حروب الأنانية والحقد والتبعية
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

حين تقرأ الحرب الشرسة التي تقوم بها جماعة الحوثي تجدها حرباً تخلو من كل عناصر الأخلاق، فهي ليست من أجل بث القيم الإنسانية، ولا القيم العقلانية، ولا تحمل فكراً لرقي البشرية، وتخليصها من الذل والقهر والاستبداد في كل مناحي حياتها، بل هي حرب عنصرية طائفية تبعية غير يمنية، ترهب الشعب اليمني أمام دولة هشة تتظاهر بالمهانة، ولا تدير الحياة بأهداف وخطط تسمو بنا إلى العلياء، كل هدفها أن تبقى تتكسب لجيوبها وموظفيها من الأفراد، وتتخلى عن واجبها حماية الوطن والمواطن.
 إن الجماعات المحاربة تتسع كل يوم وتتعسف في ارتكاب جرائمها وتفسر القيم لصالحها بأنانية أصلت في قيادتها تاريخياً بأنهم سادة الخلق، وغيرهم عبيد لهم، فهي جماعات أنانية لا تساوي أبناء الوطن بأفرادها الذين يدعون النسب الشريف، ولا تساوي القرى والمدن بقراها ومدنها في كربلاء والكوفة وطهران، بل تدمر كل شيء جميل وكل مسجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، وكل مدرسة يتعلم فيها الخلق كتاب الله وسنة رسوله، فهي جماعة تزحف نحو الاستبداد والهيمنة والظلم والقتل والتدمير، وفرض الذل والقهر والتمييز العنصري في المجتمع اليمني، هذه أهداف جماعة الحوثي التي تدمر مكتسبات الشعب اليمني بكل أنواع أسلحتها، فهي جماعة تسعى إلى الاستبداد والاستيلاء بشراهة على كل مقدرات الشعب والقضاء على حريته الفكرية والعقائدية والسياسية، والاستيلاء على اقتصاديات المواطن وفرض الإتاوات عليه بما لم يأذن به الله، وكل ما تعلنه من الحجج وتبثه من البراهين التي تتحجج بها لشن الحرب عديمة الجدوى والمصداقية، وسعيها بالقوة فهي كلها دعايات كاذبة تشهد الحقائق التاريخية والحاضرة أنها تقضي على حقوق الشعب الفكرية والحسية وتسعى لنشر القهر والحرمان، وأي هيمنة وحرب تولد الذل والقهر والدمار والفقر والحرمان فإنها تولد مقاومة تولد قوية البناء تواجه هذا الإرهاب الذي ولد في طهران لجماعة الحوثي وولد للاستخبارات العالمية في كل مكان بتكوين ما يسمى بالقاعدة وحماة الشريعة، إن دولتنا بمجموعها من أعلى هرم فيها مرورا بوزير دفاعها هي الذي أخضعتنا بسلوكها الذليل لهيمنة حرب الحوثية الطائفية، والقاعدة المخابراتية، وهي التي ساعدت هذه العناصر الخائنة والتابعة لأعداء اليمن بالتمدد، بسوء إدارتها لتفرض علينا هيمنة توقف النمو الاقتصادي، وفتحت لها المجال لنهب سلاح معسكرات الجيش في أبين وصعدة بالتنسيق مع المخلوع السابق الذي تخلى عن قصر الرئاسة لكنه يدير الحرب ضد الشعب بالتعاون مع هذه الجماعات من وراء جدر وقصور بنيت من دماء الشعب اليمني إبان قيادته للبلاد، وكثير من أعضاء الحكومة على صلة به ينفذون معه مخطط الإرهاب ضد شعبنا اليمني، الذي يريدون حرمانه من بلوغ التقنية المعاصرة في حروب متتابعة زمانية وتنسيق مكاني من غرف الوزارات وتعاضد طائفي عنصري من الأحياء والمناطق يرفضون من خلاله الحوار، ويتعاملون مع الشعب وحكومته متعددة الولاءات بأساليب ملتوية ونقض لكل اتفاقيات له، توجب وقف إطلاق النار، وتحتمي هذه الجماعات الحوثية والقاعدة بقوة عسكرية سلمت لهم من الحاكم المخلوع وأبنائه، وانضم إلى ميدان قياداته كثير من عناصره العسكرية والأمنية بهدف تدمير اليمن، وإيقاف تنميته البشرية، كل هذه الأفعال جعلت بيننا وبين هذه الدولة فاصلا جعلنا لا نثق بها ولا بوزير دفاعها، وجعلتنا هذه الحروب متوقفين من جو الإبداع والانهيار الاقتصادي والسياسي وكل ما يبني الوطن ويعيد الروح له كجسد واحد



في الأربعاء 09 يوليو-تموز 2014 04:30:57 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76291