عن صندوق إعمار أبين
فهد علي البرشاء
فهد علي البرشاء

تعالت الأصوات في محافظة أبين المطالبة بتغيير الوضع المزري لصندوق الأعمار والحد من سياسة الكيل بمكيالين التي باتت تنتهجها الأيادي والضمائر (المسمومة) في تعاملها مع أبناء المحافظة الواحدة الذين ذاقوا مرارة الحرمان والحرب والدمار..

فصب هذا التعامل اللاإنساني زيت لامبالاتهم وعبثهم (بقوت) المواطنين على جمر معاناة البسطاء من المواطنين الذين دفعوا ولازالوا يدفعون ضرائب وفواتير أخطاء ومكايدات المتناحرين والنافذين والفاسدين الذين أعتبرهم أنا أنهم السبب الأول في خراب ودمار المحافظة ووصولها إلى مرحلة الضياع والتجاهل الكلي من قبل سادة هذا الوطن المتشظي..

وبدلاً من أن يؤدي صندوق الإعمار عملهم على أكمل وجه وتعطي الحقوق لأصحابها باتت تبعثر التعويضات يمنة ويسرة لمن لا علاقة لهم بالخراب والدمار الذي لحق بالمحافظة, وعلى من يملكون (صك ) المحسوبية والمسئولية, ناهيك عن تناسيهم لكثير من الحالات التي هي فعلاً من أكثر المتضررين استحقاقاً لهذا (الفتات) الذي (لا يسمن ولا تغني من جوع ) والذي لا يسلم أيضاً من الخصم والاستقطاع تحت مسميات تذهب في النهاية إلى (جيوب) النافذين..

إن حالة الاستياء والتذمر التي ظهرت جلياً في الشارع في أبين وكذلك حالة الغليان التي اجتاحت دواخلهم هي دليل كاف على أن (وراء الأكمة ما ورائها) وأن صندوق الأعمار تشوبه الشوائب وتحوم حوله الشكوك مهما حاول (المطبلون) و (الملمعون) أن يحسنوا صورته بروتوشات تأخذ وقتها ثم تنتهي, وهذا ما أفقد المواطنين ثقتهم فيه وفي سياسته التي ينتهجها وطريقة تعاطيه وتعامله مع المتضررين الذي أختلط بهم سيل النافذين وأصحاب النفوذ, والوجاهات وبات لا يعرف من هو المتضرر ومن هو النافذ, ومن هو مستحق لهذه (العطايا) ليعيد بناء ما خلفته حرب الساسة والمتناحرين, ومن يبحث عن الجاه والسلطان والاسترزاق من خلال هذه التعويضات التي جلبت للمحافظة الكثير من المشاكل والمصائب..

كان حرياً بصندوق الأعمار في المحافظة وكل المسئولين فيها أن يتحروا المصداقية وأن يكون نصب أعينهم مخافة الله وإحقاق الحق وإيصال الحقوق لأهلها, وكان المفترض أن يكون الميزان الحقيقي والمقياس الذي تعطى به هذه التعويضات هو من تضرر فعلاً وحصرته لجان الحصر ووثقته بالصور والمستندات, بدلاً من أن يصرف لأناس لم يتضرروا على الإطلاق حد قول (المواطنين) ولأصحاب الوجاهة والنفوذ (والرسائل) السحرية الممهورة (بختوم) المسئولين الذي فاحت رائحتها في الأرجاء..

إن كان هذا الحال مع أرزاق المواطنين وحقوقهم التي لم تأت إلا بشق الأنفس وهم يكدحون ليل نهار من أجل أن ينالوها فكيف سيكون الحال مع المحافظة التي تنصلت الدولة من حمايتها ودعمها والوفاء بالوعود التي قطعتها في إعادتها لسابق عهدها تكفيراً لذنوبها التي اقترفتها في حق المحافظة وأهلها؟ كيف سيكون الحال مع الدمار الذي طال كل شيء في المحافظة ودمرت البنية التحتية تماماً للمحافظة؟ حقيقة أعجز عن الإجابة وربما يعجز أيضاً الكل أن يجيبوا عن هذا التساؤل المرير, بل بتنا نخاف من أن نصحوا يوماً وقد باتت محافظتنا في خبر كان وغدت (مكب) لقذارات ونفايات المخربين, وبتنا نحن المواطنين لا محل لنا من الإعراب..

فإلى من في قلبة ذرة من إنسانية ومخافة من الله أدوا الأمانات إلى أهلها ولا تنقصوا منها شيء, حتى تدب الحياة في المحافظة, لأننا والله مللنا وسئمنا من وضعنا المزري ونحن من نأكل بعضنا بعض ونقتل بعضنا بعض وننهب محافظتنا بأيدينا..

في الإثنين 13 يناير-كانون الثاني 2014 12:23:15 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74292