يُوجع القلب!!
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

طفل صغير لا يتجاوز عمره التاسعة؛ نحيل الجسم شاحب الوجه يحمل طبقاً كان فيه بيض ولم يتبقَ منها سوى واحدة؛ لابد أنه قد خرج من بيته في الصباح الباكر ليبيعها..

المؤلم والمحزن انه كان يبكي بحرقة وألم وتوجع.. رقَّ قلبها له وشعرت بألمه وتوجعه فنادته من على السيارة "ما لك ،ليش تبكي؟"؛ قال وهو ينتحب " ضيعت خمس ميه".. خمسمائة ريال هي ضماره و ربحه. هي قوته و قوت أسرته كيف سيعود إلى والديه و بأي وجه سيقابلهم و كيف سينقل لهم نبأ الكارثة... "أواه يا بني" كم هو مؤلم حالك!! الأطفال في مثل سنك يلعبون ويسرحون و يمرحون وأنت تحمل همّ أسرة.. أيها العصفور الصغير؛ كم من الأطفال أمثالك يجوبون الشوارع تحت أشعة الشمس المحرقة وتحت المطر؛ ريح وغبار وسيارات وذئاب بشرية.. وأنت" تعافر" و تصارع قسوة الحياة..

كم نحن أشقياء!! عندما نعجز عن رسم ابتسامة فرح وصناعة بارقة أمل لفقير أو مسكين أو محتاج.. نصرف الكثير من الأموال في أمور تافهة؛ "قات و سجاره وكروت شحن" وغيرها من التوافه التي نستطيع بجزء من قيمتها ان ندخل السرور على قلوب منكسرة..

رجل صغير:

رأيته يبيع في السوق فرقَّ قلبي لحاله فأعطيته مالاً وقلت له: هذه لك, ولكنه رفض.. فتعجبت من فعله!! و كررت المحاولة ورفض, قال: أتدرون ماذا قال يا حكومة التسول!! أتدرون ماذا قال أيها الذكور الذين تقضون أوقاتكم نياماً وأمام شاشات التلفزيون بحجة انه ليس لديكم وظائف؟!.. قال:" أنا ما اشحتش -لا أتسول-" أنا اشتغل بعرق جبيني تشتي تشتري وإلا ما اشتيش فلوسك".. حفظك الله يا بني.. حفظك الله أيها الرجل الصغير!..
في الجمعة 06 يونيو-حزيران 2014 04:31:48 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75939