حكومة المحاصصة الحزبية.. لم نعد نريدها!
لينا صالح
لينا صالح

حكومة الوفاق العقيمة، واستمرارها كما هي.. دون أي تغيير جوهري، حقيقي.. دون أنياب.. وصلاحيات..وإرادة سياسية للتغيير الحقيقي، صار أمراً غير مقبولاً، استمرار حكومة الوفاق دون أن يكون (كل) وزرائها وطنيين حقيقيين، وزراء يكون إخلاصهم وولائهم (كله) للوطن فقط؛ وليس لأحزابهم وشخوصهم الذاتية..

إن استمرار الحكومة بهذا الشكل، يخالف كل إرادة ورغبة للشعب اليمني بالتغيير؛ ياااااه، تبدوا الأمور مقيدة.. ومحبطة، لقد باتت تفرض علينا أمور في هذا البلد مخالفة تماماً لما يريده اليمنيون!.

           ***

هادي لا يتكلم، صامت، لا يخبرنا كم هو راضخ تماماً للضغوط الخارجية، أو دعونا نقل :للإملاءات الخارجية!.. لأنها تحقق وتطبق بالفعل على الأرض.. دون أي صمود واعتراض من هادي..!.. إن الاستسلام والرضوخ المطلق لمطالب الخارج يعرضنا كشعب لمخاطر، وأضرار جمة، لأن الجميع يعلم أن الخارج يهدف إلى مصالحه الخاصة بالدرجة الأولى.. وإن حصل وأن تعارضت مصلحتنا كشعب يمني مع مصلحته، فسيختار الغرب والخارج عموماً ويغلب مصلحته هو كدول كبرى استعمارية طامعة في منطقتنا العربية على مصلحتنا نحن كشعب يمني!.

          ***

هل وصلت الفكرة!.. وهل سيستمر الوضع هكذا يمضي للأسوأ.. في ظل أخبار متزايدة عن نية هذه الحكومة الحزبية الغير وطنية، حكومة التشتت المتمزقة(الإخوة الأعداء)،نيتها العودة بالشعب اليمني إلى مسلسل الجرعات السعرية القاتلة والمدمرة لحياة المواطن المعيشية، وعزمها رفع أسعار المشتقات النفطية!.. كارثة جديدة إن حصلت فعلاً!.. ومسمار آخر في نعش هذا النظام القائم حالياً، والذي غرد بعيداً عن كل أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية.. مما يؤكد أن احتماليات عودة الشعب بكل أطيافه وشبابه لساحات الثورة من جديد والبدء بالثورة من الصفر، أمراً حتمياً ووارد بقوة.. بإذن الله!.

           ***

سؤال لملايين من شباب الثورة الشعبية السلمية: هل ضغط الثوار يوماً في الشارع لتحقيق مطلب ما طوال العامين الماضيين، وقام هادي بتنفيذ هذا المطلب؟.. الجواب: لا!.. إذن لاحظوا، لم يحقق هادي أي مطلب ثوري للشباب منذ وصل للحكم تقريباً، وحتى مطلب إقالة أبناء الرئيس المخلوع، تم إقالتهم من مناصبهم الأولى، وفي نفس الوقت مكافأتهم ونقلهم إلى وظائف أخرى، بدلاً من محاكمتهم ومحاسبتهم على ما اقترفوه من فساد وقتل وظلم وخراب بحق هذا الوطن، ليس أخرها تسليم نجل المخلوع (احمد علي) أسلحة وترسانة الحرس الجمهوري لعصابات الحوثي المتمردة على الدولة اليمنية، والتي تعيث اليوم خراباً وفتن ونزاعات بهذا السلاح، ضد اليمنيين وأمنهم.. و(احمد علي) هذا ،لمن لا يعلم، هو سفيرنا الآن في دولة الإمارات المتحدة!.

           ***

لنتذكر فقط، كيف أن الأمور تمضي بعكس كل المنطق والمبادئ والأهداف التي قامت لأجلها الثورة!.. أتذكر حين تظاهر الشباب في عدة جمع ثورية لإطلاق سراح إخوانهم من شباب الثورة السلمية المختطفين والمعتقلين للان في سجون سلطة هادي، لم يستجب هادي للشباب، ولم يطلق سراح المعتقلين إلى الآن.. إذن هذا يؤكد لنا فقط، أن ثورتنا بالفعل أجهضت، مادام أن ليس لها أي تأثير على الأرض، وليس لها أي ضغط على السلطة ومراكز صنع القرار اليوم!.

           ***

وبالتالي، على الشباب والثوار أن يجتمعوا ويتوحدوا الآن، لإعادة الحياة لثورتهم.. بإعادة تشكيل مجلس ثورة جديد وحقيقي، يتكون من شخصيات ثورية وطنية ليس لها أي انتماء حزبي حالياً، لأن الحزبية هي المدخل الذي أضاع واجهض ثورتنا بشهادة الجميع، نريد شخصيات نزيهة من الثوار المشهود لهم، الذين شاركوا في الثورة على الأرض وابلوا فيها بلاء حسناً، والعودة بالثورة إلى مربع الصفر، كأن (صالح) لازال على كرسي السلطة، كأنه لم يسقط بعد، وهذه هي الحقيقة بالفعل، حقيقة أن نظام صالح لازال لم يسقط بالفعل، وبالتالي صار من الواجب العودة لإسقاط النظام الذي ظننا أننا أسقطناه!،وإلا، فإن البلد ستضيع من تسارع الأحداث الخطيرة وتمزق الجيش، وتشتت الرئيس هادي وضعفه، إذ أن البلد تخطفها بالفعل قوى خارجية وداخلية ستمزقها وتدمرها، عودوا للثورة.

 أيها اليمنييون، اجعلوا كلمتكم في ساحات الثورة، هي التي تمشي على مركز القرار والسلطة.. فالشعب إن لم يحكم هو ،فلا قيمة لثورته، ولن تتحقق أهداف الثورة التي خرج اليمنيون لأجلها..

إلا بضغط ثوري متواصل، يحمي البلد، من المؤامرات الداخلية والخارجية.

في الإثنين 07 إبريل-نيسان 2014 02:01:32 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75238