متراجحات خذلت الوضع الراهن..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يبدو أن غياب الدور الحقيقي والجوهري لمنظومة الدولة المركزية والذي جعل من ركون واعتماد وتنفيذ مخططات المرحلة الانتقالية على ما سوف يؤول إلية الدعم الإقليمي والدولي.. والذي ربما سيطول أمده.. وستزيد فترة انتظاره.. وهذا ربما ما أفقد مؤسسات الدولة الحيوية والهامة الكثير من الالتزامات.. والعديد من المبرهنات الرئيسية التي ترتبط بالبرامج والمخططات والمشاريع الضرورية الاسعافية.. في مختلف الجوانب التأمينية والمسيطرة لمنظومة الدولة العامة وعلى كل الملفات والقضايا والاختلافات والتمردات التي تقف في وجه الدولة.. وتعيق تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار والتوافق التي تلبي الطموحات المنظورة والمنشودة والمنتظرة..

 وهذا ما جعل من توجهات واستراتيجيات وقرارات الحكومة أن تكون متخبطة ومتحفظة.. وربما أفقدتها السيطرة والتغلب على تلك العوائق المنظورة وخصوصاً تخاذل بعض القوى التي تتواجد في قيادة الدولة المركزية والمحلية.. ففي مثل هذه المفارقات كان ينبغي على الحكومة وعلى القيادة أن تبحث عن بدائل وعن مصادر احتياطية وإسعافية تقيها ذل الموقف.. وتحصنها من العثرة.. ومن الحسرة.. ومن الاستسلام.. بالرغم أنه كان بإمكان الجهات المعنية أن تتجنب تلك المعضلات وتلك الإحراجات وتلك الخسائر وتلك العواقب التي توالت وتتوالى بسبب تلك الاعتداءات التي تطال النفط والغاز والكهرباء وتلك الاعتداءات والفوضى وغيرها.. لكن إذا تأملنا ما هو الأهم.. وما هو المهم.. وخاصة في هذه المرحلة التي جعلت القيادة والحكومة في حيرة وفي تخبط ربما قد يقودها في المرحلة المقبلة إلى الخضوع وإلى الانكسار وإلى الاستسلام إذا ظلت على هذه الشاكلة وعلى هذا المستوى المتحفظ والمتخبط والمتردد.. والذي سيجعل من تلك الضغوطات ومن تلك الإملاءات الإقليمية والدولية والتي أصبحت تمارس ضد قيادة الوطن وضد الشعب واليمن.. وكلها على حساب الدين والأرض وسيادة الوطن.. ووحدة اليمن..

 فالدبلوماسية الخارجية الذكية باتت اليوم مطلوبة من القيادة ومن الحكومة أن تمارسها وتستعين بها وخصوصاً مع الدول التي لها مواقف إيجابية وأخوية وإنسانية مع شعب اليمن.. فمثل تلك المشاهد وتلك المتراجحات وتلك الأحداث والمواقف.. ربما كشفت القناع عن بعض القوى وبعض المكونات والجماعات التي حاولت وما زالت تحاول أن توظف مثل تلك المعادلات وتلك المشاهد الحقيقية والواقعية إلى مشاهد وهمية وتعجيزية وصب الزيت على النار.. وجعلت من مكانتها وموقعها وخبرتها وتواجدها وسيطرتها على أغلب مفاصل ومراكز الدولة المركزية والمحلية عندما جعلت من ذلك منبراً للتشوية.. ومسرحاً للتحريض والتظليل والتخاذل ..وأحياناً التمرد على القرارات الحكومية والرئاسية.. وذلك سعياً منها إلى التشكيك.. وإلى الانتقاص.. وتشجيع الفوضى والتمرد والتخاذل وغيرها..

فلم يتبقَ بعد كل هذه المفارقات وهذه المتغيرات.. إلا أن تقلع القيادة والحكومة عن صمتها.. وعن تحفظها.. وعن صبرها.. والذي بات اليوم ستاراً وغطاءً لتلك المشاهد العدائية والمناهضة لليمن الجديد بشكل عام.. وللقيادة وللحكومة بشكل خاص.. فعلى الجهات المعنية أن تعيد النظر في استراتيجيتها الحالية والمستقبلية التي تحفظ لليمن وللوطن وللشعب وللتغير الحقوق والمستحقات والمطالب والطموحات التي تنصف الجميع وتلبي طموحات الجميع بدون استثناء.. والله المستعان

في الخميس 17 إبريل-نيسان 2014 03:01:23 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75335