جماعة من الركون إلى البعض والاعتماد على من يحملون في قلوبهم الحقد الدفين, محاولين النيل من اليمن ووحدة اليمن وجيش اليمن, وعلى نموذج الموت البطيء والتدمير المتدرج وتفجير القنابل الموقوتة عند الحاجة وتحت مسميات الإرهاب والتخريب.. والله المستعان.

في الجمعة 27 سبتمبر-أيلول 2013 05:03:06 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73162