ليس لأحد الحق في احتكار القيادة (2-2)
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

على قاعدة قصر الدين والسياسة على أسرة معينة أو طائفة تدعي الخصوصية لانتسابها لبيت النبوة، واجه المجتمع المسلم عبر التاريخ موجة عنيفة من الحرب الإبادية للمسلمين من أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ممن لم يخضع لتلك المفاهيم البعيدة عن حقيقة الدين وطبيعة رسالة الرسل، ويواجه المجتمع المسلم اليوم من نفس تلك الطائفة حربا لا هوادة فيها ممن يزعمون أنهم شيعة آل البيت ومن لا يتبع فكرهم المختل عدو للبيت وآله، ومن ثم يقومون بحروب فتاكة تهلك الحرث والنسل، وتمارس الدمار الشامل داخل البيت المسلم يبيدون سكانه ويفجرون بيوته، ويدمرون مساجده ويهدمون القرى والمدن على سكانها ممن له فهم لقضية الدين والسياسة يخالف الفهم العنصري الطائفي، والدعوة الأسرية ويهدمون بيوت العبادة على العابدين وبيوت تعليم القرآن والسنة المطهرة على المتعلمين، ويعلنون الموت لإسرائيل في صيحة كبرت صيحة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا، يقود هذه الحرب ضد أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم طوائف التشيُّع الرافضي الغالي الذي لا يملك حق الاحتكار الديني والسياسي للأمة بنص ولا بعقل، ولو بنص واحد صحيح موثوق به نزل به الروح الأمين على خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، وهي ضمن حروب شاملة تقودها النصيرية في سوريا والرافضة العراقية بقيادة المالكي في العراق، تدعمها دولة المجوس في طهران، في منهج لم يعد خافيا على أحد، أما نحن في اليمن فقد تولى كبر هذه الحرب الشاملة والدعوى العنصرية الطائفية على شعب اليمن وأهله طائفة فرقة الجارودية المسماة بالحوثية، حربا تتنقل يوماً في صعدة وشهراً في حجة وأسبوعاً في الجوف وأشهرَ في عمران لقتل قبائل اليمن، والسيطرة عليها تحت حُجج كاذبة وحقيقتها هو الاندفاع المختل لفهم الدين الذي تزعم هذه الفرقة أنها المخولة من الله لتفسيره وفهمه وأنها الأسرة الملكية المخولة من قِبل الله لتدير الناس بسياسة السيادة وكل من كان غيرها عبيد بالتبعية والدين، فما تمارسه هذه الطائفية حرف طائفية ومذهبية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، ليس لدين الله ولا لرسوله ولا لأهل بيته رِضىً بما يصنع هؤلاء، ووصول حرب هذه الطائفة لهمدان وترويع الآمنين في كل مكان حلوا فيه يدل على براءة الله ورسوله وآل بيته من صنيعها، والواجب على أبناء اليمن أن لا يُخدَعوا أبداً بالتضليل الإعلامي وأن يقوموا بواجبهم في إيقاف هذه الجماعة المسلحة التي تريد فرض مذهبها الديني والسياسي بالقوة عملا بقوله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل) فالواجب أن يقوم الشعب اليمني كله بقبائله وجيشه وثواره لإيقاف هذه الفئة، ومنعها فإذا رضيت وسلمت للحق وجب الكف عنها وإنصافها في أي حق لها يثبت، ولا يحق لها أبداً أن تفرض رأيها وتأخذ حقها بقوة السلاح، وهناك فرق كبير بين من يخرج على المجتمع بالسلاح ومن يقوم على الحكام والمستبدين بالنصح السلمي ومن المقرر شرعاً أنه لا يحق لأحد أن ينتصف لنفسه ويحكم لها ويعلن الحرب على الناس تحت مفهوم طائفي مغلوط, فهل يعي شعبنا حقه في مواجهة كل فئة من هذا النوع وعدم تركها تفسد في الأرض؟ وليس ثمّة مانع أن يُدعى هؤلاء للحوار وترك السلاح والاستجابة لما كان حقاً لهم أن يجمعوا بين الحوار للخداع وفرض أنفسهم بالسلاح, فهذا إن قبلنا به كنا مغفلين مفرطين سنسأل أمام الله عن كل جريمة ارتكبتها الطائفية
في السبت 22 مارس - آذار 2014 07:25:14 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75041