18مارس ثورة الفوارس..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

لم يكن لهذا التاريخ ولهذا اليوم أن ينسى أو أن يتم تجاهله مهما ازدحمت المواقف والأحداث والمناسبات.. ومهما حاول البعض أن ينتقص أو يشوش أو يشكك في ذكرى هذا اليوم المجيد والذي كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ اليمن الجديد.. عند ذلك كشفت الأقنعة عن وجوه أولئك القتلة الذين لا يدركون في شباب خرجوا يطالبون بالحرية وبالكرامة وهم في صدور عارية.. يفترشون من الأرض سلام وسلمية.. ويلتحفون من السماء شموخاً وعزة ووطنية.. هدفهم كرامة شعب.. وهمهم إنقاذ وطن.. لم تخوفهم التهديدات.. ولا ترعبهم أصوات القذائف والطائرات.. كانت الشهادة عند أولئك الشباب مطلباً أسمى.. والموت في سبيل ثورتهم ووطنهم أمنية أغلى.. عند ذلك فقد الحاكم صوابه.. وتمزقت أركانه.. وتبعثرت ملفاته وأوراقه.. فلم يلبثوا أولئك المستبدين والمغرورين إلا أن عدو العدة.. وتبادلوا الأدوار والأماكن.. لعلهم يرهبون ويرعبون أولئك الشهداء الأحياء.. ولعلهم يكمموا تلك الأفواه المكبرة والحناجر المهللة.. ولعلهم يحجبوا نور تلك الوجوه المتوضئة.. فهموا على سحقهم وضربهم ضربة رجل واحد لعلهم يخفوا بصماتهم وأدوات جرائمهم.. حينها لم يكن يعلم ذلك المؤلف والمعد والمخرج أن هذا المسلسل نهاية مشواره وبداية سقوطه المروع والمخزي والفاضح عندما أباح دماء أولئك الأبطال وأولئك الشباب الذين لم تمنعهم ولم تخوفهم تلك الرصاصات المنهمرة.. والقذائف المدوية.. والقنابل المتفجرة.. والسحب الدخانية المتصاعدة.. ظانين أن ذلك سيعيق ويوقف خطوات أولئك الأحرار المناضلين.. والشباب المسالمين.. والكواكب من القادة والإعلاميين.. فزادتهم دماء إخوانهم إصراراً إلى إصرارهم.. وحماسة إلى نضالاتهم.. فسقت تلك الدماء عروق الثورة.. وتفتحت ورود الحرية.. وأشرقت شمس الكرامة.. فحماقة وعنجهية الحاكم أغاضت الشعب.. وأنشقت وتحررت وغضبت لشعبها ولوطنها ولدماء شباب اليمن.. قيادات عسكرية ومدنية ورموز وشخصيات وسفراء ووزراء ونواب وقضاه وحكام وكثيرين وربما غلب على ذلك شعب هب بأكمله لمناصرة وحماية ومشاركة أولئك الأحرار ثورتهم وقضيتهم والانتصار لتلك الدماء الزكية التي تم إراقتها ظلماً وعدواناً.. عند ذلك قطع الشك باليقين.. وتم معرفة نوايا وخفايا أولئك المفلسين على حقيقتهم وخاصة عند من كان يراهن ويتحفظ على تصرفات أولئك الحكام والمسؤولين والنافذين.. وخصوصاً عند ذلك لم يكن هناك شباب يحمل السلاح ولا يوجد جيش منشق ولا غير ذلك.. كما كان يروج الإعلام والحكام.. فقط هناك شباب من كل أنحاء الوطن مسالمين ومؤمنين بثورتهم وبمبادئهم.. من هذا المنطلق وحتى لا نظلم أحد أو نتهم أحد.. فهناك قضاء يجب أن يتحمل مسؤولياته.. وهناك دولة ينبغي أن تقوم بواجباتها الدينية والإنسانية والوطنية وتكشف عن أولئك القتلة والمجرمين والمفلسين الذين تمادوا واستباحوا تلك الدماء الطاهرة في جمعة الكرامة.. أيّاً كانت توجهاتهم وانتمائهم.. فالشعب والوطن وأهالي الشهداء ينتظرون من الجهات المعنية أن تقتص لأولئك الشهداء والجرحى والمعاقين الذين سطروا تلك الملاحم البطولية في جمعة الكرامة بشكل خاص وبقية المواقف والاحداث في كل الميادين بشكل عام.. كما ينبغي على الجهات المعنية أن تدرك أن هناك العشرات من أولئك الأحرار لا يزالون يقبعون في السجون ليس لهم ذنباً إلا أنهم شاركوا وناضلوا وعلت أصواتهم وأقلامهم في سبيل الحرية والثورة والكرامة والتغيير ولما فيه مصلحة الشعب والوطن واليمن الواحد.. والله المستعان

في الثلاثاء 18 مارس - آذار 2014 10:03:26 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=74987