تسليم عمران على غرار صعدة
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

دوماً مطلب جماهيري وسياسي وشرعي، لكل من أخل بمنصبه وتساهل في القيام بواجبه أو استغل منصبه لمصالحه الذاتية، ولكن يجب أن يكون التغيير للأحسن والأفضل وليس إلى الأسوأ وهذا ما نلاحظه في الدولة اليمنية في تغييراتها إلى الأسوأ دوما، بل ولصالح عدو الشعب وليس لصالح الدفاع عن الوطن، فتغيير محافظ إب كي يتنازل حزب الإصلاح عن تغيير محافظ عمران فيه جناية تامة على كل مخلص يقوم بخدمة الوطن وتنازل المؤتمر عن محافظ إب كان رائعاً لأنه كسب المحافظتين، وحول المحافظان السابقان إلى مجلس الشورى والذي يسميه بعض الخبثاء بمجلس "المطلقات"، يجلسن يتهادرن هناك من دون عمل نافع فقط من أجل المشاركة في اقتسام غنيمة المرتبات.. إن تغيير المحافظ في عمران ليس هو الهدف الرئيس للتغيير من أجل أن تحل مشاكل الحرب وتضع أوزارها، بل من أجل التمكين للحوثية وأعدائهم بالأمس للسيطرة على المحافظة القابعة في باب صنعاء من جهتها السهل لدخولها، وربما تقوم الدولة بتصرف أحمق فتغير القادة العسكريين للمحافظة والذي يتابع الوضع على الأرض يشعر بان الحوثي يجمع قواته ويعيد ترتيب مليشياته ليحاصر عمران من ستة جهات، ربما ليشعل حرباً تحصل فيه هزيمة للجيش الذي لن يمد بأعوان وستقطع عليه طرق الإمداد، وتحصل كارثة على قواتنا المسلحة والأمن، ومن ثم يكون مبرراً لتغيير القيادات العسكرية المخلصة.. إنها ثورة مضادة تكتيكية يقودها الحوثي وأنصار النظام السابق على ثورة فبراير، فهل يجوز السكوت على ما يجري؟ وهل يصح أن يبقى وزير الدفاع الذي تبين تجاهله للحرب ضد الحوثي وأوقفها ضد القاعدة أن يبقى في منصبه؟ متى يصحو شعبنا فينقذ ثورته ممن سيطر عليها ليفسح الطريق أمام ثورة مضادة يقودها سيسي الحوثي ونظام مخلوع؟..

 لقد أصبح أعداء الأمس ظاهرياً أصدقا اليوم ضد الشعب اليمني، إن ترهل الأحزاب السياسية ورضاها بهذا الخنوع وهي في مكاتب مقراتها سيجعلها يوماً تدفع ثمناً باهظاً بسبب تضليل أتباعها بالواقع أفلا تقرأون قول الله تعالى" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" وتعرفون سبب نزولها ومعناها..

إن معنى التهلكة هو ترك مقاومة الباطل وجهاده بالحق وبالسلاح..

في الأربعاء 11 يونيو-حزيران 2014 09:04:24 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76002