متى نتحرر من ثقافة التصفيق والاختلاف؟
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

 في الثقافة التعليمية ربّانا الحكام على التصفيق لكل ما يقولونه ويفعلونه، حتى وإن قطعت رؤوسنا قلنا عاش العدل، وإن صودرت أموالنا قلنا هذه مصلحة عامة، وإن دمرت بنيتنا التحتية قلنا تنمية واسعة، وإن انتهكت سيادتنا قلنا لمصلحة ضرورية، وإن هددت وحدتنا الوطنية قلنا هذه توزيع للحقوق وإزالة للظلم، وكل هذه نتيجة لعدم النضج الثقافي والسياسي والخلل التي صيغت عليه المناهج العلمية لتربية الأجيال، التي انعدم فيها تخريج جيلاً يدرك المصالح الكلية ويعرف المفاسد المهددة للشعب اليمني، وأصبحنا نصفق لكل حدث دون وعي ولا إدراك لحاضره ومستقبله، لا نعي الأمور التي يجوز أن نختلف فيها، ولا ندرك الأمور التي لا يجوز الخلاف فيها، نصفق لكل ناعق كمن يظهر في المسرح قبل أن نعرف المسرحية والممثلين وما التي ستعالجه المسرحية، وهذه هي ثقافة التخلف التي أخرتنا عن البناء الحضاري الذي انشغل فيه غيرنا من الأمم بعد أن أصبحت مناهجهم الإعلامية والتعليمية والتدريبية تحرر العقول من منهج التصفيق لمجرد كلام المتكلم دون معرفة وفهم لما يقول، وقراءة لمبادرة ما ولد باسم حل القضية الجنوبية التي يحملها بن عمر ليفرضها على اليمن كي يصبح بقبولنا لها تحت الوصاية الدولية تجعلنا ندرك أن الموقعين عليها والمتحمسين لها دون تأن وروية وقراءة لها، هم متخرجون من أكاديميات التصفيق في المسرح دون معرفة لما يعرض فيه وقبل بداية العرض، هذه الوثيقة فيها خلل كبير صيغت من عدو دولي وإقليمي دفع النفط والمال لصياغتها ممن يعملون على إضعاف اليمن بشريا وأن تكون له مكانة بين العالم مستقلة، ويعملون على عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي والوجود البشري القوي لكيان قوي في الجزيرة العربية، وهو مفهوم صدوره ورعايته من ابن عمر، لأنه رسول مبعوث ممن لا يريد لليمن مصلحة ولا وحدة ولا تنمية حضارية، في ظل دولة موحدة مسقرة سياسيا وأمنيا واقتصاديا، لكن أن نصفق لها نحن اليمنيون فهنا مكمن الخطورة، انظر معي لمنهج المحاصصة النصفية فيها وانظروا نتائجه المستقبلية على اليمن، ستروا أن الدولار الخارجي عمل عمله في هذه الوثيقة التي تنتهك السيادة الوطنية وتضعنا تحت الوصاية الدولية بتصفيقنا نحن لها ورضانا لما يضعه أعداؤنا، هذه الوثيقة لن تكون سارية المفعول إلا إذا قبلناها نحن وصفقنا لها، وقبولنا لها يبقي الصراع والتمزيق لشعبنا الواحد، فابن عمر هل هو مطلوب منا أو رسول أعدائنا؟ وهل عدونا يريد لنا الخير؟ فمتى نخرج من ثقافة التصفيق دون وعي!، هذه الوثيقة انتهاك لكل مكتسباتنا وقضاء على ثورتنا ثورة الحرية وعدوان على مقدراتنا وإدخالنا في عالم الطفولة التي تجعلنا تحت رعاية وصي غير أمين.

في الخميس 02 يناير-كانون الثاني 2014 02:56:12 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74176