لن يصلح حال الوطن إلا بصلاح أنفسنا
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

ستظل الأزمات تلاحقنا والوطن في خطر طالما وحساباتنا ضيقة وتفكيرنا ينطلق من منطلق بائس ، وكل طرف منا لا يتصرف وفق قناعاته الوطنية التي تقدم المصلحة الوطنية على سائر المصالح الأخرى، فالحزبي ينطلق وفق رغبة وهوى الحزب الذي ينتمي له حتى ولو كان ضد قناعاته ويدافع عن الفكرة وهو كارها لها من داخله، والقبيلي ينطلق من منطلق مصلحة قبيلته فقط، والتابع لأفكار مضللة وأشخاص يدعون الاصطفاء يلغي إرادته وكرامته ويصبح عبداً لغيره. وللأسف البعض لا يسلك هذا الطريق عن قناعة ولكن بدافع المصلحة الدنيئة التي تحوله إلى تابعٍ ذليل، والنائب البرلماني ينطلق من منطلق ترضية الناخبين حتى ولو كان غير مقتنع بما يقول ولا يصارح الناس بالحقيقة التي يؤمن بها خشية خسارة البعض، والمصلحي يفكر وفق مصالحه الضيقة التي لا يرى سواها حتى ولو ذهب الوطن إلى الجحيم, والمسئول لا يريد مغادرة الفساد الذي يعيشه لأنه يرى مصلحته باستمراره، والمجلس المحلي لا يرى في المشروع سوى نسبته من العائد ولا يهمه بعد ذلك أُنجز هذا المشروع أم تعثر.

نحن في مرحلة حرجة يمر بها الوطن تحتاج منا جميعاً أن نستشعر مسئوليتنا فيها وان نترفع عن كل المكايدات والنظرات الضيقة والمكاسب التافهة ونقدم مصلحة الوطن فوق مصالحنا وأهوائنا وان نصدق الآخرين حتى وان غضبوا من صدقنا لأنه لا مخرج للوطن إلا بصدق الجميع مع الله وتقديم المصلحة العليا للوطن ويكون لسان حالنا جميعاً كما قالت الشاعرة "رابعة العدوية" مخاطباً الذات الإلهية :

فليتُكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ *** وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ

وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ *** وبيني وبينَ العالمينَ خرابُ

إذا صحَّ منكَ الودُ فالكلُ هينٌ *** وكلَ الذي فوقَ الترابِ ترابُ.

"اللهم اصلح نياتنا واهدنا إلى أحسن الأعمال فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت".

كنت قد كتبت هذا المقال قبل إصدار قرار الأقاليم وكان لي وجهة نظر حول تكوين إقليم الجند أما وقد صدر القرار فيجب أن ندعمه؛ فتعز وإب هما عينان في جسد وحتى لا تستغل الأطراف التي تريد إرباك المشهد السياسي اليمني برمته وتستغل الأصوات البناءة للتخريب، ويجب أن تظل اليمن بكل أقاليمها همنا جميعاً ونعمل على تأسيس مواطنة متساوية وان تكون هذه الأقاليم عامل قوة ووصل وليس عامل فرقة وضعف، واذا صلحت النوايا وصدق العزم فإن الطريق ستذلل والعقبات ستزول.

* عضو مجلس النواب
في الجمعة 21 فبراير-شباط 2014 10:30:34 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74758