مواجهة الخارجين بالسلاح (1-3)
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

مواجهة الخارجين على الأمة بقوة السلاح لفرض سيطرتهم الفكرية والسياسية فريضة شرعية وضرورة وطنية ومنهجنا السياسي الإسلامي لم يتركنا في عمى في تعاملنا مع الحروب التي تنشأ داخل الأمة، بل وضع لنا قواعد في التعامل معها، حتى تكون الأمة كلها ورئاستها على دراية بها، وتعمل وفق منهج إسلامي للقضاء عليها..

 ولا نحتاج لتوجيه من وراء البحار حتى لا نكون أداة لهم ضد شعوبنا، ولا نسمح لهم بانتهاك سيادتنا الوطنية، وأنواع الحروب التي تنشأ داخل المجتمع وتضر بالأمة وواجب ولاة الأمر والشعوب القضاء عليها ثلاثة أنواع:

* حرب تقوم فيها فئات تخرج على النظام الحاكم القائم وتعارض منهجه وتحاول القضاء عليه بقوة السلاح، وقد تكون بفعل تصور خاطئ للدين وسياسته الشرعية، وقد تكون تلك الجماعات أو الفئات نشأت بفعل فاعل خارجي له أغراض إما مصلحية, أو انتقامية من شعبنا، يؤهلها للتدخل وانتهاك السيادة الوطنية بحجة الدفاع عن النفس..

 وهذه الفئة الخارجة على الدولة كجماعة القاعدة وحماة الشريعة الناشئة في يمننا، حيث سبب خروجها على النظام وعدوانها على رجال الأمن والقوات المسلحة والمؤسسات العامة، كثيراً من عدم الاستقرار وتنشر حججاً للتفجير والقتل والتدمير للبنية التحتية ومفاسد عظيمة وهذه المجموعة مؤلفة من فئات، منها: من تفهم الدين والسياسة الشرعية فهماً مغلوطاً وتطالب بمطالب تلصقها بالدين تقوم على التشدد الذي نهى عنه الإسلام الذي دعا إلى التبشير والتيسير وعدم التنفير والتعسير تحت مبرر الإسلام المثالي لكنه غير واقعي وهو غير مطلوب، لأن المطلوب من الأمة إسلاماً مثالياً واقعياً يقوم على التبشير والتيسير وعدم التنفير والتعسير..

 ومنهم فئات مخابراتية لدول عدة تعمل لمصالح دول قوية هدفها البقاء في اليمن لتحقيق مصالحها، ومنهم أفراد يعملون لصالح دول إقليمية هدفها عدم استقرار الوطن اليمني لنظرة سياسية تراها هي منافسة له، وهذه المكونات كلها متوفرة في ما تعرف بقاعدة "جزيرة العرب"، أو جماعة أنصار الشريعة كلها مكونة من هذه العناصر، والقانون الشرعي لهذه الفئات، والتسمية الإسلامية لهذه الفئة فئة (البغاة) وطريق الخلاص منها دعوتها للحوار لكل من ارتبط بها ووضع القواعد الضابطة للحوار الموصل للحق لهم أو عليهم، فإن استجابوا لذلك كفيت الأمة الشر وإلا وجب على الدولة وعلى كل مواطن الوقوف ضدها بكل الوسائل المانعة لها حتى القتال يجب قتالها حتى تضع السلاح، وتفيء لأمر الشرع وتخضع للحق وتكفي الناس شرها..

 لأن الحرب على الدولة حرب على الشعب لما يترتب عليه من توقف التنمية، ومن هنا يجب على كل فرد منا أن يقف مع الدولة والشعب ضد هذه الفئة، وعلى الدولة أن تمنع التدخل الأجنبي وتمنع الطائرات الأجنبية من اختراق السيادة اليمنية، ومن قبض عليه من غير أبناء اليمن يحقق معه، فإن ثبت أنه جاسوس لدولة أجنبية سواء لمن يحمل جنسيتها أو لغيرها، تضرب عنقه لأن الجاسوس لا حرمة له، وإن كان من المغرر بهم تحت تأثير الفكر المنحرف يقول فيه القضاء كلمته، ويفتح الباب لكل من تاب وأناب منهم..

 ويجب أن يصاحب الحرب ضدهم العدل والحق وعدم تجاوز الشرع، وبهذا يقضى عليهم، وتراقب الحدود لمنع الداخلين وتوارد السلاح عليهم، ويجب أن يحاصروا ولا يقاتلوا حتى يقاتلوا هم..

* أما الفئة الثانية فهي من سنذكرها في مقال قادم- إن شاء الله-.

في الخميس 08 مايو 2014 07:07:21 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75592