قيام رمضان..
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

فرض الله شهر رمضان كمحطة فحص سنوي للإنسان يتفقد فيه خلله الروحي والجسدي ويعيد تأهيله للعمل بجودة عالية- جسديا وروحياً- ومن المعلوم أن محطة رمضان كمحطة فحص دوري تعطي الإنسان مراجعة حسابه مع الخالق ومع المخلوق، فيتخلص فيه من التخمة الجسدية، ويضع عن روحه ثقل الخطايا والذنوب، فيجمع بين إصلاح جسده وروحه وقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-" إن الله فرض عليكم صيام رمضان"، وسن هو لنا القيام، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام "من صام رمضان وأقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "ولهذا وسع المسلمون دائرة قيام الليل في رمضان، واقتدوا برسولهم في صلاة التراويح التي يقيمونها في مساجدهم ليأتي إليها المسلمون من كل فج لأدائها والاستماع لكتاب الله بخشوع بعد القراء، ولا شك أن أول من شرعها كان رسولنا صلى الله عليه وسلم صلاها ثلاث ليال لم يخرج إلى المسجد خوفا من أن تكون فرضاً على الأمة فلا يستطيعون القيام بها، وقد اخبرهم الرسول بذلك، ومن ثم استمر جيل الصحابة يصلونها ثم اجتمعوا على أن يجعلوها جماعة في المسجد بعد أن زال الحذر، وكان الأئمة عمر وعثمان وعلي- رضي الله عنهم أجمعين- مجمعين على القيام بها، واجتمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، وتبعهم المسلمون إلى يومنا هذا عبر التاريخ، ومن العبادة في رمضان التأخير في السحور والتعجيل في الفطر إذا تحقق غياب الشمس، وتفطير الصائمين والحنو على المسكين والتعاون بين المسلمين، بيد أن فرق الضلال الطائفية الحوثية والرافضية أبت الاقتداء بخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم في هديه في الصيام والصلاة والسحور والفطر، وأخذت منهجيتها من اليهود فهم يؤخرون إفطارهم حتى تشتبك النجوم وتظهر ويعجلون سحورهم قبل السحر، ويمنعون صلاة التراويح في بيوت الله اقتداءً باليهود الذين لا تراويح عندهم، والتراويح هي صلاة الليل سميت تراويح لأن المصلين لها يستريحون قليلاً بين كل أربع ركعات لشرب الماء وإعطاء فرصة لمن يريد تجديد وضوئه وقضاء حاجته ثم يواصلونها.

 والحوثيون اليوم في اليمن يحاربون المصلين وينتهكون حرمة شهر رمضان بحروبهم على الشعب اليمني ومنع وصول حاجة المواطنين إليهم، ومحاربة المساجد التي تصلي لله وتعبده في قيام رمضان، وهذا تخلف عقلي وانحراف عن الدين القويم فكريا وسلوكيا، فعلى المسلمين أن يقفوا صفاً واحداً ضد هذا الانحراف في العبادات والطاعات وأشنع من كل ذلك أنهم يدعون إلى عبادة قادتهم والتوجه للطواف حول قبورهم، فهم يريدون القضاء على دين محمد صلى الله عليه وسلم بإقامة القباب على القبور التي جاء محمد صلى الله عليه وسلم لهدمها، وأرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لتسويتها، فأين دين محمد صلى الله عليه وسلم من هذه المخازي أيها المنحرفون؟ دعونا نعبد الله في مساجدنا، وأنتم ارقصوا في حسينياتكم واضربوا رؤوسكم بفؤوسكم فإن أبيتم فعليكم إثم الأريسيين..

في الخميس 03 يوليو-تموز 2014 07:36:17 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76243