المسرحية التي لم تنتهِ بعد
فواز العبدلي
فواز العبدلي

وصل الحوار إلى أيامه الأخيرة متجاوزاً الفترة المحددة له بأكثر من مائة يوم تقريباً, النهاية تبدو غير واضحة والنتائج لا أعتقد أنها ستكون مقبولة بحسب اعتقاد الجميع حتى ممن شاركوا في هذا المؤتمر لأن أرضيته تبدو رخوة للغاية وبالتالي لاشك أن ركائزه الآيلة للسقوط ممكن لها أن تتحطم في أقرب لحظة وبدون سبق إنذار.

 على كل حال إذا كان لهذا الحوار أن يحقق نجاحات ملموسة على أرض الواقع تفضي إلى حلحلة الوضع وإخراج هذا الوطن من الأزمة الراهنة كان لابد من بداية صحيحة تضمن لهذا المؤتمر الاستمرارية والنجاح هذا ما كان يجب أن يكون لكن للأسف الشديد انحرف هذا الحوار عن مساره الحقيقي متحولاً إلى حوار سياسي بدرجة امتياز حيث تصدرت القضايا السياسية قائمة المهام بدلاً من القضايا الوطنية ذات الاهتمام البالغ التي تهم الوطن والمواطن على حد سواء.

 حقيقة في ظل هذه الأجواء الغائمة بالمكايدات باتت مجمل القضايا الوطنية مجرد شعارات للمتاجرة والاستثمار بها على الطاولات وفي الغرف المغلقة في الوقت الذي اصبح الحديث عن تلك القضايا ظاهرة كلامية قابلة للاستهلاك لا اكثر في ظل غياب واضح لروح المسؤولية ومحاولة حلها بمنأى عن أصحابها المعنيين بهذا الشأن وغياب الحلول المناسبة ولهذا بحسب تقديري لا يمكن حلها مطلقاً بهذه الشكلية مادام الممثلون الحقيقيون لتلك القضايا مغيبين عن المشهد؛ فعلى سبيل المثال غيبت فئة الشباب تماماً وأهملت قضية الشهداء والجرحى ناهيك عن إهمال واضح لكثير من القضايا المهمة الأمر الذي أثار جملة من التساؤلات عن مألات هذا المؤتمر ومصيره المحتمل والحكم عليه منذ الوهلة الأولى بالتردي والقصور بعد أن أزيح الستار عن هويته الشكلية وبالتالي نستطيع القول إن كل الأطراف المشاركة في هذا المؤتمر دون استثناء لم تكن هي المعنية في المشاركة لا من قريب ولا من بعيد بل هي أساس كل أزمة حلت بالوطن سواء على المدى المتوسط أو البعيد وما نعانيه اليوم ما هو إلا امتداد لأزمات متعاقبة يقف خلفها أولئك المتحاورون في الموفمبيك من فرقاء وقوى نفوذ وأجندة داخلية وإقليمية ودولية.

 على أية حال لقد وصل الفرقاء ومراكز القوى المختلفة إلى اتفاق مبرم يخدم مصالحهم الخاصة دون مصالح الشعب المتعثر بأزماتهم المفتعلة, هكذا تم تقاسم تركة الرجل المريض ولكن هذه المرة على طاولة الحوار تحت إشراف دولي وإقليمي.

 عموماً قمة السخرية والاستهتار ما حدث في الموفمبيك من أعمال ممكن وصفها بالمسرحية الهزيلة ذات الطابع العبثي اشعر الكثير منا بأن ما حدث ليس اقل من مجرد خدعة والتفاف واضح على مكتسبات ثورة الشباب 11فبراير وان حقيقة وصف هذا المؤتمر بالوطني وانه نتاج ثوري أكذوبة إن لم يكن استخفافاً بعقولنا.

في الجمعة 17 يناير-كانون الثاني 2014 06:56:00 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74336