نظرية التحميل والتخوين في اليمن (1)
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

اليمن يعيش على نظرية التحميل والتخوين بين القيادات السياسية قيادات توهم شعبها بعدم قدرتها على إنجاز الطموحات وتحمل الأخطاء والتقصير والإقصاء والتخوين على السابقين، وهي برامج وأهداف القيادات التي تأتي الخلف بعد السلف, إنها استراتيجيات القادة والساسة في اليمن وتحمل كل إخفاقاتها وترحل أسبابه على السابقين وأعوانهم الباقيين وعائشين على التحميل والتخوين والأخطاء التي ترتكب من الأولين والآخرين وما أسهل هذه النظرية عند القيادات اليمنية، وكلما جاءت قيادات لم نر منها سوى النواح والعويل نبحث عن عوامل الصعود فيها ولا نجد أمامنا منها غير عوامل الهبوط.. نتلمس ملامح الوجوه في جوهر القادة والساسة في اليمن ولا نجد فيمن هم عندنا غير المصير المجهول.

أتحدى من في هذا البلد راض عمن يديرون هذا البلد من الأحزاب والجماعات, أتحدى من في هذا البلد من يعيش بدون ضنك وقلق من الوضع الذي نحن فيه، أتحدى من في هذا البلد ليس بمهموم ومشغول على مصيره والقادم المجهول له ولأهله، نحن دائماً على الدهر جنود، لبلدنا فداء لكننا نقتل بدون أن تكون أو لنا مميزات الشهداء، كان المجد يوماً وقروناً لنا ونخاف اليوم أن يغيب دهوراً عن أولادنا وأحفادنا، من يتعرضون للبلاء في هذا البلد هم المستقلون والصامتون هم عند الأحزاب والجماعات أعداء ليس لهم حقوق ولا من المناصب نصيب ، المشكلة إنه من يحكم اليوم هو صاحب السلطان المتوفر معه المال والإعلام ويا ليت السلطان يحكمنا بالعدل والإحسان، وطن فيه أحزاب وجماعات وتصرفاتها على شكل عمل عصابات وشعب تعددت فيه كل المساوئ وتبددت فيه كل المحاسن.

لابد من صياغة أمورنا من جديد إذا أردنا أن يكون اليمن جديد، إلى متى يبقى يومنا وعمرنا وأولادنا وواقعنا في حالة إحباط، بلد جميل له تاريخ مثل اليمن وتضل المصلحة الفردية فيه ومصلحة الحزب ومصلحة الجماعة هي الغاية وهي المقدمة على مصلحة الشعب والوطن، في اليمن قوم النخبة اسمهم القيادات التاريخية القيادات المناضلة القيادات الوطنية القيادات المجربة القيادات ذات الخبرة جمعية العلماء وهيئات العلماء والمشايخ ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات والنقابات كل هذه القيادات موزعة ما بين الأحزاب والجماعات وفي أجهزة الدولة المختلفة شخوص بعضهم لا خير فيهم ضاعت اليمن على أيديهم وأفكارهم ولم تزيد اليمن إلا بلاء وبؤس وتفكك وانقسام فيا ليتها ماتت أو رحلت، وتحت قيادتهم اليمن أصبحت دولة من الدول الفاشلة اقتصاديا وإداريا وسياسيا واجتماعياً واليمن في عهدهم تفتقر للصناعات التحويلية رغم مواردها ولكن هذه الموارد موزعة على أصحاب النفوذ والموائد، اليمن من أقل الدول نمواً في العالم..

اليمن لها ثروات ولكنها مهدورة ولم تستغل الاستغلال الأمثل، اليمن تحت قيادات ولائها لنفسها والمصيبة التي وقعت على هذا الشعب أن هذه القيادات لم نر منها في اليمن إلا الظلام والجحود والعبث والفوضى لان ولائها ليس للوطن ولا للشعب بل ولائها لمن تتبع ولمن تجمع ولمن يجعلها باقية في مواقعها تشترط بأفعالها وقراراتها الكسب للمال والجاه وما تحصل عليه مما تأخذه من الميزانيات الخاصة بالمشاريع والمناقصات ومن المستثمرين بحكم التسهيل والحماية والتطهير من بلاء النافذين ، برمجة وخطط واغتيال للعقول تمارسه نظرية المؤامرة (نظرية العولمة) في ظاهرها جمال وفي باطنها تفتيت وتمزيق من أجل تحقيق بروتوكولات صهيون في السياسة والاقتصاد والإدارة والمجتمع في التعليم والثقافة والفقه واللغة، الهدف تغيير كل شيء والانقراض لكل شيء ، كل ذلك والمواطن البسيط ما زال على سجيته وطبيعته في اليمن ويا ويل من ظلمه، أخطاء وفضائح تمارسها هذه القيادات في السياسة والاقتصاد والإدارة والعمالة جعلت بلدنا في حالة تخلف وفوضى أخرتنا كثيراً عن بقية الشعوب التي تتمتع بالاستقرار المعيشي والنفسي والاطمئنان على سلامة الحقوق والعمل على تقدم الشعوب ونموها ، كل ما يحدث في اليمن من إخفاقات وتجاوزات ناتج عن بقاء هذه ا لقيادات في مواقعهم حتى صنفت اليمن بما فيها من عبث سببه سوء الإدارة، لذلك أطلق على اليمن (دولة فاشلة) والشعب فقير رغم ما في اليمن من مساعدات ومن موارد ومدخرات المغتربين.

من السهل في اليمن الحصول على الألقاب والصفات, لكن أصحاب هذه الألقاب أياديهم ملوثة اشغلوا المواطن في يومه وليله ومن أين يطعم عياله وألغوا في عقله مساحة التفكير وصنعوا أمامه العراقيل وسلخوا منه القيم والضمير يعاملونا عقود وسنين على أننا عبيد ولسنا مواطنين ومن يأتي من خارج اليمن يعامل أفضل وأحسن ممن هم أبناء اليمن.. نقلد الآخرين بأسوأ ما عندهم ولا نقلدهم بأحسن ما عندهم، لذلك نضل بعدهم وليس قبلهم.

الاحتراف عند الساسة والقادة ليس له معنى لأنه قائم على الاختلاف وأسلوبنا مختلف عن الآخرين لأنه قائم على الانحراف, القديم مهدور والجديد معدوم ولا ندري على أي واقع نعيش من القرون أو الدهور، ثراء وبذخ وعيشة ملوك وأمراء يعيشها المسئولون في اليمن والدليل ما هم فيه من نعيم داخل القصور من الخادمات والسيارات والأكل أنواع وشوارعنا تعرفهم من المرافقين وسرعتهم وتجاوزهم ويا ما صدموا وضربوا من لا يعرفهم يتمتعون بخيرات هذا الوطن وجهد هذا الشعب حتى أصبحت الوظيفة والمنصب في هذا البلد لمن ينهب ويسرق وينصب.. ويا رب اهديهم أو خلصنا منهم, اللهم آمين.


في الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 11:13:26 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73734