اكتشاف الثروات نعمة أو نقمة (2-2)
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

كلما اكتشف شيء من الثروة في بلادنا أسرع الفقر في وطننا، وانعدمت كل مقومات الحياة الشريفة للمواطن اليمني، وينهار اقتصادنا وأمننا وسياستنا فوق المستوى المعقول، وإلا قل لي بربك متى كانت أي دولة تنتج ثروات بترولية وغيرها فتهبط مستوى الحياة فيها إلى الصفر بل وإلى ما تحت الصفر في غير اليمن، ونحن ندرك اليوم انزعاج بعض جيران اليمن مما سربت من معلومات حول وجود بحيرات نفطية في اليمن، جعلها تتصرف بهستريا دون تحقق مما ينشر فبادرت للمشاركة لإيقاد الفتن في اليمن من دعم لدعوات تمزيق اليمن من يمن واحد إلى كيانات ودويلات هزيلة، لا يستقيم أمرها بل تظل كيانات يشحذ من يتربع على قيادتها طعام أسرته من جيرانه الذين سيتلاعبون به كما تلاعبوا بالرئيس المخلوع الذي تنازل عن كل الحقوق لشعبنا وتنازل عما بلعوه من أراضي في زحفهم المتواصل إلى اليوم، وهم اليوم يقومون بالرشوة على مستويات مختلفة لزعزعة استقرار اليمن فيرشون كثيراً من الشرائك العالمية ويعوضونها تعويضات مناسبة، ويخططون لوجود صراع مناطقي وقبلي ودعم قيام حروب بين القبائل وبعض الطوائف وحرب بين القبائل والدولة وبين القبائل بعضها مع بعض، بهدف هدم الاستقرار وتمزيق المكون الواحد لدولة اليمن ومن ثم تقوم بتخويف الشرائك العالمية المنقبة بعدم الاستقرار الأمني وانعدام القضاء وسيطرة الدولة، وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر أن يتركوا الشعب اليمني بحاله، فهو خير لهم على المدى القصير والطويل، لكنه التنجيم الكاذب الذي رسم في عقولهم أن زوالكم قادم من الجهة الجنوبية ما لم توقفوه، ولم يؤمنوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب المنجمون، وهكذا يتعامل معنا جيراننا على أساس التنجيم، بإصرارهم على أن يظل اليمن خاويا ومنهارا في كل مظاهر حياته، ومن الأسباب التي جعلت اكتشاف النفط نقمة علينا وليس نعمة، احتكار بعض الشرائك المنقبة عن البترول للتنقيب واشتراطها علينا عدم البحث من شرائك أخرى مقابل مال سنوي كانت ترصده سنوياً لحساب رئيس النظام المخلوع وهيمنا ته، ومن ثم يتوقف استخراج النفط ليكون لهم احتياطي في غابر الأيام حين ينضب نفط من حولنا، وليحافظوا على القيمة السعرية لبترول عالميا، ولو مات شعب وانعدم مقومات حياته فالشرائك العالمية لا يهمها إلا الربح الجشع فضلاً عن أنها شرائك تتحرك وفق استراتيجية حكوماتها الاستعمارية، ومن ثمت يعملون مع الجيران على إثارة الحروب القبلية، لأنها خير حام لبقاء الثروة مدفونة وإن تعجب فعجب اتصال الحوثي بجيران اليمن والاتفاق معهم على افتعال الأزمات في الحدود وإقفال الباب عن التنقيب عن النفط في المواقع القريبة من حدود الجيران بهدف أن يحصل على مساعدات من تلك الدول ويعمل في غفلتها لتوسع كيانها الإيراني، رغم أنه يرفع العداء الصارخ لتلك الدول، لكن قد علمنا الحوثي عدم صدقه وأنه يتعامل مع الواقع خلاف ما يظهر في شعاراته (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود) واكتشفنا أنه صب كل الموت على اليمنيين، وصب لعنته على أهل دماج، ونحن اليوم نطالب من الحكومة اليمنية أن تحررنا من السرية التي لا تخدم مصالحنا وتدفع بالشعب المارد الشرس لحماية ثرواته وأرضه وتعلن قانون العدل في توزيعه، وتبدأ قبل التنقيب بمناطق وجود ثروتنا النفطية فتفيض على مواطني تلك المناطق بما يحتاجونه من بنية تحتية ضرورية وخدمات إنسانية عامة، ثم تحدد نسبة لمحاربة الفقر والجهل والمرض لأبناء تلك المناطق، فهم أول من يجب العناية بهم ويومها سيندفع كل مواطن في تلك المناطق لبتر كل يد تعتدي على ثروته، وسيستقر الأمن وسيعاونهم أبناء اليمن في كل محافظة، أما أن يحرم المواطن ويستأثر به لصوص الحكم فإننا سنعيش في نقم متتالية فهل من مجيب؟

في السبت 25 يناير-كانون الثاني 2014 06:57:53 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74414