كلفوت ووزراء الاتجاه المعاكس
سمية الفقيه
سمية الفقيه

كعادتنا في هذا البلد المقهور أهلها, والمتخاذل مسئولوها نُجبر أن نتعايش مع كل المواجع وغيبوبة الوطن, ونُجبر على التعايش مع غيبوبة وموات كل ما يتعلق بكرامة الإنسان, ونُجبر أن نتكيف مع موات كل ما من شأنه معيشة كريمة وآمنة لمواطن يمني بائس ما وجد أبدا من ينتصر لمظالمه ويتحدث عن مواجعه اليومية المزمنة, ونُجبر على التعايش مع موات الكهرباء المزمنة ونتكيف مع ظلمات العين كما قد تكيفنا وعبر عقود مع ظلمات الروح التي زُرعت فينا عبر تاريخ أغبر من ويلات متراكمة مريرة وتدل على الفشل الذريع في إدارة البلاد وثرواتها وتمكينها من أن تكون بلدا لبني آدم وليس لأشباه بشر مثلنا وأيضا الفشل الذريع في تأهيلها لأن تكون بلد ككل بلدان الدنيا وليس قبرا ينوء بساكنيه.. أُزماتنا الخانقة تتراكم وتتوالى وتتعاقب ونجهل إلى متى ستظل أزماتنا تشتد على أرواحنا حتى أدمتها وفتتها تفتيتا ؟ ونجهل أيضا إلى متى ستستمر أوضاعنا وأحوالنا في تردٍ مستمر ومن سيء إلى أسوأ دونما بارقة أمل أن تنجلي أو تتحسن؟ تمضي نهاراتنا وليالينا كئيبة مظلمة قاسية أضافت لنا عتمة إضافية بجانب وطأة الظروف وغلاء المعيشة وضوء شمعة كرهناها في ظل موات دائم للكهرباء وعجز الدولة وشللها في ضبط ثلة من المخربين الأنذال الذين يحكمون على شعب بأكمله بالعيش في جب نفق ظلام دائم ..فهل يُعقل أن نظل رُهنا لحفاة عراة يتحكمون بمصيرنا في ظل خوف وتخاذل دولة بجلالة قدرها مع اجتزتها الأمنية والعسكرية أمامهم وتقف موقف الأطرش في الزفة... حقيقة لا ندري ما نصف موقف الدولة المتخاذل مع هؤلاء بالضبط؟ أهو خوف أم رهبة أم لعلها مصالح مشتركة تجمعهم بينما الشعب هو الخاسر الأحد و هو من يعيش الغصص والعناء وحشرجات قهر قاتلة, ومحروم من أبسط الحقوق الأساسية المكفولة في كل بلاد العالم ,, ليس لنا مطمع في بلادنا سوى قطرة ماء وخيط ضوء باهت وعيشة أقل من بسيطة,, لكننا رغم مطالبنا الهزيلة إلا أننا لم نجدها ويبدو أننا لن نجدها طالما طاهش كلفوت مازال يرعب رعاة هذا البلد الضرير,,, ومن فرعنك يا فرعون قال ما لقيت من يردعني.. العتب ليس على كلفوت فقط بل على مسئولين ووزراء يعيشون وعلى المدى الطويل خارج نطاق التغطية وبعيدا عن معاناة وانين وهموم البسطاء في الشارع والرصيف وفي بيوت تغطيها سقوف تئن من الفاقة ولا يسمعها إلا خالقها.. واقعنا المهلهل كغربال أكلته الديدان يبرهن لنا للأسف أن وزاراتنا ووزرائنا يشتغلون عكس الاتجاه والمهام التي أوكلت لهم ولوزاراتهم,, بمعنى ليس للاسم علاقة أبدا بالمسمى,, لدينا وزارة كهرباء ونعيش الظلمة في أوج ازدهارها,, وزارة مياه بينما الماء معدوم,, وزارة امن ودفاع وخارجية وداخلية بينما الأمن صفر وفرد واحد كلفتهم كلفته,, وزارة تعليم وتعليمنا أمي جاهل, وزارة صحة والصحة كسيحة.. الخ والباقي أنتم تعرفونه جميعا ونتكبد نتائجه أزمات متوالية أفرزت مواطنين منكسرين تعرف في وجوههم نظرة اليأس والنقمة على النفس وعلى بلد لم يهنئوا فيه العيش بكرامة ويتجرعون فيه الحرمان من كل مقومات الحياة الأساسية وهذا من شأنه أن يضعف لديهم الإحساس بالمواطنة الحقيقية وتجعل مهمة الحاقدين على الوطن سهلة في استمالتهم والتغرير بهم وقيادتهم إلى أي أزمات أشد بشاعة إذا لم توجد الحلول لكل أزماتنا الراهنة. والله في عونك أيها اليمني البائس..
في الأحد 13 أكتوبر-تشرين الأول 2013 09:24:40 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73342