جميعهم شركاء في الانهيار..إلى متى؟!
سمية الفقيه
سمية الفقيه

ظل اليمن لعقود كثيرة رهين شراكات فتكت به بشكل عكسي لكل ما فيه ركود وتخلف وعدم نهوض بواقعنا للأفضل, حيث كان الجميع شركاء ولكن شركاء في الفقر والجهل والمرض.. شركاء في الفساد ونهب خيرات الوطن وبالتالي أفرز لنا وطناً معاقاً غاب فيه كل بناء وغُيبت فيه الدولة والنظام والقانون والمؤسسات وواقع رث فيه العبث والفوضى والعشوائية ويستشري فيه الفساد من كل حدب وصوب.

هكذا مرت العقود والسنوات على البلد كان ومازال الجميع يشتركون في شيء واحد لا سواه ولا يتعدونه إلى شيء آخر هو شراكة اللا بناء واللا نماء والشاهد على ذلك أننا في ذيل الدول الفاشلة والمتخلفة.

وأما اليوم وبعد أن غطت أدخنة الحروب سماء وطننا مازالت الشرَاكات تتوالى على سطح الأحداث بوجود داعمين وممولين لهذه الحروب والصراعات ويقفون وراء أزماتنا المتوالية اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً؛ إنما و هذه المرة صُبغت بلون الدماء والأشلاء الممزقة وصار المتصارعون السياسيون يتنافسون على كمية الهدم والانهيار الذي يصنعونه في واقع البلد وفي المشهد السياسي. صاروا يتنافسون على كمية الدمار الذي يحل علينا من كل حدب وصوب.

بشعٌ جداً وبشع حين يصبح كل المتناحرين على الحكم في الوطن الواحد شركاءً في كل دمار وخراب.. شركاءً في جرائم القتل والاغتيالات والتصفيات السياسية.. شركاء في نهب خيرات الوطن والشعب المسكين.. وها هم الآن ينتجون هذه الشراكة بأبشع صورها عبر شراكة الموت وتمويل الحروب والصراعات التي ترعاها الجماعات الإرهابية في صور بشعة جسدت شراكة إبليس في كل ما يفتك بإنسانية الإنسان ويسحق كرامته ويستبيح دمه.

النتيجة الحتمية من كل هذه الشرَاكات العكسية المدمرة أن أطرف الصراع تتنافس على كل ما يهدم الوطن ولم تصنع للوطن شيئاً سوى أنهم أوصلونا إلى هاوية سحيقة..

 نريد شراكة حقيقية الغرض منها نهضة الوطن ليس هدمه والفتك به..

 نريد قوى سياسية تتنافس على الحياة لا على الموت, تتشارك في كل ما ينهض بواقعنا الضحل هذا.. شراكة تبني وطناً حقيقياً لا وطناً للقتل والاغتيالات والتصفيات.. وطناً يبني ويزرع ويطور ويعمل لا وطناً صار مقبرة جماعية لأحياء لا يجمعهم سوى الاحتضار البطيء..

للأسف الشديد فإن الجميع دون استثناء أصبحوا شركاء جرائم وهدم ودمار وانهيار وموت.. فمتى تكونوا شركاء في البناء والتطور والتنمية يا ترى؟!..

 اتقوا الله في هذا الوطن أيها المتصارعون على بقايا وطن يحتضر وكفى نهشاً وتوحشاً فيه..

في الثلاثاء 19 أغسطس-آب 2014 05:06:41 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76652