الأقاليم اليمنية (2- 3)
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

 في تقسيم النبي صلى الله عليه وسلم اليمن إلى أقاليم ( مخاليف) جعل حضرموت وشبوة مخلافاً، وجعل قيادته الداخلية التابع للمدينة تحت الملك وائل بن حجر، وممثل القيادة العامة في المدينة، زياد بن لبيد البياضي الأنصاري رضي الله عنه وكان من فقهاء وعلماء الأنصار ومعه فريق تعليمي واسع، وجعل صنعاء وما حولها حجة والمحويت وكل بلاد همدان (حاشد وبكيل) مخلافاً تحت قيادة الرجل المبارك فيروز الديلمي، والقيادة المدنية بيد أبان بن سعيد بن العاص، وقيادة علمية واسعة كذلك ومخلاف نجران جمع تحته مناطق الشمال اليمني الشمالية من جرش ( خميس مشيط ) وتثليث وكتنة إلى الفلج آخر بلاد دوسر ( الأفلاج والدواسر حالياً ومعهم صعدة وأغلبهم من مذحج وفيهم من همدان يام ودوسر ومن حمير خولان بني عامر وجماعة صعدة ) وجعل قيادتها تحت بني عبد المدان الحارثيون الذين وفدوا عليه، وممثل المدينة عمرو بن حزم الصحابي الأنصاري احد فقاء الصحابة، وهو من احتفظ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن، وعرف في دواوين السنة بكتاب أو صحيفة عمرو بن حزم وهو نسخها لكل أمير أو محافظ كل إقليم، وسلمها لهم ليبلغوا أصحاب إقليمهم بالحقوق والفرائض والواجبات، والأخلاقيات الواجبة والمستحبة، وهو كتاب وصحيفة جليلة جمعت نصوصها في كتابي الواسع عن اليمن وتاريخه العلمي (الحديث والمحدثون في اليمن في ثلاثة مجلدات) جعل اليمن أمامك بعلمائه وأمرائه في عصر النبوة كأنك تراه قطراً واحداً منظماً، ذكرت فيه المراكز التعليمية والإمارات النبوية والعاصمة اليمنية للقطر اليمني الموحد وجعل مأرب والجوف وشمال همدان مخلافاً واحدا ومحافظه فروة بن مسيك المرادي وكان يتبعه الحارثون من شبوة كبيحان وما حولهم وكان معه خالد بن سعيد وزمرة ممن يمثل المركز التعليمي، وكذا ترى القيادة المدنية الحكيمة في المدينة وزعت الوحدات الإدارية في القطر اليمني إلى أقاليم جمعت شتاتها تحت قيادة واحدة بحسب انتسابها إلى حمير أو كهلان وأما مهرة فقد جعلته القيادة مخلافاً واحداً يقوده مهري ابن الأصبغ، وهو مخلاف واسع يشمل سيحوت وظفار والشعر وكل البلاد التي جنوب مسقط عمان، ومناطق الصحراء الشمالية حتى تلاصق عروق الخرخير ويحادد منطقة هجر ( الإحساء اليوم) ومعه ممثل القيادة في المدينة وبعثة تعليمية تقوم بنشر التعليم فيه فصار القطر اليماني بعد التمزق الجاهلي سبعة أقاليم مخلاف الجند ( تعز وهو العاصمة لليمن كله تحت قيادة ذي الكلاع وذي رعين والأملوك وردمان وذي إصبح الحميريين الذين يخضعون لقيادة معاذ ومخلاف حضرموت وعاصمته تريم المحافظ له وائل بن حجر الحضرمي الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحت قيادة زياد بن لبيد الأنصاري ومخلاف مهرة تحت قيادة مهري بن الأصبغ، وهذه مخاليف كلها حميرية إلا شمال حضرموت البقع وشرورة وشيء من الوادي فإنها كندية من كهلان، وكان زعيمهم الأشعث بن قيس لكن النبي صلى الله عليه وسلم نزع منه القيادة لصالح وائل بن حجر، لأنه يمثل الأغلبية الحميرية في حضرموت ولصلاحه وعلمه وعزل الملوك الأربعة وأختهم الزمردة، لعملهم على تمزيق المخلاف ولعنهم، ومن ثم ارتد الأشعث والملوك الخمسة فقتل الأربعة مع أختهم في حصن النجير، وسلم الله الأشعث فعاود دينه وهاجر إلى المدينة وتزوج أم فروة أخت الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وأما مخلاف مأرب وصنعاء ونجران فهي أقاليم كهلانية، مذحج وهمدن كلها قبائل كهلانية فمأرب وما حولها مذحجية، وهكذا نجران وصنعاء وما حولها همدانية، أما مخلاف تهامة فخليط من البطنين الحميرية والكهلانية، ولهذا جعله مخلافاً واحداً وأمر عليه أبا موسى الأشعري إذا ليست المشكلة في التقسيم لأقاليم لتتسع دائرة التنمية البشرية والتنمية الحضارية ليمن جديد مادامت أقاليم تتحرك حول محور سياسي سيادي واحد، وإن كنا نفضل تقسيمه لمحافظات لتتوسع فيه الإدارة المحلية، لأنه كلما صغر الإقليم تحت دولة الوحدة اللامركزية، توسعت دائرة التنمية، لكن الخلل فيما سنتكلم عنه من خطر للتقسيم الذي قد يؤدي إلى التفتيت للقطر اليمني إلى يمنات للوثيقة المشؤومة التي صنعها أعداء اليمن.

في الإثنين 20 يناير-كانون الثاني 2014 07:04:32 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74358