لماذا لا نحترم أنفسنا..؟
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

 بات من الضروري جدا أن نعيد النظر في مناهج سلوكياتنا وأخلاقياتنا وتعاملاتنا مع ربنا وخالقنا ومع انفسنا ومع واقعنا ووطنياتنا وأعمالنا في كل الجوانب, ونجعل من المحطات والمناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية, معالم ومقاصد ودروس نستفيد منها في واقع حياتنا العملية والعلمية والاجتماعية والسياسية والحزبية.. ونتعلم من تاريخنا وواقعنا الماضي والحاضر, وخاصة عندما نكون مع موعد أو مناسبة أو ذكرى كانت دينية أو وطنية أو غير ذلك, فمن هذا المنطلق كان يجب علينا جميعا كنا كأفراد أو جماعات أو أحزاب أو مكونات أن نترجم هذه المعالم والمقاصد الدينية والفرائحية والوطنية إلى مخرجات وسلوكيات نعيشها على الواقع ونستشعر عظمة الخالق عند توجيه الخلق والخلائق إلى العبادة والالتزام وعدم الإشراك في ذلك شيئا, كما امرنا بتقويم النفس والترفع عن الصغائر والمكائد والموبقات والخوض في المسببات التي تؤدي إلى التخلي عن الفطرة وعن الهوية وعن الوطنية وعن الاعتصام وعن الوحدة وعن القوة, واللهث وراء المقاصد والمفاتن والمنغصات التي تعيق مقومات الحياة الأساسية والضرورية, وتعطيل مصالح الشعب.. ومن خلال هذه الكلمات المتواضعة ـ أدعو نفسي وادعو كل إخواني وأخواتي في كل ربوع هذا الوطن الغالي على قلوبنا.. أن نتجه نحو التغير ونحو التصحيح في كل مناحي حياتنا الأسرية والروحانية والوطنية والسياسية, ونجعل من هذه المحطات والمواقف نقطة تحول نحو المصداقية مع ربنا ومع انفسنا ومع عقيدتنا وديننا ومنهجنا ووطننا وان نحترم آدميتنا وانفسنا وان نعود إلى الصواب, فما يستفاد من هذه المحطات وهذه المناسبات التي تتوافق وتتواكب مع أفراحنا وأعيادنا الذكرى الخمسين لثورة 14 من أكتوبر المجيد والذكرى السنوية لمؤتمر العالم الإسلامي ألا وهو الحج عرفة, فكان يجب أن نرتقي بنفوسنا إلى مراتب الصفاء والعزة والكرامة والروحانية والرجوع الصادق إلى ديننا ومنهجنا وان ندرك معالم الرعاية الاجتماعية والأسرية وان نسعى إلى التصالح والى التسامح والى التكافل والى التعاون, وإعادة بناء النسيج الاجتماعي اليمني في مختلف أركانه وجوانبه, على تطبيق المنهج الذي نستسقي منه روحانيتنا وعقيدتنا وعبادتنا وأخلاقنا وتعاملنا في كل جوانب حجاتنا.. أيضا ..من الضروري أن نرتقي بنفوسنا إلى مراتب الإخلاص والوفاء والتضحية والإيثار من اجل الوطن ومن اجل اليمن, وان ندرك معالم الحفاظ على مكتسباته وثوابته الوطنية والوحدوية, والتوجه يدا بيد لبناء اليمن الجديد.. والحرص على أهداف ثورته.. وثروته ..وكبح المؤامرات التي تسعى لتفكيك النسيج والغطاء الذي يحفظ لليمن مجده وعزه وشموخه, مهما اختلفنا في وجهات النظر السياسية والفكرية...فالوطن فوق الجميع والوطن للجميع, فأقول لكل من يتهاون...ولكل من يتعاون, ولكل من يتشاكى ولكل من يتباكى... حان الوقت لأن نرتقي إلى المعالي وحان الوقت لأن نترفع عن الصغائر والضغائن, وحان الوقت أن نتخلى عن أصحاب المشاريع التي تبيع وطنها وكرامتها, ودينها, بثمن بخس, فإلى هنا يكفي مساومات والى هنا يكفي اعتداءات على مصالح الشعب والوطن, فإلى هنا يكفي استخفاف بعقول اليمنين, فإلى هنا يكفي مؤامرات ويكفي استفزازات, فالشعب قد كشف عن وجوه المنافقين, والمزايدين, والمتآمرين, فلا تركنوا إلى أوهامكم ولا تنتظروا الصباح لتفسروا أحلامكم الممغنطة, فمن الأفضل أن تعرفوا وتعترفوا على أنفسكم أنكم قد ابتليتم, فما عليكم إلا أن تستتروا وان تحترموا أنفسكم, فالوطن والشعب واليمن مثل بحارها المحيطة لا تقبل أن يعيش فيها إلا الأحياء فقط, وتلفظ وتطرد وتقذف كل الموتى وكل المجسمات وكل الموميات وكل الجبناء والعملاء ..والله المستعان
في الأحد 27 أكتوبر-تشرين الأول 2013 09:47:21 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73474