منطق الأوفياء وفلسفة الأشقياء..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

كان لابد للشارع اليمني أن يدرك معاني الأقوال والأفعال والأعمال والأشغال.. وأن يميز بين المتطلع والمتفائل وبين المحبط والمتشائم.. حتى يتسنى للجميع أن يدركوا ويعرفوا أدوارهم وأعمالهم.. وخاصة عندما أصبح اليوم المنطق والحديث والتعليق والتصريح والجدال في المجالس والمكاتب والطرقات والحوار والمواقف والكتابات والمنشورات وأقوال الصحف وأخبار القنوات.. ربما أغلبها طغى عليها الحديث التشنجي الغير مسؤول.. والغير موزون.. والغير معلوم.. والغير مفيد.. كلٌ يلوم الأخر وكلٌ يسقط عيوبه على الأخر.. وتجاهلوا الهدف المنشود من ذلك المنطق ومن تلك الفلسفات التي أخرجتهم من المعلوم وأعاقت وأضاعت الطريق التي تؤدي إلى حلول القضايا.. فما إن نسمع أو نقرأ أو نتابع وسائل الإعلام السائدة في الشارع اليمني إلا ونجد في الأول والأخير.. التقى الأخ فلان بالوفد الفلاني.. وصرح الحزب والجماعة والحراك الفلاني.. وأعلن المسؤول زعطان..وعقب علية وأنتقده المسؤول فلتان.. وكل واحد يناقض نفسه ويخالف دوره وعمله أولاً.. وينتقص ويشكك ويصادر حقوق الأخرين ثانياً.. لهذا ينبغي أن ندرك أن السلوك والأخلاق والآداب المهنية عند الكثيرين ربما قد سلبت وفقدت.. فأصبح المنطق السائد عند الكثيرين لا يفرقون.. ولا يميزون.. في إعلامهم ولا في خطاباتهم ولا في تعليقاتهم بين القضية وحلولها.. وبين الفضيحة وعواقبها.. ولا بين الصواب الواجب والمستحب ولا بين الخطاء المحرم والمكروه.. المهم.. كيف يقنعون أنفسهم.. وكيف يجاملون أنصارهم وأتباعهم.. وكيف يتنافسون.. وكيف يتحزبون.. وكيف يتواجدون.. وكيف يسيطرون.. وكيف يعارضون ويناهضون.. وكل ذلك على حساب الشعب والوطن والأخرين.. فحديث السيد.. وكلام الزعيم.. وبيان الشيخ.. وتوجيهات السلطان.. ومقالات الكاتب.. وعناوين الصحف وأخبار القنوات كلها لا تصلح في الود قضية.. ولا تحل للشعب والوطن مشكلة.. وإنما تعقد القضايا وتزيد من الاحتقان والمشاكل والتنافر والتحريض والعداوة والمذهبية والعنصرية بين أوساط المجتمع اليمني في الداخل وفي الخارج.. من هذا المنطلق.. ينبغي على المعنيين وأنصاف السياسيين والصقور والمتنفذين وخاصة أولئك الذين يصوبون ويوجهون كل طاقاتهم وإمكانياتهم وإعلامهم وتحريضاتهم ضد طرف معين وضد حزب أو جماعة معينة لعلهم يصلون إلى مخططاتهم وإلى أهدافهم على حساب أقوالهم وأفعالهم فأصبحت اتهاماتهم انتقاماً وليست احتراماً.. واختلافاً وليس التزاماً.. وخيانة للمهنة وليس نجاح للمهمة.. فمثل هذه الفلسفات من المستحيل أن توجد من تلك المنابر ومن تلك الصحف والصفحات والمواقع والقنوات أي معالم أو معاني أو حلول للقضايا العامة والوطنية واليمنية مهما حاولت أن تناضل أو تجتهد أو تناهض تلك المصادر حتى وإن كانت تتحدث وتتكلم باسم الشعب والوطن واليمن.. فالوطن والشعب واليمن بحاجة إلى منطق وحديث الأوفياء.. وتصريحات المسؤولين الأقوياء.. وكتابة ومنشورات وتصريحات الشرفاء الأبرياء.. وصحف ومواقع وقنوات الوطنيين الأصدقاء.. وقادة وحكام ومسؤولين وإداريين المخلصين الأذكياء.. فيامن تدعي حب الوطن بتصرفاتك فماهي حقيقة حبك وإيمانك..؟ ويامن تدعي حرصك وخوفك على الشعب وعلى الوطن فما هو مدلولك وبرهانك..؟ ويامن تدعي الحفاظ على النسيج الاجتماعي والمشروع اليمني فماهي منجزاتك واستدلالاتك..؟ نأمل من الجميع إعادة النظر والتطلع والعمل لما فيه مصلحة الشعب والوطن واليمن.. فهذه رسالتي لكل المعنيين والمسؤولين والإعلامين والمحررين والسياسيين والمناصرين والمتحفظين والمناهضين والأوفياء والأشقياء والداعمين والناقمين.. فالوطن واليمن وشعب اليمن وثورة اليمن ومشروع اليمن الجديد.. أغلى وأعلى وأرفع وأزكى وأقدر رضيتم.. أم.. أبيتم.. فقط.. يتطلب من أولئك الأشقياء والأوصياء والمرجفين والمتخاذلين والمناهضين والمتحفظين.. أن يحترموا أنفسهم أولاً.. وأن يدركوا أن اليمن وشعب اليمن ينتظر منهم ومن الجميع أن يعودوا إلى رشدهم وإلى واقعهم وإلى وطنهم ثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً ..الخ.. والله المستعان.

في السبت 22 مارس - آذار 2014 07:14:18 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75034