هل حقا الجيش اليمني يقاتل بصف الحوثي..ضد قبائل اليمن؟!..نظرة تحليلية
لينا صالح
لينا صالح

سؤال خطير وحساس، بغض النظر عن مدى دقته وصحته، فهي اتهامات و أسئلة، يوجد عليها شواهد ودلائل كثيرة، ينظر لها كثير من المحللين، والمتابعين، بقدر كبير من الجدية، فما مدى صدق المعلومات تلك، التي تتحدث عن قيام جهات في الجيش اليمني بالقتال بالفعل بصف تنظيم الحوثي، بل وتقوم بتمويل الحوثيين بقطع سلاح ثقيل ومتوسط وخفيف من معسكرات الجيش ضد القبائل اليمنية!!..

 أسئلة، واتهامات خطيرة، على القيادة السياسية وقيادات الجيش اليوم أن تجيب فوراً على هذه الاتهامات الخطيرة والكف عن سياسة التجاهل التام، لكل الكوارث التي تجري اليوم في كل أنحاء اليمن، وبعضها يجري تحت اسم المؤسسة العسكرية الرسمية!.. (كما جرى في سناح الضالع حيث قتل مواطنون آمنون بسلاح الدولة!) بينما القيادات العسكرية تلتزم الصمت التام والمطبق! مما يجعل الشكوك من الناس تتزايد، والقناعات تنمو بقوة، من تورط بعض الوحدات العسكرية والألوية، في عمليات خارج الصف الوطني، وضد مصلحة البلاد، ومثال ذلك: مع الحوثي، وعصابات ما يسمى القاعدة.

                      ***

حسنا.. قبل أن يتهمنا أحد بأننا نبالغ أو أننا نظلم ونتآمر على جيشنا الوطني الذي نحبه ونقدره، ها نحن نضع أمامكم بعض الشواهد والأدلة ونتحدى بها من هم على رأس السلطة والمؤسسة العسكرية أن يردوا عليها ويفندوها، بل ويقدموا تفسيرات واضحة ودقيقة للشعب، ويخبرونا مالذي يجري بالضبط!.. نتحداهم أن يردوا.. وأن يطمئنونا بأن بلدنا بخير، والجيش اليمني تم تطهيره بالفعل من البقايا والفاسدين، وعملاء الحوثي والسعودية! وسنصدق، لأننا شعب طيب!.. فقط ليخرجوا الآن من سباتهم الممل والقاتل وليخبرونا بالحقائق إن كانوا يملكونها، وإن كانوا يجرؤون أن يعلنوها لنا.. أما أنا، فسأضع بعض من تلك الدلائل والشواهد، تثبت صحة نظريتي، وأضعها أمام الناس لينظروا ويتأملوا فيها، عسى أن تتضح الصورة، ونعرف الحقيقة، أو جزءاً منها.

                      ***

وهاكم بعض الدلائل والشواهد :

١ـ أوضح مثال صارخ على أن الجيش اليمني مخترق من ثلاث جهات عدائية للأسف.. بل وكل العالم شاهد على هذا، حتى صرنا مضحكة ومهزلة أمام الدول، هذا الاختراق الفاضح هو الهجوم الخطير والنوعي الذي تم على مجمع وزارة الدفاع بالعرضي، والذي تؤكد كل المصادر المحلية والخارجية، أن المستهدف كان تنفيذ عملية اغتيال على رئيس البلاد هادي.. وعدد من المحللين والمواقع الإخبارية الإلكترونية والصفحات، ذكرت تفاصيل مهولة، مخيفة عن حجم المؤامرة الكبيرة التي كان يدبر لها، وكان المشهد في العرضي يراد له أن يكون كالتالي: اغتيال الرئيس في صنعاء، ثم أحمد علي (نجل المخلوع) كان في مطار دبي، تنتظره طائرة خاصة، كان يفترض أن تقله إلى صنعاء، بانتظار ساعة الصفر، وهي إعلان نجاح عملية قتل الرئيس هادي، وفي نفس الوقت، كان يحي الراعي، ـ رئيس مجلس النواب (المجلس المنتهية ولايته وشرعيته أساسا) ـ كان موجوداً هناك، قريبا من قصر الرئاسة، بانتظار هو الآخر خبر نجاح عملية قتل هادي، ليدخل القصر، ويصبح رئيساً مؤقتا للبلاد.. بحسب الدستور اليمني..

