رحم الله الزميل الدكتور جدبان وكل شهداء الفتن والمظالم
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

الإسلام بريء من صراعاتنا باسم الدين، فبأي دين تستباح دماء الأبرياء في أبين أو حضرموت أو تعز أو دماج أو صنعاء أو أي بقعة من بقاع الأرض، مهما اختلفنا في وجهات النظر، وبأي دين يستباح قتل رجل خرج من المسجد بعد أدائه لصلاة العشاء جماعة مهما كان الاختلاف معه كما حصل هذه الليلة للدكتور/ عبدالكريم جدبان ـ عضو مجلس النواب, عضو مؤتمر الحوار ـ رحمة الله عليه ـ فهذه جريمة نكراء، وكل عمليات القتل جرائم لا ترضي الله ولا ترضي رسوله ولا ترضي المؤمنين، فقد حرّم الإسلام قتل النفس بغض النظر عن دينها أو عرقها, فقال سبحانه وتعالى في محكم كتابه (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) فما بالك بمن يقتل مسلما آمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسولاً ونبياً، فالإنسان بنيان الله ومن يعتدى عليه فإنما يعتدى على من بناه وهو الله.

إنني أدين جريمة مقتل الزميل الدكتور/ عبدالكريم جذبان ـ رحمة الله عليه ـ واعتبرها جريمة نكراء كما أبرأ إلى الله من كل قتل يستهدف الإنسان ظلماً وعدواناً دون إدانة ومحاكمة عادلة وفقاً لقواعد الشرع والقانون المعمول به في البلد.

إن هذه الجرائم نذير فتنة كبرى لن ينجو منها أحد إن لم يتداركها العقلاء من مختلف التوجهات وصدق الله القائل "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. فأناشد العقلاء ـ بمختلف مذاهبهم ومشاربهم ـ أن يستشعروا مسئوليتهم ويعملوا ـ بكل جهدهم ـ على تجنيب الأرض والإنسان مخاطر هذه الانزلاقات الخطرة، وأن يعملوا بقلوب مؤمنة لا بأنفس ناقمة, فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، وأن لا يصنفوا المسلمين بحسب أهوائهم، فكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وما اختلفنا فيه فليكن الحوار منهجنا والسلوك السائد بيننا، ولنعذر بعضنا فيما لا نتفق عليه، ولا نستبيح دماء بعضنا بسبب هذه الاختلافات مهما كانت وندع الحكم الفصل لله وحده الذي مردنا جميعا إليه..

 كما نناشد قيادات البلاد والأجهزة الأمنية أن يضعوا حداً لهذا النزيف المستمر لأرواح الأبرياء، ولا يبقوا متفرجين لهذه الدراجات النارية التي أصبحت تقوم مقام عزرائيل وحصدت المئات من خيرة أبناء الوطن.. وأن يتتبعوا المجرمين ليلقوا جزاءهم الرادع ويعرف من وراءهم، فبعض الجرائم قد يكون لها طرف ثالث يهدف من وراء جريمة إشعال الفتنة الطائفية التي لم تكن موجودة في اليمن وليست من أخلاق اليمنيين.

رحم الله زميلنا الشهيد/ عبدالكريم جدبان وعزاؤنا لأسرته ومحبيه، وعزاؤنا أيضاً لكل شهداء الفتن الأبرياء.

عضو مجلس النواب/ عضو مؤتمر الحوار الشامل
في السبت 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2013 08:18:32 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=73769