سددوا وقاربوا واحترموا أنفسكم..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يبدو أن الأوضاع المحدقة التي تمر بها اليمن أشد قساوة وضراوة ممّا سبق وربما كان هذا بسبب الركون والوعود من قبل الدول المشرفة والوصية على الفترة الانتقالية والتي تظاهرت والتزمت على أنها ستقوم بدعم اليمن حكومة وشعباً في مختلف المجالات حتى يستطيع أن يخرج من محنته ويتعافى من الآمة وأسقامه التي ظل يعاني منها منذ عقوداً من الزمن.. واليوم وعلى هامش تلك التحديات وتلك المتغيرات التي تقف أمام القيادة والحكومة والشعب والتي ستزيد من تلك الآلآم ومن تلك الأوجاع المعيقة والتي أصبح يعاني منها اليمن حكومةً وشعباً.. وذلك من خلال تلك الممارسات وتلك الضغوط والعراقيل المتوالية والمتعددة من داخل الوطن ومن الخارج وخصوصاً من الدول المشرفة والوصية على اليمن والتي كشفت عن وجهها وصرحت ينبغي على القيادة وعلى الحكومة الحالية أو الحكومة الجديدة ألاّ تركن ولا تنتظر من الدول المانحة أي مبالغ إلا بتنفيذ والاستجابة للعديد من الشروط والإملاءات التي تتعلق بالمنظومة الإقليمية والدولية ولاسيما في ما يخص محاربة الإرهاب واستئصال تنظيم القاعدة من اليمن واستتباب الأمن والاستقرار على مستوى الأصعدة والتوجهات.. وتنفيذ مخرجات الحوار التي أقرتها وثيقة الحوارات والمبادرات.. ورفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ الحلول العاجلة في ما يخص القضية الجنوبية وقضية صعدة وغيرها من الملفات التي ماتزال تمثل العائق الرئيسي أمام المنظومة الجهازية والمركزية والإدارية للدولة.. فمثل هذه المفارقات والتناقضات التي جعلت من مؤسسات الدولة أن تظل في حيرة من أمرها وعاجزة عن القيام بمسؤولياتها وواجباتها المنظورة الموكلة إليها للخروج باليمن إلى بر الأمان خلال الفترة الانتقالية وبشرط أن تكون بقيادة الرئيس هادي.. وها هي الملفات تتحدث عن نفسها وتتحسر على تقاعسها وركونها وإهمالها وتخاذلها.. وربما قد كتبنا مراراً في ما سبق وحذر الكثيرين من أن تصل الأمور إلى مثل هذه المواقف.. وكان بإمكان الجهات المعنية أن تبحث عن بدائل وعن مخارج وحلول لمثل هذه المواقف الطارئة والمحرجة.. لكن اليوم وعلى صفحات الوضع الحالي ربما لم يتبقى للقيادة وللجهات المعنية إلا أن تبذل وتكثف الجهود والمساعي والضغط على الدول الراعية أن تقنع المجتمع الدولي بما ينبغي ويتطلب أن تكون لليمن هناك ظروفاً استثنائية و أن يقدمون يد العون لليمن في هذه المواقف خصوصاً.. أما أن يتم التعاطي مع مثل هذه المتغيرات بالتسويف والركون والتسويق وممارسة الضغوط على القوى السياسية وعلى الشارع على تكليف حكومة جديدة مثلاً ورفع الدعم عن المشتقات النفطية من المؤكد أن مثل هذه الحلول ستكون غير مجدية وغير ناجحة.. لأن المشكلة تكمن في الدعم والتموين والتمكين ومحاربة الفساد والمعرقلين والمخربين وغير ذلك من الإشعارات المعيقة والمعرقلة.. وهذا ما أصبح من الضروريات أن تقوم الجهات المعنية بأن تدعو إلى مؤتمر يمني استثنائي خام وخالص يضم كل السلطات والهيئات وفي المقدمة أعضاء مجلس النواب والشورى وأعضاء مؤتمر الحوار على أن يكون لهم الرأي والمشورة وإيجاد واتخاذ خيارات أمثل وأنسب للخروج بحلول وعن قناعة تامة لمثل هذه المعضلات القاصمة والحاسمة.. وأن يبحثوا عن طرق أخرى لكي يتخلصوا من هذه الخوابير ومن تلك المؤامرات التي تحاك باليمن قيادة وحكومة وشعباً.. أو أنهم يتوافقون على أي قراراً يتم اتخاذه ويكون هذا بخيار الشعب برمته.. بخلاف أن يتم اتخاذ مثل هذه القرارات من قبل الحكومة التوافقية والتي ربما تكمن في أن يتحمل مثل هذه القرارات حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح المتواجدين في الواجهة وهذا ليس منطقياً وليس حلاً على الإطلاق.. لأن ذلك سوف يجعل من تلك الأبواق المناهضة والخارجة عن اللعبة والمنافقة أن تسوّق لمثل هذه القرارات لتحقيق مكاسب سياسية على أرض الواقع وستزيد الطين بلة وتختلط الأوراق ونعود إلى نقطة الصفر وهذا ما تأمله وتسعى إلية بعض القوى التي تناهض وتعاكس التوجه العام للدولة.. فمن هذا المنطلق ربما تكون رسائل الرئيس هادي قد وصلت إلى الحكومة والمتمثلة بحزب المؤتمر واللقاء المشترك على أن يتم إقناعهم بالأمر الواقع وعلى أن تكون مثل هذه المغامرات مؤقتة حتى يتم التجاوب والتعاطي حنى يتم تدفق المنح وكسب مساعي الدول الصديقة والشقيقة.. وهذا ما سوف تؤول إلية الأيام القادمة من مفارقات ومن متغيرات تقضي إلى إيجاد حلولاً بديلة.. وإما أن يتم رفع الدعم عن المشتقات النفطية ..أو أن يتم تغير الحكومة بحكومة كفاءات.. فهل ياترى سيتقبل ويتحمل الشعب مثل هذه الموجعات..؟

وهل سوف تتحمل القوى السياسية والقيادة أن تقوم بواجباتها وتحترم نفسها أم أننا سنظل نلهج بتلك الحروف والكلمات والدعوات والمقالات التي تتضمن كل المتراجحات التي تخدم المصلحة العامة بدون نتائج ولا استجوابات؟.. والله المستعان.

في الخميس 15 مايو 2014 07:20:26 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75678