المعلومات أيضا تقول: إن عملية الهجوم، تمت بالتنسيق بين ثلاث جهات:(بقايا نظام صالح، والحوثي، والمخابرات السعودية برئاسة مباشرة من الأمير بندر)، هذه الجهات الثلاث (وهذا هو صلب الموضوع الذي أريد أن يفهمه الناس، وأن يدركه اليمنيون).. تفيد المصادر والأنباء أن لها اختراقات كبيرة في كثير من وحدات الجيش، ولها خلايا داخل المؤسسة العسكرية، خلايا تتمثل بضباط كبار ورتب وأتباع في عمق المؤسسة العسكرية، ونفس المعلومات والمصادر التي يتداولها ناشطون، تقول إن المخطط كان يراد له أن يكون هكذا كالتالي: إعلان مقتل الرئيس هادي، بعملية نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي، ثم كانت هناك خلايا تابعة للحوثي وأخرى وموكل لها مهام تفجير الأوضاع في عدة مدن ومحافظات يمنية، بعد عملية الاغتيال مباشرة، وعمل فوضى وتخريب كبير في البلاد، ويتولى الراعي رئاسة البلاد بحكم الدستور، ومن ثم يعود أحمد علي وأبناء عمومته، للإمساك بالبلاد، والعودة للحكم، بحجة انهم يهدفوا إلى حفظ أمن البلد، التي تنجر إلى فوضى، وانهم سيعيدون الأمن ويوقفوا الفوضى(التي صنعوها هم)..

 وللخارج هنا دور كبير، متمثل بتكرار المشهد المصري، ولو بتغيير بسيط، وهو ما أن يمسك الراعي ومن خلفه أبناء المخلوع بزمام البلاد، بعد هذا الانقلاب الفاضح بقتل هادي، حتى تبادر السعودية والإمارات بالاعتراف الرسمي بالسلطة الجديدة المتمثلة بعودة نظام صالح، بكل أشكاله، وحذافيره.!.. ويفرض حينها أمر واقع على الشعب اليمني! وتمضي الأمور، إذن نفس المشهد المصري يراد له أن يطبق في اليمن، بحذافيره، وإن اختلفت الطرق، فهناك في مصر، تم انقلاب عسكري صريح على الرئيس المنتخب، وهنا قتل الرئيس، وعودة بقايا نظام صالح كحماة للوطن ومنقذين للبلاد من أن تغرق في الفوضى!..

                        ***

حسنا.. هذا هو المشهد المطروح، لا نعلم مدى دقته، وصحته، لأن ولاة أمرنا لا يملكون الشجاعة في أن يخبرونا بالحقيقة وأن يطرحوا أمام الشعب كل الحقائق، وبشفافية ووضوح، إذن هذا هو المتداول، وعلى من ينكره إثبات كلامه، والرد فوراً.

                        ***

إن ما جرى دليل على حجم الاختراق الكبير في الجيش اليمني ووجود فئات في الجيش تعمل بالفعل ضد الجيش وضد اليمن وأبناء اليمن.. هل يصدق أحد ذلك.. شيء مؤلم وخطير للغاية!.. إنها مأساة بحق نحتاج للثورة التي قامت أساسا على هؤلاء الفاسدين أن تصل إلى داخل كل مؤسسة للدولة، وعلى رأسها الجيش والأمن، أهم مؤسستين في البلاد.. أهمها على الإطلاق!.

                        ***

الدليل الثاني: تأكيد مصادر من جبهات القتال، التي تقاتل ضد عصابات ومرتزقة الحوثيين، التي تعيث فساداً وقتلاً في محافظات اليمن اليوم، بل والتي ترتكب جرائم حرب ضد الإنسانية منذ ٩٠ يوما في دماج المحاصرة، التي تخلت الدولة عن واجبها بالدفاع عنهم، حيث الدولة الآن نائمة، لا يوقظها أحد!، فقامت القبائل اليمنية الأصيلة بواجب الدفاع عن الإنسان اليمني، الذي تفتك به عصابات الحوثي الإجرامية، هذه المصادر المتمثلة في مواطنين موجودين على أرض المعارك، يؤكدون ويقسمون أنهم شاهدوا طائرات عسكرية للجيش، شوهدت تنقل جرحى الحوثي إلى مستشفيات العاصمة صنعاء! هل سمعتم طائرات الدولة والجيش اليمني تستخدم في خدمة الحوثيين بينما الجرحى المدنيون في دماج المحاصرة من الحوثي.. أطفال ونساء ورجال من صغار وكبار.. يتساقطون كل ساعة بدماج بسبب الحصار، لا يسعفهم أحد، كأنهم ليسوا بشرا، ويمنع الحوثيون أي جهة من الدخول لإسعاف الجرحى وإدخال الدواء والغذاء والاحتياجات الإنسانية! فالجريح المصاب نتيجة القصف المستمر من الحوثيين.. يموت في المستشفى الميداني نتيجة افتقاد المستشفى لكل شيء، قطرة الماء، وقطعة الشاش حتى، وقطرة الدواء!.. وصل الأمر باهل دماج انهم من لم يمت منهم بقصف المدفعية والصواريخ ورصاص القناصة الحوثي، فانه يموت جوعا وجراحا، نتيجة الحصار الخانق، وانعدام كل مقومات الحياة!.. طيب، والدولة أين؟.. لا نعلم بعد ومن يعلم الرجاء يفيدنا!..

