سقط الفاشلون ولو نجحوا..!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يبدو أن المبرزين والمتصدرين لقوائم القوى السياسية في اليمن وخصوصاً من جعلوا من أنفسهم أوصياء على تلك الأحزاب وعلى تلك الجماعات والتي ظلت جاثمة على صدور أنصارها منذ عقود ماضية, وما تزال تقف اليوم عائقاً أمام بناية البيت اليمني الجديد, بالرغم من محاولة تلك القوى المستمرة على أن تتقلب وتتسول وتتأهل ليس لما فية خدمة لمصلحة الوطن وإنما للنكوص والاحتراف والتظليل والتمرد والتزوير وقلب الحقائق ومحاولة الانتقام والنيل لكل من يحاول أن يقترب أو يشارك أو ينتقد أو يقترح فيما يخص إداراتها ومناصبها وكراسيها حتى وإن كانت قد فشلت وأخفقت وتعثرت وأفسدت في الماضي ومازالت على إصرارها تتنكر لتلك الحقائق والوقائع والإدارات والاستحواذات والتخاذلات والرضى بالدون والقليل وتكريس عملها لمصالحها الذاتية وقدمتها على المصلحة الوطنية وعلى السيادة والريادة والتنمية والاعتماد على النفس خلال العقود الماضية,

فاليوم وعلى هامش تلك المتغيرات والمتطلبات والرياح والعواصف التي هبت وعصفت من واقع أنين ونفحات وأصوات وتضحيات ودماء الشرفاء والأحرار من أبناء هذا الوطن الغالي والتي كشفت وفضحت وعرت تلك الملفات التي كانت تتخذها تلك الأنظمة وتلك الأحزاب والجماعات حججا وأعذار وعناوين وغطاء وستاراً لكل فسادهم وفشلهم وتخاذلهم وتآمرهم وتحفظهم, والمقصود هنا كل من كان في هرم السلطة أوفي هرم القوى والجماعات التي فشلت وبانت اليوم عيوبها وفسادها وتحفظاتها خلال المراحل السابقة.

وبفضل ثورة الشباب السلمية التي ربما وضعت النقاط على الحروف مهما حاول البعض أن يسحتها أو يشوه بها أو يختطفها أو يتآمر على مشروعها العام, فمن خلال الوقائع والمشاهد التي تطغي ربما على المشهد اليمني العام يبدو أن تلك القوى السياسية أصبحت تعيش في خرف وفي كهول وربما في عجز أقعدها وأفقدها التميز بين الصواب والخطاء, وبين الحقيقة والفضيحة, وبين التعطيل والتفعيل, وبين التغيير والتجوير, فتحاول هذه القوى أو تلك تدير إعلامها بالتقليد, وتؤدي عملها, وتنفذ برامجها, وتوجه أتباعها وأنصارها وأصحاب النفوس الضعيفة بثقافة التخاذل والتهاون والتمرد والتحفظ والتعثر والترهل المتعمد, وهي في ظنونها وفي مخططاتها أنها في المسار الصحيح الذي سيجعلها أن تقوم بمصيدة وبفخ وبتعطيل وإفشال من ينافسها ومن تعتبره المنافس السياسي التقليدي, لكن في الحقيقة ما تقوم به هذه القوى أو تلك هو فشل, وانهزامية, وسقوط, ونفاق, وتبلد, والتفاف, وانقلاب على الديمقراطية السلمية, وعلى الإنسانية الفطرية, وعلى الوطنية والشراكة الحقيقية, لكن في حقيقة الأمر وفي منظور الواجهة والمشهد أن مثل هذه القوى أصبحت تمارس الكذب وتستخدم التظليل وتفبرك التزوير وتحرص على التقليد, وعلى حساب الواقع وعلى حساب التوافق والتعاون والقبول بوجود الأخر وعلى حساب مائدة الحوار والمبادرة والتغيير المنشود.

 وللأسف الشديد باتت اليوم تلك القوى تتجه نحو تلك الممارسات ونحو تلك المفارقات والفوضى ووضع العراقيل التي تؤكد كذبها ونفاقها وفشلها, وتصر على معالجة الفشل بالفشل, والمرض بالمرض. والفساد بالفساد, فهل يا ترى ستدرك اليوم من اختطفت قرارات المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه؟ وتتفهم من اعتقلت توجهات اللقاء المشترك وشركاؤه؟

 من هذا المنطلق يبدو أنهم لا يزالون ينظرون بالنظارات السوداء, وأنهم لا يزالون يديرون قراراتهم على نفس العقلية السابقة, بالرغم من مشاركتهم وبالرغم من تواجدهم ومن ممارساتهم ومن خبرتهم ومعرفتهم لتلك الأحداث والمواقف والأوضاع والمخاطر, التي ربما تقودهم في حالة عدم احترام أنفسهم, وعدم تقدير ومراعاة شعبهم, إلى التسابق وإلى التنافس نحو الفشل الذريع والمحقق والمؤكد, وستكون الفرصة لغيرهم, وسيسجل التاريخ من أفعالهم ومن أعمالهم ومن تخاذلهم ومن تاريخهم عنواناً تؤلف منه الكثير من المجلدات التي تحوي الفشل والتعثر والحسرة والندم, وسيكونون عنواناً للفشل وللسقوط عبر التاريخ حتى وإن حققوا النجاح على حساب الشعب والوطن والثورة والتغير وعلى حساب مشروع اليمن الجديد.. والله المستعان

في الثلاثاء 22 إبريل-نيسان 2014 07:03:53 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75397