ياليت قومي يعلمون..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

يبدو أننا أصبحنا نعلم ولكننا لا ندرك, نفهم ولكننا لا نتفهم.. نخطط ولكننا لا ننفذ.. نتزعم لكننا لا نعقل.. وهكذا.. اختلطت الأوراق وتشابكت الملفات.. ندرك ونتلمس المخططات الخارجية ولكننا نتجاهلها, نتعايش مع الفوضى والفساد والمفسدين والإرهابين ولكننا نبرر ونحلل ونتباكى ونتألم ومن ثم.. نتغاضى ونتناسى ونتندم.. فمن هذا المنطلق ينبغي على القوى الوطنية الصامتة والقوى الثورية المناضلة.. أن تدرك معالم ومسالك ومنقلبات بعض القوى السياسية المتورطة والشائكة في حبال الأوصياء والمتآمرين على الشعب وعلى الوطن وعلى الثورة وعلى الوحدة وتحت معالم ومناقب ومطالب القوى العقيمة التي لم تلد أي مولود أو أية مخرجات يتبناها الشارع الشمالي أو الجنوبي على حد سواء.. فالجميع يعلم أن من أولويات أهداف ثورة الشباب السلمية تحقيق العدالة والمساواة والوحدة كما أكدتها بذلك المبادرة الخليجية.. فأين الوقائق وأين الحقائق.. من هذه المعالم.. فالمؤامرات ياقوم.. تعددت مصادرها وتنوعت أساليبها.. ربما حلول المعادلات قد تغيرت.. والمساعي والحلول قد تأزمت.. لأن من تفضل علينا بالأمس يسعى اليوم الى انحراف الأهداف المرسومة عن مسارها الحقيقي والمتفق عليه.. من خلال إجهاض بعض بنود أهداف الثورة وذلك بعد أن فشلت عن إجهاضها في البداية.. فالمساعي العدائية ربما قد ظهرت على أرض الواقع والمشاريع الخارجية ربما تصدرت قوائم الملفات الداعمة.. فالحل والعقد اليوم لا بد أن يكون بيد القيادة والحكومة والشرعية الثورية والوثيقة الحوارية والتي ينبغي أن تعيد ترتيب صفوفها والوقوف أمام المشاريع الدخيلة التي أصبحت اليوم تمارس الضغوط على القيادة وعلى الحكومة وعلى الشعب.. إما بالفوضى وإما بالمساومة وعلى حساب الشعب والمصلحة العامة.. فأصحاب المشاريع المناهضة للتغيير يجب أن ندرك جميعا أنها قد اتفقت وهي على تواصل مستمر في الداخل أو في الخارج كلها تتضمن محاولة التعطيل والتحريض والتشويه والانقلاب والانقضاض ونسف كل ما هو إيجابي وكل ما يؤول إلى الاستقرار والتوافق الحقيقي الخالص التي تنتهجه بعض القوى الوطنية التي تخدم مصلحة اليمن الواحد بشكل عام..

فعلى الشارع اليمني اليوم أن يدرك المصالح والمفاسد.. وأن يدرك الإسراف والتقتير.. وان يدرك العدالة والتجوير.. وأن يدرك الإرهاب والتنظير.. وأن يدرك معاني الوحدة والتشطير.. فهناك فرصة أخيرة للشارع الجنوبي بشكل خاص وللشارع الشمالي بشكل عام أن يدركوا مقاصد ونوايا الأوصياء.. وعليهم أن يدركوا تلك الضغوط المتعاقبة على القوى المشاركة أمام المتغيرات الخارجية وأمام الداعمين والأوصياء والناقمين.. فالجنوب عليه مساع عالمية للسيطرة والشمال عليه مساع داخلية للمهرجة وخارجيه للبعثرة.. فعندما يضعف الجميع هنالك سيخسر الجميع.. وعندئذ لا تنفع المناورات.. ولا تجزي المتغيرات.. ولا تنفع الحسرات.. وعلى الجميع أن يدركوا أن من يقودون بمثل هذه المزاعم هنا أو هناك.. هم أصحاب مشاريع وأنظمة مفقودة يأملون الرجوع والعودة إلى الحكم فقط لا غير.. فلا يهمهم وطن ولا يعنيهم شعب.. فمن حق الجميع أن يطالب ويتابع ويشارع عن حقه وحقوقه.. لكن بشرط أن يكون تحت سقف القوة والشموخ والعزة والوحدة والثورة.. لأنها المسلك والمنجى والمخرج الوحيد للجميع.. والله المستعان

في الأحد 29 يونيو-حزيران 2014 07:05:20 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76205