                         ***

إن عصابات الحوثي تطبق الحصار بشكل ظالم على ١٥ألف نسمة إنسان ومواطن يمني محاصرون الآن ظلما وعدوانا من قبل مجموعة عصابات لا تحترم الدولة!.. ولا تلتزم في حربها الظالمة على الشعب اليمني، بأي معايير للأخلاق وحقوق الإنسان والأعراف والقوانين فأين الحكومة أين الجيش اليمني الذي وجد أصلا لحماية الشعب وحماية المواطن اليمني في أي مكان وجد أين هم مما يحصل لماذا هم صامتون هل هم خائفون؟.. أم انهم متواطئون وهل الجهات المعنية، تؤكد بصمتها هذا، الأخبار التي تتوارد عن وجود قوات أو وحدات للجيش اليمني، تقاتل بالفعل مع الحوثي ذراع ايران في اليمن! ، ضد أبناء اليمن الذين يتعرضون لاعتداءات الحوثي الظالمة!.. نريد إجابة شافية!.. من يعطينا إياها!.

                       ***

والدليل الثالث: ما جرى في حضرموت مؤخرا، أثناء ما سمي بالهبة الشعبية، والتي اخترقتها جهات تعمل لغرض تمزيق اليمن، وضد مصالحه، ونقلت لنا الأخبار والصحف والمواقع الإلكترونية، وأكدت حصول تواطئ من بعض قيادات الجيش والأمن، حيث سلمت مواقعها ومعسكراتها والمؤسسات التي بحمايتها، سلمتها لجهات مسلحة بكل سهولة ويسر، ومن غير قتال..

                     ***

هذه فقط بعض من الأمور التي تستحق الوقوف أمامها وتحتاج منا أن ننظر إليها بعين الاعتبار.. والا نتجاهلها لأنها جد خطيرة.

                     ***

إن المؤسسة العسكرية اليوم، متهمة بالخيانة والتواطؤ مع عصابات وعدو يعلن ولاءه المفتوح والصريح لدولة خارجية (ايران)!.. نعم.. فان لم يكن هذا التواطؤ بالمشاركة!.. فانه تم فعلا: بالتخاذل عن القيام بالواجب والتجاهل والصمت المطبق، تجاه ما يجري لمواطنين يمنيين يتعرضون لعدوان مباشر وصريح من قبل الحوثي!.. هل يكفي هذا؟.. إذن.. على الدولة والمؤسسة العسكرية أن تجيب وتدافع عن نفسها.. الاتهامات خطيرة للغاية!.. عليهم أن يجيبوا الآن.. عليهم الكف عن الصمت.. والتجاهل لسيل الدماء اليمنية البريئة التي تسيل في دماج وكتاف وحرض وأرحب وحاشد والجوف وغيرها..

 سيادة الرئيس.. القائد الأعلى للقوات المسلحة.. إن الجيش الذي تقودونه متهم جزء منه بالخيانة العظمى ضد أبناء اليمن الشرفاء الأحرار، الذين يصدون عدوان قوة خارجية معادية متمثلة بإيران وذراعها باليمن (الحوثي)!.. هذه هي التهمة بصراحة ووضوح، وعليكم الرد الآن وفورا.. والا فان الصمت سيفهمه اليمنيون بانه اعتراف ضمني بوجود تورط حقيقي لبعض الوحدات العسكرية بالقتال مع الحوثي، وبانكم راضون!.. لن يرحمكم التاريخ!.. ولن يرحم الشعب، من تخاذل ضده.. صغارا كانوا أم كبارا !.

