اتفاقية..اركز خشبة
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

عندما تحاول الوصول إلى مدينة عمران المحاصرة من كل جهاتها بعد أن أمرت لجنة الوساطة بوقف إطلاق النار من الجيش اليمني والأمن ومناصريهما بوضع السلاح، وفتحت للحوثي الحرية بالتحرك وإعادة بناء مليشياته وتوزيعها في مواقع مختلفة واستعادة مواقع كانت قد طُردت منها؛ تجد أن المليشيات قد وضعت نقاطا" خشبة" كثيرة للتفتيش في كل شبر من الطرق المؤدية إلى عمران للتفتيش عن بطاقات المواطنين واختطاف واعتقال من تريده من المواطنين ورجال الأمن والجيش والمعلمين ورجال اليمن المخلصين المناهضين للعدوان المسلح على وطنهم من قبل هذه المليشيات الغاشمة، التي تمارس الإرهاب ضد المواطن اليمني الذي سلمته لجنة وقف إطلاق النار، لمجرد وقف إطلاق النار الذي لم يقف أصلا، وتذكرت- وكل مواطن يمر فيرى نقاط الحوثيين المنتشرة في كل مكان- تذكرت الخشبة التي يركزها من يخرجون على القانون من مشايخ القبائل الخونة والمرتزقة، وتذكرت نقاط التفتيش التي كان الإماميون يركزونها في الطرقات لابتزاز المواطن وإرهابه، فإذا فتشوك قالوا سلِّم حق الخشبة..

 تماما كما تفعل مليشيات الحوثي الإمامي الاثني عشري الرافضي الجارودي، وهكذا فإننا نستطيع أن نطلق على اتفاقية وزير الدفاع في عمران ولجنته "اتفاقية اركز خشبة" وكل من يمر في خشبة الحوثي وهو يعرف النظام الإمامي يتذكر التأريخ الإمامي ويتذكر وجوه عساكره الكالحة الوقحة العدوانية البليدة التي صورها أبو الأحرار القاضي الزبيري- رحمه الله- في وصف عساكر الإمام يوم قال:" والعسكري بليد للأذى فطن... كأن إبليس للطغيان رباه"..

 فكم من أسرة تنتهك عند هذه الخشبة يا حكومتنا التي هزمتي نفسك، وكم من مواطن اختطفوه وآخر ابتزوه بدفع حق الخشبة، فهل هذا الأمانة التي حملتها يا وزير الدفاع ولجنته؟.

 ومن العجيب أن هذه الخشب التي ركزها الحوثيون في اتفاقيتهم لا تبعد عن نقاط الدولة أكثر من مائة متر أحيانا, أمنوا عقوبة "لجنة اركز خشبة " فانتشروا كالكلاب المسعورة في كل مكان، تحت بصر الأمن والجيش اليمني، وإذا سألتهم قالوا أوامر يا فندم، بمعنى أن الجيش والأمن قيدت أوامر لجنة "اركز خشبة" حركتهم ضد خرق الحوثي لاتفاقية ما أطلقوا عليها وقف إطلاق النار..

 إننا نحذر أمتنا من كارثة ربما يقوم بها جماعة الحوثي من ارتكاب مجازر ضد الإنسانية، وكل المعطيات تقول ذلك وأن هذه المليشيات الطائفية الإمامية تعد لذلك، ونطالب قواتنا المسلحة والأمن ورجال اليمن المخلصين بعدم الانضباط للأوامر، متى أوقد الحوثي الحرب بل يجب عليكم أن تجعلوها تحرقهم ولا تلتفتوا لمن يأمر بالتوقف، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومن أمرك بوقف إطلاق النار ضد من يدمر ويؤذي المواطن ويقتل المسلمين وأنت قادر، فقد أمرك بمعصية الله وبعدم نصرة المواطن المظلوم، فعلينا أن نفهم معنى الطاعة والانضباط "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل"..

 فهذه المليشيات قد جمعت بين كل الجرائم التي ذكرت في النص، فوجب قتالها وعدم التأخر وإخراجها من محاصرة القرى والمدن لأنهم يدعون إلى فتنة طائفية ولا مخرج إلا بمنعها من ذلك، فإذا فاءوا وتركوا السلاح ورضوا بالحوار وتسليم الحقوق ونزلوا من المتاريس وكسروا الخشب، وكانوا أفراداً من مجموع الأمة, قُبل منهم ذلك وما أظنهم فاعلين إلا بالقوة.

في الإثنين 16 يونيو-حزيران 2014 07:13:34 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76066