اليمن بعيون يمنية..!
معين عبدالله الباشا
معين عبدالله الباشا

نظرة واحدة منك اليوم لقراءة المشهد اليمني بعين ووضع اليمن بلعين الأخرى يظهر لك أنك مازالت أخر من يستعان به لكي تكون واجهة المشهد و أنك أحد صانعيه، العالم يدعي حبه لك من جهة وهو كاذب ..ومن جهة أخرى يطمع في الاستيلاء على أرضك وكل ثرواتك وهو بهذا صادق!

يتسابقون للنطق بأنك حائز على شهادات عدة منها أنك شعب واعي وصابر وشعب له من الحكمة باع طويل.. لكنهم في نفس الوقت يثيروك ليركبوا موجة انفعالك ويكون لهم متنفس الاستحواذ الناعم لكل مقدرات بلدك وفرض هيبتهم عليك بحجة أنهم أحد صانعي القرار في بلدك ونحن من نقدم الحل، أنت وغيرك الكثير من أبناء وطنك هم من يدفعون الثمن حتى وإن قدمت دمك فداء لهذا الوطن ستبقى رهينة لهم لكي تحقق لهم مأربهم لا أهدافك التي رسمتها يوماً ماء..

نحاول جاهدين أن نتناسى أحدى خططهم المرسومة على صفحات وطننا في مؤتمر الحوار وهي الكثير منها إسقاط الشريعة واليمين الدستوري المعتمد لبلادنا كدولة إسلامية وأيضاً الحق لهم بالتدخل السافر لرسم مناهجهم التعليمية وفرضها لتكون إحدى معالمنا التعليمية المستوردة التي ستكون بيد كل طالب ولها حق العيش بحرية في معتقدات أجيالنا القادمة ...نخرج من ذكر مخرجاتنا من الحوار الوطني لأن الغالبية من بنوده تصب في مصالح أعتقد أنها علمانية نوع ماء ، نحن من يطالب بالتغير ونحن من يدفع الدماء الزكية وهم من يحفرون قبور لنا قبل وفاتنا ليقبرونا مع أحلامنا ونحن أحياء ...إذاً اليوم أضحى الوطن بعيون يمنية بالفعل ولكنها مغلقة مع سبق الإصرار والترصد ..أيادي العالم أصبحت ورقة للتغير في اليمن ليس لسواد أعيننا ولكن لذلك السواد في باطن أرضنا الذي إلى الآن لم يكتشف، اليمن اليوم وغيرها الكثير ممن طالبو بالتغير من دول العالم كمصر وليبيا وتونس محاولين الوصول إلى مبتغاهم وهو العيش الكريم لكنهم- أي شعوب تلك الدول- لم ينتبهوا لعيون المتربصين بأوطانهم وأصبحوا ورقة خاسرة في يد أعدائهم الذين أصبحوا يحققون مكاسب على أرضهم وبتوقيع منهم لحرف مسار التغير الذي كانوا ينشدونه يوماً ما ... إذاً اليوم نحن بحاجة لتلافي ما تبقى من ماء وجه لوطننا ولنجعل اليمن صوب أعيننا وبأيادي يمنية هي من تصنع لنا القرار قبل أن نرغم على الفرار من وطننا راضين لا مجبرين ...

في السبت 01 فبراير-شباط 2014 12:11:02 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74496