                        ***

ليس عيبا أن نعترف بالحقيقة وأن نواجه الحقيقة ونعالج المصيبة، ونقطع اليد التي تريد بيمننا سوءا وشرا، فهذا خير، من أن ننتظر أن تستفحل المصيبة، وتتطور الأمور وتتعقد، فلا نستطيع السيطرة عليها أبدا، ولنا في العراق، وسوريا عبرة وعظة.. فلنأخذ العبرة، ولنتصرف ولنتحرك بشكل مبكر جدا، ولنوفر على بلدنا وشعبنا الطيب المعذب، سنوات من الصراع والدماء، رأينا دولا حولنا دخلت فيها، نتيجة التساهل وعدم التحرك المبكر لوأد الفتنة في مهدها.. فلنوفرها إذن على بلدنا!.. فالتواطؤ والفساد بداخل الجيش اليمني للأسف موجود.. والأدلة والشواهد كثيرة، من لا يصدق ذلك فهو يغالط نفسه، ويعمي عينيه عن رؤيتها.. وهذا شأنه!.

                        ***

علينا مواجهة كل مشاكلنا بشجاعة.. لا نهرب منها ابدأ.. ودائما يكون أول الحل وبداية كل حل، هو أن نعترف أولا بوجود المشكلة!.. ونحددها بصراحة ووضوح ثم نضع الحل.. أما أن ننكرها فهذه هي الكارثة الحقيقية إذ كيف نستطيع حل مشكلة، ونحن لا نعترف بوجودها أساسا ليس منطق!.. علينا أن نكون شجعانا ولا نخاف المواجه.. ولا نفعل مثل ذاك الذي كان يخشى من نطق اسم الأفعى بلسانه.. خوفا من أن تطلع له الأفعى بالفعل! !.. هل رأيتم عجزا وبؤسا أسوأ من هذا!..

                      ***

أن المتخفين اليوم في داخل مؤسسات الجيش والأمن، وباقي مؤسسات الدولة التي لم تصلها بعد الثورة، والتطهير والتغيير نكاد نراهم الآن متخفيين بوسط الشرفاء ويقومون بشن الهجمات الغادرة على اليمنيين يقومون الآن في هذه اللحظات بتنفيذ التفجيرات هنا وهناك والقتل والنهب والتخريب في كل أنحاء اليمن وهم فرحون ومطمئنون باننا حكومة وشعبا نتحرج من ذكر أسمائهم خوفا من المواجهة ونتحرج من توجيه أصابع الاتهام المباشر لهم بكل وضوح هل فهمتم.. نتحرج ونجامل أن نذكر أسماء هؤلاء المتورطين بجرائم قتل وإبادة ضد اليمنيين، وتقديمهم لمحاكمات ثورية عاجلة.. رغم أننا نراهم بكل وضوح.. ونرى جرائمهم التي يرتكبونها في العلن وفي وضح النهار أمام أعيننا بلا أي حياء أو خوف من المحاسبة.

واقوى دليل فاضح على ذلك هو ما فعله ضبعان قائد لواء٣٣.. حين تجرأ وقتل وذبح قرابة ال٢٠مواطن يمني في سناح الضالع نصفهم أطفا!.. قتلهم بسلاح الدولة وبجيش الدولة! أية فضيحة تلك!.. والعجيب انه لم تتم أية محاسبة جدية لهؤلاء الضباط والقيادات التي تفوح منها رائحة الفساد والخيانة، وبات يعلم فسادها كل يمني في كل مدينة وقرية إلا القيادة السياسية العليا لم تصلها بعد تلك الروائح التي أزكمت أنوف كل الشعب!.. فإلى متى يظل من يقتل يقتل ويستمر يقتل دون أن يحاسبه احد والى متى يستمر من يفجر ويخر.. يفجر ويخرب دون أن يوقفه أحد!.. إلى متى يظلون يسرحون ويمرحون أمام أعيننا دون عقاب ألم نقل لكم إنها هزلت واننا وصلنا إلى وضع خطير جدا.. لا يحتمل السكوت..
والأكيد أننا وصلنا بفضل هؤلاء الفاسدين والمخربين أصحاب الحصانة الظاهرة (صالح ورجاله) وأصحاب الحصانة الخفية (الحوثي ورجاله!) إلى حافة منزلق خطير وهاوية سحيقة نسال الله السلامة !.. إن لم يتحرك شرفاء وأحرار هذا الوطن الآن قبل فوات الأوان لا ندري إلى أين ستنزلق الأمور، والى أين سيصل بنا رموز الثورة المضادة وأعداء التغيير، والطامعون من الخارج، الذين لا يريدون لبلدنا خيرا وأطماعهم وصلت إلى حد كبير من الوضوح والتدخل السافر في محاربتنا، والاعتداء على سيادتنا!.. واستحلال دمائنا!.
في الأحد 05 يناير-كانون الثاني 2014 05:17:37 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74209