تعنت النافذين وصمت المعنيين !
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يبدو أن القوى السياسية في اليمن لم تدرك دورها.. ولم تتفهم وضعها.. ولم تراعِ أوجاع شعبها.. ولم تهتم بسيادة ومصلحة وطنها.. ولم تتدارس ملفات حواراتها..

وقبل هذا وبعد ذلك ربما لم تحترم نفسها.. أصبحت اليوم وعلى أرض الواقع تتسابق على المجهول.. وتتجاهل المعلوم.. تحكم وتعارض.. تعرقل وتطالب.. تخالف وتحالف.. تتحفظ وتتلفظ.. تحرض وتتنكر.. وهكذا تبدو المشاهد أن القوى السياسية في اليمن تحول حول نفسها.. وتجتهد وتسعى على التحريض والمطالب والتحدث والتصريح والمراوغة والحكم والمعارضة.. وعلى حساب مصالح الشعب والوطن وباسم الحكومة والدولة والقيادة واليمن.. فمن المعيب.. كيف يفهم الشعب من أحزاب اللقاء المشترك أن تقوم بدورها وواجباتها تجاه الشعب والوطن وهي من تقود الحكومة وتمسك بزمام بعض الوزارات الحيوية والسيادية..؟.

 ومن العيب.. كيف يدرك الشعب من حزب المؤتمر الشعبي العام أن يقوم بدوره ومسؤولياته وهو من يمتلك أكثر من 70% من مناصب الدولة المحلية والمركزية..؟ من هذا المنطلق تبدو أن الصورة باتت اليوم أكثر وضوحاً من الأمس.. ربما تم التشخيص للمعضلة ولم تتجرأ الحكومة والقيادة على صرف العلاج الحقيقي والفعال للتخلص من ذلك المرض.. لأن تلك القوى يبدو وللأسف الشديد.. لا تريد أن يتم التخلص ومعالجة ذلك المرض.. لعلها تربى بنفسها وتدخر طاقاتها وقوتها حتى تنهار القوى الأخرى..

 لعلها تحل مكانها أو تزيحها من أمامها.. وربما هذه هي الحقيقة.. وهي مضمون الحالة والحقيقية.. وعلى بساط قيادة الدولة ربما تحل أو يتم اغتيال القضية.. فإذا أصرت قيادة الدولة والحكومة على التخاذل وعلى التحفظ وعلى الصمت فمن المؤكد أن مثل هذه المتغيرات وهذه المتناقضات وهذه الصراعات أنها ستستمر وتطول إلى مالا نهاية.. وعلى حساب الشعب والوطن والتغير المنشود.. وهذا سيخدم وسيكون لمصلحة تلك القوى المناهضة والخارجة عن إطار الدولة وعلى النظام والقانون والمعرقلة لمشروع اليمن الجديد.. فانشغال الدولة والحكومة في مداراة ومساومة تلك القوى ستفقد اليمن الجديد الكثير من الاستراتيجيات والكثير من السياسات المحلية والإقليمية والدولية.. وستجعل من تلك القوى المتنكرة للوطن ولليمن أن تزيد من بسط نفوذها وتمردها ومجابهتها للدولة بشكل عام.. وربما هذا ما كان يحذر منه المفكرون والسياسيون والمحللون في السابق أن هناك قوى وتكتلات سوف تتفرع و تتفرخ من الأنظمة السابقة والقديمة في الشمال وفي الجنوب محسوبة ومدعومة من قوى خارجية وداخلية, ستعمل وبكل قوة على خلط الأوراق وإفشال التغير والتوافق في اليمن.. مهما كانت مشاركتها في الحوار.. ومهما سيتحقق لها من مكاسب ونجاحات على أرض الواقع تلبي مطالبها التي ظلت تتغنى وتغرر بها المجتمع المحلي والإقليمي والدولي من أجلها..

 فهي لا تشاهد إلا لمن يوصلها إلى أهدافها.. ولم تسمع إلا لمن يعبد لها طريقها.. ولم تتحدث إلا لمن يحقق لها مطالبها.. ولم تستجيب إلا لمن يلبي طموحها.. فمثل هذه الملفات المنظورة والمحظورة والمسلوبة تتحمل مسؤولياتها القوى السياسية وخصوصاً التي تسيطر وتتواجد على كراسي الحكومة بشكل عام.. والقيادة بشكل خاص.. فمن أقرب الطرق التي ربما تكون قريبة من النجاة ومن الانتصار للدين وللشعب وللوطن ولليمن أن تقوم الجهات المعنية والمسؤولة العلياء بإعادة النظر في الملفات المنظورة والهامة والمهمة.

 وعليها أن تكثف من الجهود والحوارات والمشاورات البينية البينية.. والوضعية الوضعية.. وخصوصاً مع الأطراف السياسية الرئيسية التي ربما تكون اختلافاتها وصراعاتها وتوجهاتها تتجه نحو الاستحقاق السياسي الديمقراطي الوطني اليمني الوحدوي.. وفرض عليهم ما يكون صحيحاً.. ونزع وسحب من تحت أيديهم ما كان ويكون مشبوهاً ومنبوذاً.. فاليمن والوطن مليئة بالكفاءات والشرفاء والمخلصين والناجحين والشباب الأحرار والمستقلين والمناضلين.. فمن خلال ذلك من المؤكد أنه سيتم التغلب والتصدي والنجاح والانتصار للوطن ولليمن.. وستضمحل تلك المشاريع التي تتعنت وتساوم بها قوى المتنفذين.. وتدعم وتعلو وتنتصر قرارات القادة والمعنيين.. والله المستعان

في الخميس 10 إبريل-نيسان 2014 03:37:15 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75255