سيدي الرئيس...!
فاروق الشعراني
فاروق الشعراني

ضاق الحال وطفح الكيل، وأصبح الشعب قنبلة موقوتة، على وشك الانفجار، المواطن سائق التكسي وسائق الدارجة وصاحب البقالة، والموظف والطبيب وصاحب الخضروات، الصغير والكبير يشكون من سوء الحال وتدهور الأوضاع وغلاء الأسعار، وقهر الظلام وطوابير الانتظار، وغياب الأمن والأمان..

ويتفق الجميع على أن المسؤول الأول والأخير هي الدولة وحكومة المحاصصة، أشعر بالخجل حين أعرّف بنفسي وأقول لهم إني صحفي، ومن يعرف طبيعة عملي، يناديني بصوت عالٍ: "هيَّا كيف تفعلونا؟ ما هو حقكم هذا الخبر؟ أين أنتم أين الدولة؟ أين الثورة؟ إلى متى هذا العذاب؟"، وكأني صاحب القرار، أسئلة كثيرة يطرحها عليك الناس، فلا تجد لها إجابة سوى الشعور بالحيرة والحسرة على حالنا اليوم، وعلى ضبابية القيادة السياسية وموقفها المخزي تجاه المعاناة المتفاقمة..

أصبحت الحياة كفاحاً وجهاداً لتوفير أدنى وأبسط احتياجات الحياة الضرورية، ساعات طويلة أقضيها في طوابير المحطات وفي انتظار عودة الكهرباء، وإذا فتشت في تلك الطابور الطويل؛ فستجد قصصاً وحكايات عجيبة أغلبها مؤلمة, ودولة تتجاهل المعاناة التي يدفع ثمنها الشعب المنكوب، وتتحدث عن انتصارات وإنجازات تحققت، وتُصرف مئات السيارات وملايين الدولارات وتقول إنها تواجه أزمة اقتصادية، وهم الأزمة والعاهة الحقيقية التي تهلك الشعب..

حكومة فاشلة لا تملك أي استراتيجية، ومخرجات مُتعثرة في انتظار المهدي المنتظر لتفعيلها، أحزاب كهلة لا تجيد سوى المماحكات السياسية والابتزاز والبحث عن مكاسب دنيئة..

جماعات دموية تتوغل وتسفك الدماء، ووسائل إعلام يموُّلها القتلة والمرتزقة تعمِّق الحقد والكراهية في أوساط المجتمع، تغذِّي الشارع بالشائعات والفتن والتحريض وتشويه الآخرين دون ضمير..

سيدي الرئيس، أحدثكم اليوم باعتباري ابنك وأنت والدي القدير، ووالد الملايين من أبناء هذا الشعب الضعيف، أبعث إليك رسالتي البسيطة المتواضعة، وأقول لك أرجوك, أتوسل إليك، دعني أعيش لا تخذل ثورتي وأهدافها وتضحيات رفاقي ونضال شعبي الطامح للتغيير، لا تجعلني أضحوكةً وسخريةً للحاقدين حين غمرت إصبعي وانتخبتك رئيسي وفضَّلتك على الجميع، أتوسل إليك ثق بأنك أنت الرئيس، كن شجاعاً قوياً مع الحق واضرب بيد من حديد الفاسدين والعابثين والمعتدين على المصالح العامة، لا أريد أن أسكن في المريخ ولا العيش في الفضاء أو أن تصدر قراراً بتعييني وزيراً أو قائداً أو محافظاً أو سفيراً أو وكيلاً، فقط أريد كهرباءَ وماءَ و"بترول" و"ديزل" وغازا وصحة وتعليماً وجيشاً يحمي خدمات الشعب، لا يحمى ناهبي الثروات والسفارات، يحميني من المُدججين بالأسلحة, لايقتلني في طابور المحطة، جيشاً يقضي على المتمردين الخارجين عن القانون والدستور، لا يقتله المتمردون..

والدي القدير...أرجوك لا تتركني فريسةً سهلة للدمويين مشاريع إبليس، وتنتهي حياتي في أحد المتاريس، أُفجِّر مسجداً أو مدرسة أو "مُهنجماً" على نقطة تفتيش، حينها لن أقبل بهدنة أو وساطة أو لجنة محايدة أو اعتذاراً واعتبار شهدائي شهداء حرب، سيكون مطلبي أكثر من إقليم ونصف الحكومة ونصف الثروة وطلبات لا تنتهي...

في الأربعاء 11 يونيو-حزيران 2014 08:21:33 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=75994