أنا أو الطوفان
إبراهيم حمود
إبراهيم حمود

عبارات سخيفة مازال الجميع يتذكرها ويتذكر الشخص الذي أطلقها بغرور وعنجهية باعتبار نفسه دون سواه الباسط ذراعيه بالوصيد وفي مناسبات عدة يتوعد بها الجماهير التي خرجت آنذاك للساحات والشوارع مطالبة بإسقاطه بعد أن حكمهم طيلة 33 عام كجاثوم ثقيل، أثبت فيها فشله بامتياز في إدارة بلد يُعد من أهم البلدان العربية ومن أوفرها تنوعاً في مواردها وثرواتها الطبيعية مقارنة بالكثير من مثيلاتها في المنطقة العربية .. هذا أوجب على الجميع مساءلة أنفسهم ولبرهة من الزمن: هل ما نطق به صالح كان نبوءة متوقعة؟

 أم أنها رسالة تهديد صريحة رغب صالح أن تصل الشعب الذي خرج عن سيطرته بشكل مفاجئ؟ وأنه سيعمل على تحققها نكاية بهم حال إقصائه عن كرسي الحكم.. ما يعيشه الجميع من الناحية الزمنية باعتباره محكاً حساساً يحدد مستقبلهم، والذي تهافت الملايين منهم للوصول إليه من خلال الثورة الشبابية الشعبية التي أطلقت شرارتها في2011م أرجعهم زمنياً إلى الوراء قليلاً ليقفوا مع أنفسهم هل صدق صالح فيما قاله؟ هل هي بداية لعصر الفتنة المنبوذة التي لطالما أرعبنا منها صالح في أكثر خطاباته؟.

يدرك الفصيل الأوفر حظاً بنعمة العقل المستنير والذي يتوفر لأفراده القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب والقدرة على الرؤية الثاقبة لما تخفيه كثيراً من الأقنعة من زيف وتضليل استخدم للتغرير والكذب على الغالبية العظمى من الشعب اليمني والذي استمر لفترة طويلة من الزمن من أن صالح ليس سوى شخص مولع بخلق الأزمات منذ توليه الرئاسة في نهاية السبعينات .. لكنه بعد خروجه من القصر الجمهوري صار أكثر حنكة وخبثاً في عملية إدارة الأزمات التي تنوعت من حيث المضمون والتوقيت والديموجرافيا وأصبح يعتمد على رمي الكرة المتفجرة بعيداً عنه ويرى ردة الفعل فأن عبرت نحو هدفها أصابه الانتشاء وغمرته الفرحة.. وإن زلزلت أمانيه الخبيثة وتم تفجيرها عن بعد يجد لنفسه المنهكة جراء ذلك، وكذلك لحاشيته المتأهبة للانتقام الف مخرج هل بعد خروج صالح من دائرة الأضواء والشهرة والظهور المتكرر في كل الوسائل الإعلامية بسبب أو بدون سبب أصبح فجأة وبقدرة قادر يمتلك بعض السبل والوسائل التي ساعدته على تنمية قدراته في مجال فن الخداع السياسي هل سيوصله هذا الدهاء والمكر وبركات خبثه السياسي المتنامي مؤخراً إلى دورة ثانية يمتطي بها أظهر الشعب الذي قرر لفظه وإخماد جذوة لظاه, والتي طالت بسبب سياسته اللعينة كل قاطني سهول و وديان و مرتفعات الوطن شماله وجنوبه؟

هل ما يقوم به صالح حالياً من خلط للأوراق وإحداث للفوضى هدفه الأساسي إرباك الجميع وشغلهم عن شيء يتوشح رداء سيئ يتم طبخه في الخفاء على نار هادئة وبمساندة بعض القوى الخارجية والداخلية أصبح صالح يضرب هنا ليشعل ناراً ويخلق اضطراباً هناك ليؤجج نار أخرى.. وفي الناحية الأخرى يوزع الابتسامات البريئة المصطنعة عبر شاشات وسائله الإعلامية كلما أصابته إحدى نوبات الصرع الذي لا ينقضي إلا بوقوفه أمام عدسات الكاميرات كوسيلة علاجية فعالة لهكذا عِلَّة، صالح أصبح يلاعب الجميع ببرود سينمائي إنجليزي متمنطقاً في نفس الوقت عباءة إخوة يوسف في الشرف والوطنية والخوف على الوطن أرضاً وإنساناً دون أن تبدر منه أدنى ذرة خجل أو حياء هنا يتساءل البعض لماذا تم منح صالح من قبل خصومه ميزة رمي السنارة في الماء مدركاً حجم ونوع السمكة التي يريد اصطيادها في كل مرة.. والتي أعطته المقدرة على معرفة ماذا يريد؟ ومعرفة كيف يمزج الأشياء المختلفة لتبقى في آخر المطاف لمصلحته..! الآن وبعد الانتهاء من المرحلة الأولى من مؤتمر الحوار الذي انتهي بنجاح ملحوظ رغم كل العراقيل التي وضعت لإفشاله وما أفرزته هذه المرحلة الهامة والمصيرية من مخرجات ما زالت كل بنودها حبراً على البياض يسعى كل شرفاء البلد لتحقيقها كواقع ملموس كي يخرج الجميع من الوضع الشديد السُّمّيَّة الذي كاد أن يفتك بالوطن دون هوادة..

 ما ذكرته سابقاً لا يجسد فعلياً وبشكل لا يقبل الجدل أن شخصية صالح تمتلك الذكاء اللعين فقط بل كل ما ذكر يدل فيما لا يدع مجالاً للشك أنه يمتلك قسطاً وافراً من الغباء الذي أوصله إلى هكذا حال تمضي الأيام تباعاً وبدوران ثقيل علينا جميعاً كيمنيين على أمل وحيد نصل عبره نحو الرخاء والنماء والاطمئنان والمستقبل المنشود.. وإلى ذلك الحين لا يحق لنا إلا أن ننتظر بترقب لنرى ما الذي يستجد وأظن أنه لا خيار لنا-كمواطنين - سوى الانتظـار

في السبت 01 فبراير-شباط 2014 12:14:04 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74497