إلى الرئيس هادي و حكومته
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

يا سادتنا الرئيس, والوزراء،.. جعلتكم ثورة الشعب لتعتلوا مكاناً علياً، فما الواجب الوطني والديني والإنساني عليكم وقد مكنكم شعبنا من القيادة له، يجب عليكم..

 أولاً: أن تتحرروا من فيروس الأنا ومكوناتها ونتائجها المدمرة، التي ثار الشعب ضدها بعد أن وصلت الأنانية إلى درجة ( قلع العداد) وأول علامة التحرر البعد عن حشد المعارف والقرابات لتعيينهم في الإدارات والمراكز الإدارية في الوزارات والمحافظات، لأن من أهداف الثورة التحرر من هذه التعيينات, وتجميد القادرين, والمبدعين, والمنتجين من الكفاءات الوطنية والتخصصات العلمية, والمؤهلات الأكاديمية، فحشد القرابات والصداقات والمعارف والزملاء الحزبيين والطائفية والمناطقية خيانة لله أولاً وللثورة ثانياً وللشعب كله ثالثاً..

 ثورة فبراير اختارتكم لتبتعدوا عن أي قرار فردي, أو مستورد من الخارج لا يخدم الوطن، بعيداً عن أخذ رأي قادة ثورتها، ولتكون قراراتكم منتقاة من عدد من الحلول والخيارات الواضحة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، قرارات تنبثق عن استشارات متخصصة ومخلصة بعيداً من استشارات منتقاة من وسائط ووساطات تندفع من مصالحها ولا تنظر لمصحة الوطن وليس لها خبرة ولا خبر، يجب أن تكن قراراتكم يا ساداتنا منبثقة من خبرة وتنوع في الآراء ومن اتجاهات متعددة من علماء الأمة وقادة فكرها السياسيين والاقتصاديين الذين عرف عنهم الوطنية لا الأنانية وضيق العطن، حملتكم الثورة الأمانة لتوجدوا قاعدة بيانات للمعلومات الصحيحة لحفظ الوطن وحماية تراثه وثرواته وبنيته التحتية والتخلص من كل متربص لا يؤمن بحق الوطن والمواطن، ويسعى أن يكون هو وطائفته فوق الجميع ولو بقوة السلاح..

 حملتم الأمانة لتقيموا التوازنات اللازمة لاستقرار الوطن وأمن المواطن وكفالة عيشه بسلام بعيداً من الظلم والاستبداد ولتعملوا جاهدين في توفير الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن وتحموا البلاد من كل عناصر الإجرام المفجرة لتلك الخدمات والدولة التي تبذل جهدها وقدرتها بصدق وأمانة وتعاون مع كل توجهات الشعب من دون تمييز ولا إبعاد دولة لا تلام ولا يثور الشعب ضدها ويلتف حولها الشعب، لكن اليوم كل موضع قدم من وطننا يتساءل ما الذي أديتموه في استقرار وبناء الوطن؟ وما الخطط التي وضعتموها لشعبكم لتنمية الوطن؟ لم نرَ منكم غير (جعجعة ولم نرَ طحيناً)، ومما يؤلم شعبكم أنكم تخرجون للخارج بوجوه يمنية، وتعودون بوجوه مكفهرة متجهة إلى هناك وليس للشعب الذي رفعكم إلى القمة، تعودون من زياراتكم لتساعدوا في تعطيل الثورة..

 الشعب قدمكم لتخرجوا به من مربعات الاستبداد والفساد والاحتكار للمال والسلطة ( وقلع العداد) وتصلحوا الوضع الأمني والاقتصادي وتنظروا بجدية لبنيته التحتية، وليس لتشجيع وترويض الطائفية والمناطقية وزيادة رفع مستوى الفرقة والتخلف، ولتحرروه من السيطرة في مجالسه المحلية لمحافظين لا يألون في المواطن ولا في الوطن إلاً ولا ذمة، فهل تستطيعوا أن تقدموا كشفا بنجاحاتكم في مرحلة دولتكم؟ وما التي رحلتموها مما فشلتم في تنفيذها؟.

 ليس من حقكم أن تجعلوا الخارج علينا رقيباً ولا ولياً لم تستقدمون الإشراف السياسي والتعدي على السيادة الوطنية ولم تؤمنوا الوطن ليكون موئلاً للأعمال والاستثمار؟ لمَ لمْ تنشروا قواعد الإصلاحات وعوامل مواجهات المعوقات؟ فكل تربة من وطننا متعطشة للعمل والأمن والاستقرار والبناء التنموي والاستثماري؟ فمتى تجتمع إرادتكم تبعاً لإرادة الشعب بعيداً عن إرادة أعداء الثورات في ربيعنا العربي من محيطكم أو ممن هم وراء البحار ؟.

في الأحد 27 إبريل-نيسان 2014 01:42:45 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75459