مجموعة سكان..في مسكن واحد
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

في كتاب للغة الإنجليزية شدت انتباهي عبارة جاءت في نهاية قصه يتحدث فيها طفل عن سير الحياة اليومية في منزلهم وكيف أنه يعود من المدرسة هو وأخته فيأخذ كلاً منهما وجبته ويتوجه إلى غرفته ليأكل وهو جالس أمام النت بينما أخته تمسك طعامها في يد والهاتف في اليد الأخرى ويتواصلون مع أصدقائهم الموجودين في أماكن مختلفة تقول العبارة: thanks to technology people are able to communicate so easily with people far away, but sometimes they don't communicate as well as before with people in their own homes.

"بفضل التكنلوجيا استطاع الناس التواصل بسهوله مع ناس بعيدين لكنها شغلتهم عن التواصل مع بعضهم في نفس البيت "ترجمة العبارة بشكل غير حرفي، نعم هذا حال معظم الناس في عصر التكنلوجيا وإن أردنا تعريف مفهوم الأسرة في عصر الحداثة والتطور فسيكون كالاتي:

عبارة عن مجموعة غرباء يسكنون منزلاً واحداً.. هذا هو التعريف الحالي للأسرة العصرية, قد يلتقون على نفس المائدة لكن كل منهم يحملق في تلفونه ولا يكاد يشعر بوجود الأخر.. في نفس البيت وكلاً في غرفته أو في غرفة واحدة ولكلاً عالمه الافتراضي الخارجي الموجود بجهاز صغير يمسكه بكفه,

أو يجلس متسمراً أمامه على شاشة الكمبيوتر

تكنلوجيا متقدمة ومتطورة جعلت العالم كما يقولون قرية صغيرة فيها كل مالم نكن نتخيله يوماً وصل إلى أيدينا بسهولة لم نخترعه ولم نشارك في صناعته فقط دفعنا المال واستلمناه جاهز لكن عقولنا ربما لم تكن جاهزة لاستقباله

في الشارع وفي البيت وفي أي مكان يمسكونه بشغف ويحلقون فيه بغرابه حتى لكأنهم يسكنونه أو يسكنهم وكعادتنا لا نأخذ منهم إلا الأشياء السلبية ونعتاد بسهولة على كل ما هو غير مفيد.

يقولون إن أردت أن تعرف مستقبل أي بلد فانظر إلى اهتمامات شبابه فأي مستقبل ينتظر بلادنا يا ترى؟؟

 إن ضل هؤلاء الصغار والفتيان والفتيات على هذه الحالة من التوهان وكل اهتمامهم ينصب في حزمة القات والحصول على تلفون أخر موديل كي يحمل فيه كل ما يفرغ عقله ويضيع وقته وعمره! وأي مستقبل ينتظر هؤلاء الشباب وقد تحولوا إلى أجهزة استقبال لكل ما يلهيهم عن دينهم ودنياهم وهو يعطل فيهم حواسهم الخمس التي منحها إياهم رب العزة كي يستعملوها في بناء وإعمار أرضه، فمتى يستفيقوا من غفلتهم ويعودوا لرشدهم ويستعملوا هذه الأدوات بقدر حاجتهم الضرورية إليها دون أن يسمحوا لها بالسيطرة على عقولهم وقلوبهم.

في الثلاثاء 18 فبراير-شباط 2014 11:13:00 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74716