رجل الخير...
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

من يعش لرسالته التي كلفه الله بها يعش سعيداً ويموت حميداً..

 الدكتور/ طارق سنان أبو لحوم- رجل رسالة لم يعش مرتزقاً، ولهذا عاش آمناً مطمئناً، بعيداً عن مواكب أهل الدنيا وحراساتهم وهيلماناتهم يمشي في الشوارع بسيارته وعلى رجليه كواحد من الناس رغم إمكانياته المادية مقتدياً بنبيه ومتبعاً لمدرسته التي تخرج منها وفهم منها معنى القيام برسالته، أدرك حكمة خلقه فجند همته للقيام بوظيفته التي خلقه الله لها فجمع الله له خير الدنيا وأملنا في الله أن يسعده في الآخرة، عرفت هذا الرجل العملاق فلم أرَ إنساناً في حياتي مثله تواضعاً وجداً، رغم ما يتمتع به من أسباب الرفعة والكبر في الدنيا لو أرادها لكنه فضل التواضع ليرتفع به فعاش جندياً للخير والسعي فيه عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم" خير الناس أنفعهم للناس" فأوكل إليه جمعية الإصلاح الخيرية التي أنشئت وكان من أبرز مؤسسيها، في حي من أحياء صنعاء ولكنه بإخلاصه وصدقه وحسن إدارته صعد بها إلى أن وصل خيرها لكل محتاج في كل حارة في كل المدن ولكل عزلة من عزل اليمن وله أسندت جامعة العلوم ورئاستها وكان من أبرز مؤسسيها فكان الرئيس المحك والرجل المناسب الذي صعد في الجامعة سلم المعالي حتى صارت جامعة يشار لها بالبنان قبل أن تكون بنياناً، وشمخ بها سلم الصعود حول العالم حتى صارت بنياناً شامخاً وعلماً بارزاً بين الجامعات العالمية فما زارها وفد من وفود العالم الأكاديميين إلا وانبهر بها وبرئيسها، لا توجد عزلة ولا مدينة إلا ومنها متخرجون فأصبحت علماً بين الجامعات العالمية وقد صاحبته وزاملته فلم أر له تكبراً ولا قراراً استبدادياً، بل يرجع إلى المجلس في كل قراراته ويسارع لفعل الخير بالإحسان مما في يده، ويترك الإدارة تسير في شوراها، إن تكلم رأيت الدرر تتساقط من فمه تلمع، ولا تملك إلا أن تسمع له، لم يكن لديه حراس ولا خصوم، أحبه الناس جميعهم، لما تمتع به من سيرة عطرة والتزام في أداء الخير لأهله، دون نظر لمن ينتمي المحتاج، نوفس بجمعيات ولكن هيهات، لمن يريد بجمعيته رضاء ربه، ممن يريد بها توسيع حزبه، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، وواصل عمله ولقي ربه راضياً مرضياً، فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً، إن هذا العلم الشامخ نحتاج لتدوينه في سجل الخالدين ضمن سلسلة الشامخين اليمنيين، الذين تعدى نفعهم للعالمين إحساناً وتعليماً وقبله شيخنا وأستاذنا/ عبد الملك الشيباني رحمهما الله جميعاً، وللأسف الشديد أن همتنا في هذه الأزمان فترت عن تسجيل سير هذه الشوامخ العطرة وأنا بدوري أرفع أحر التعازي للشيخ سنان أبي لحوم ولقبيلة نهم التي يشمخ اسمها بوجود مثل هذا العلم منها، كما أعزي أسرة الفقيد والتجمع اليمني للإصلاح وكل شعب اليمن.

 رحمك الله يا طارق تركتنا في أحوج ما نحن لك ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون وفي بني عمك وزملاء دربك ورسالتك رماح.

في الخميس 27 مارس - آذار 2014 05:21:36 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75103