إلى الثوار
محمد  منصور
محمد منصور

 
هذا الحراك الثوري المتدفق الذي يقوده الجيل الجديد الثائر الذي يقتات جمر المرحلة لهو روح الإخوان المسلمين وصدق حسن البنا حين قال للإخوان: (أنتم روح جديد تسري في جسد هذه الأمة فتحييه بالقرآن). نعم لقد حلت روح الإخوان التي صعدت في رابعة والنهضة وغيرهما من مواطن العزة والصمود لتحل مرة أخرى في جيل جديد امتزج بها امتزاج الروح بالجسد وحل منها محل الشجاعة من الأسد رغم القتل والحرق والتنكيل والاعتقال والمطاردة ورغم كل سياسات تكسير العظام والاقصاء. إذ راح هذا الجيل يرسم ملامح الواقع الجديد القائم على فتية آمنوا بربهم وانخلعوا من الخوف والفساد وعرفوا رسالتهم في الحياة فأصبحوا عضد مصعب بن عمير بعدما قطعت يمناه، صف القيادة الأول، لتسقط الراية؛ فحملتها يسراه، الصف الثاني، ففطعت؛ فاحتضنها بعضديه، الصف الثالث ومؤيدي الشرعية من أبناء هذا الشعب الأبي الأصيل. إنه الجيل الجديد الذي يتمتع بالنقاء والتوثب ومعرفة الطريق؛ الذي أدخلته الأحداث رغم قسوتها دورة تصعيد إخوانية؛ لتنقله نقلة نوعية بسرعة مذهلة من محب إلى مؤيد إلى منتسب ومنتظم وعامل للحركة الإسلامية ومشروعها الإصلاحي السلمي؛ فأبدع وابتكر ومارس ما به أبهر العالم الحر في الداخل والخارج ودفع الآحرار منهم إلى أن يرفعوا القبعة تقديرًا لهم؛ إذ رأوا السنابل تقاوم الجنادب في فدائية وشجاعة تصر على العمل من أجل التغيير ومدافعة أعداء الحرية والعدالة .

فتحية لهذا الجيل الفتي وأهديه قصيد الشاعر: محمود مفلح :
وأقول للجيل الجديد أقول للجيل المحصّن بالعقيدة والمتوّج بالصباح ...
وأقول يا جيل الكفاح إنّا بلونا الليل والأشباه والموت المؤجل والجراح
وأقول يا جيل المصاحف يا خمير الأرض...
يا طلق الولادة ها أنت كالينبوع تدفق في صحارينا ...
وتمنحنا الوثيقة و الشهادة ... ****
أنت الذي سيبدل الأوزان والأحزان يزرع في العيون نخيلها فلكم تباطأ في الرحيل عن القرى عام الرمادة ****
وأقول حي على الفلاح أقول حي على السلاح فإن فيك النبض يورق بين ترتيل الظهيرة والمساء وأقول يا جيل الفداء أكلت مواسمنا الجنادب واستبد بنا الحواة وغادرتنا آخر السحب الحميمة في السماء ****
أنت الذي يقتات جمر المرحلة ها إن أحبار اليهود تجمعوا.. ها إنهم حشدوا لنا فاقرأ على تلك الرءوس "الزلزلة" ... **** اقرأ علينا باسم ربك ما تيسّر يا بلال الشمس في كبد السماء
ونحن في وقد الظهيرة كم نتوق إلى الظلال اقرأ علينا "المؤمنون" وشدّ قوسك إن قوسك لا تطيش بها النبال كم ذا سألت فلم يجيبوا كم سألت فلم يجيبوا أنت وحدك من يجيب عن السؤال ... ****
يا أيها الجيل الجديد... ويا سليل الطهر...
يا برد اليقين كن باسم ربك قلعة للخائفين..
ومنهلا للظامئين وكن رصاصًا... كن قصاصًا... كن جذورًا...
كن طيورًا كن كما شاءت لك "الأعراف" في الزمن العجين ***
يا أيها الجيل الجديد وقفت مندهشا على عتبات خطوتك الجديدة وقرأت نبضك وانطلقت بلا عِنان من سورة "الإسراء" جئتَ.. ومن نقاء الفجر ..
والسبع المثاني ورأيتَ من خلف الدخان وجوههم ...
وبلوتَ عربدة الدخان وحملتَ جرحك والهجير
حملتَ جرحك والعبير فما الذي حملته أغربة الزمان؟!


في السبت 26 أكتوبر-تشرين الأول 2013 12:33:28 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73470