متى سيتوقف نزيف الدم اليمنى؟
صادق الشراعي
صادق الشراعي

تتابع الأحداث الإجرامية في بلادنا وكأننا في ملحمة درامية يقودها أشرار الفضاء لا لون لهم ولاد م ولا مكان.

مسلسل الاغتيالات استهدف العسكريين والمدنيين على حد سواء وتنتهى الجريمة المدبرة بانتهاء دفن جثامين الضحايا .وكأن شيء لم يحد ث, بينما في العالم المتحضر يخجل الوزير من بقاءه في الوزارة حتى ليوم واحد بعد الحدث, بل تقدم الحكومة استقالتها وتعترف بعجزها عن توفير الأمن والاستقرار لشعبها. وليس كما هو الحاصل لحكومتنا الموقرة التي لا تمتلك سوى الإدانة بعد كل حدث, هذا ما جعل المدبرين لهذه الجرائم يستمرؤون القتل والاغتيالات مدركين جيداً وهم يعدون لجرائمهم بأنه لا رقيب ولا حسيب عليهم وأن ما تمتلكه هذه الحكومة هو التنديد والتنديد فقط مما يجعل منفذي الجرائم المتعددة اكثر ثقة بأنفسهم وبمخططاتهم الإجرامية خاصة وأن هم يحصلون على المعلومات الاستخبارية كاملة التي تتعلق بالمكان المستهدف وبتحركات أهدافهم سواء كانت عسكرية أو مدنية.

 السؤال الذى يضع نفسه أمام رئيس الجمهورية وأمام كل الشرفاء في هذا الوطن كم هو العدد المطلوب من الضحايا حتى يدركوا أن تلك المخططات الإجرامية لم تنجح ولن تنجح إلا بتواطؤ من باعوا ضمائرهم لشيطان سواء كانوا من الجهات الأمنية أو العسكرية. وعند قراءة متأنية لجريمة الاعتداء على مستشفى العرضى يدرك جيدا أبعاد الجريمة وأهدافها وعوامل نجاح تنفيذ الجريمة. ويلاحظ الارتباط الوثيق بين تسارع تلك الجرائم وقرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني وبمخرجاته التي تمثل المشروع الوطني لدولة النظام والقانون في التغيير والبناء.. من أهداف الجريمة إفشال عملية التغيير بإفشال مؤتمر الحوار الوطني واستهداف رئيس الجمهورية يمثل تدميراً للتسوية السياسية وإدخال البلد في الفوضى العارمة. وبالتالي ما هو دور الأجهزة الاستخباراتية والأمنية؟ وكيف وصلت تلك السيارة المفخخة إلى اهم المواقع الاستراتيجية للدولة؟ وكيف تسربت المعلومات حول ذهاب الرئيس لهذا الموقع؟ وأين ذهبت تلك النقاط الأمنية المتعددة؟ لكن مشيئة الله افشل تآمرهم وبفضل الشرفاء في المؤسسة العسكرية والأمنية الذين افشلوا مؤامرتهم وقتلوا تلك الفئة الضالة. لكن هل سيبقى الحال كما هو علية وتقيد القضية ضد مجهول أم أن هذه الجريمة ستكون محطة مهمة في إعادة تقييم وترتيب المؤسسة الأمنية والعسكرية وخصوصا الصف الثاني والثالث والرابع على الأقل في قيادة المؤسسة العسكرية وألمانية وفق المعايير الوطنية والمهنية من اجل وقف نزيف الدم اليمنى.

في الثلاثاء 17 ديسمبر-كانون الأول 2013 07:14:26 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74009