تزيين الشوارع مقدم على الجلب السياسي..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

ربما في بعض البلدان كان تزيين وتنظيف الشوارع والأماكن العامة على حساب القطاعات الخاصة والمراكز التجارية على خلفية الترويج الدعائي, ربما كانت مثل هذه التوجهات تتطلب من الجهات المسؤولة في بلادنا أن تخلق وتفعل مثل هذه الأطروحات التي ستكون رافداً ومعيناً للسلطات وللإدارات المحشورة وغير القادرة على الإبداع والتميُّز وتحمُّل المسؤولية, وخصوصاً فيما يتعلق بالبريق العام والمظهر الجمالي والحضاري للشوارع المحسوبة على المنطقة وعلى المراكز التجارية في الشارع المستهدف, لكن في بلادنا يبدو أن القائمين على إدارات صناديق النظافة في المحافظات ينظرون إلى نظافة وتزيين الشوارع بعيون التوجيهات ورصد الميزانيات والملايين التي يتطلب منهم أن يقوموا بواجباتهم, لاسيما عندما تكون مثل هذه المسؤوليات من صميم عملهم على أرض الواقع.. لكن وللأسف الشديد هناك بعض الشوارع في بعض المدن وعواصم المحافظات تحتاج إلى توجُّه خالص من قبل المعنيين في إطار هذه الدائرة أو تلك المديرية أن يفعِّلوا مثل هذه التوجهات وأن يكون لهم موقف مع الجهات المعنية لتنظيف وتزيين ووضع اللمسات الفنية التي تعير هذا الشارع مظهره وعنوانه, من خلال التنسيق مع القطاع الرسمي والقطاع الخاص؛ لإيجاد مساحة تعاونية بين الإدارات في المنطقة وبين الأهالي والمراكز التجارية المتواجدة والمحيطة بالشارع كلٌ حسب ثقافته وإمكانيته المخطط لها حتى على سبيل المثال إيجاد صندوق خيري أو تنافسي أو دعائي لكل من أراد أن ينشر ويقدم إعلاميته ودعايته, هذا إذا كان هناك تبلُّد وتقاعس وعدم وجود الإمكانيات لدى الجهات المختصة والمتمثلة بصندوق النظافة والتحسين في المحافظات والتي أصبحت إيرادات مثل تلك الصناديق تذهب إلى شخصيات نافذة بدون أي وجه حق .. فعلى هامش تلك الثقافات وتلك الأطروحات ينبغي على الجهات المعنية أن تتخلى عن اللهث وراء المناكفات السياسية وإضاعة الوقت والجهد الذي جعل من الكثيرين من أولئك المسؤولين والمعنيين في قيادة المحافظات والمكاتب التنفيذية المعنية والتي أصبحت تنظر بعين التوجهات الحزبية الممقوتة التي أفقدتها القيام بمسؤولياتها وجعلتها تتخلى عن المتابعة والرقابة والتخطيط والتميُّز والنجاح في إطار دوائرها وسلطاتها وهذا ما هو حاصل وملموس في أغلب المحافظات عندما أصبح همُّ المحافظ أو مدراء مكاتب الأشغال والنظافة كيفية جلب الإيرادات لتفضي إلى مخصصات المعجبين والمقربين منهم نفوذياً وسياسياً, وهذه هي عين المشكلة ومضمون القضية في كل ما يتعلق بالتميز والتنافس وإظهار المظاهر الجمالية واللمسات المعبرة عن السلوكيات والثقافات والأخلاقيات التي تعبر عن سكان وأهالي ومحافظي ومسؤولي هذه المحافظة وهذه الدائرة وهذه المنطقة, فهل يا ترى ستدرك قيادة المحافظات دورها وواجباتها وتتحمل مسؤولياتها لما يتطلبه هذا الشارع ولما تحتاجه تلك الطريق؟ وهل يا ترى تلك القيادات المتواجدة في إدارات صناديق النظافة وإدارة الأشغال والتخطيط في مكاتب المحافظات ستحترم نفسها وخصوصاً المحافظات التي يطالب أهلها بأن تكون محافظتهم سياحية؟؟.. والمحافظات والمدن التي تطغى على شوارعها القمامة والقاذورات, وشوارعها وأرصفتها بلا ترتيب وبدون تزيين وبلا ترنيج للشوارع الرئيسية وبدون إضاءات.. نأمل أن تكون الرسالة قد وصلت إلى كل من يتقلّد منصب المحافظة والإدارات.. والله المستعان.

في الأربعاء 04 يونيو-حزيران 2014 06:36:33 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75902