الاخوان المسلمون..أخطاؤهم والهجمة الشرسة عليهم
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

 ‏"الإخوان المسلمين" بشر ككل البشر لهم أخطاؤهم وسقطاتهم البشرية، ولكنها أخطاء بشرية قابلة للإصلاح والتعديل ولا ترتقي إلى مستوى الجرائم وسفك الدماء وبالمقابل لهم تاريخ مشرف في قضية فلسطين منذ بدايتها في ٤٨م وحتى اليوم لولا الخيانات العربية التي خذلتهم، وكانت سبب النكبات المتواصلة في الدول العربية عامة وقضية فلسطين خاصة من قبل هذه الزعامات الخائنة، وتأملوا معي العدوان الإسرائيلي على غزة أثناء رئاسة الرئيس الشرعي محمد مرسي القادم من قلب حركة "الإخوان المسلمين" والعدوان الإسرائيلي على غزة أثناء رئاسة الرئيس المنقذ السيسي الذي حرر مبادرة مصرية لم تجرؤ إسرائيل نفسها أن تحرر مثلها نظراً للشروط التي فرضت فيها على حركة المقاومة الفلسطينية بما يضمن القضاء على المقاومة وأي مقاومة قادمة ضد الاحتلال.

 وأثبتت الأحداث والوقائع أن الإخوان من الشرفاء الذين يحملون هم الأمة ولكنهم ليسوا الوحيدين الذين يحملون هذا الهم ، وإنْ كانوا أحياناً ينفردون في المقدمة، ولا نبرأهم من أخطاء وتجاوزات يرتكبونها أحياناً، ولكني أكرر أنها أخطاء قابلة للعلاج، وهم بحاجة إلى أن يراجعوا بعض المنهجيات في تربية أعضائهم يتجنبون بها الأخطاء التي تنفر الآخرين منهم وتجعل المغرضين والحاقدين عليهم يدخلون من خلالها لدغدغة مشاعر العامة للإساءة للإخوان ونفث سمومهم ضدهم.

 ولا شك أن هذه الأخطاء البسيطة التي يهمل الإخوان سرعة علاجها تسهل للحاقدين مهمتهم، واليوم الهجمة شرسة على الإخوان ورماهم الأعداء من الداخل والخارج بقوس واحدٍ ، من العرب والعجم والصليبين والشرق والغرب، ولا شك أن هذه الهمة رغم شراستها وإيلامها الشديد جداً وإيداع الآلاف منهم في سجون بعض الدول العربية ظلماً وعدواناً وقتل البعض الآخر تنفيذاً لمخطط اكبر مملى على القائمين على هذه الجرائم من قبل أعداء الأمة وخير شاهدٍ موقف حماس في غزة وثباتها الأسطوري وهي بنت الحركة الإسلامية " الإخوان المسلمين" والتي شرّفت الأمة كلها وهي تدافع عن شرف وكرامة الجميع، وبالمقابل التحالف المخزي الذي تجاوز قيم الدين والقربى والعدل والإنصاف من قبل بعض الزعامات العربية مع الكيان الغاصب المدنس لأولى القبلتين وثالث الحرمين وضد المقاومة الفلسطينية في غزة أطهر مقاومة في هذا العصر، هذه المواقف الخائنة للدين والعروبة لم نشهد لها مثيلاً، وهذا الإجماع الحاقد على المقاومة في غزة ما هو إلا شهادة براءة بصدق توجههم وخطرهم على العدو الصهيوني الغاصب وعلى أعداء الأمة ، ولله در القائل:

"قولوا لمن بصروف الدهر عيّرنا**هل عاند الدهر إلا من له خطر"

جرت العادة أن من يقول كلمة حق بحق الإخوان المسلمين يرد عليه مباشرة انه منهم وان كلامه هذا ما هو إلا حق وثبت على انتمائه ليشككوا بآرائه ويقللون من شأنها وحتى لا يسمعها الباحثون عن الحقيقة، ولكن مثل هذا الكلام الذي يراد منه؛ أن من يريد تبرئة انتمائه للإخوان ما عليه إلا أن يهاجمهم ويركب الموجة في اتهامهم؛ والله أن مثل ذلك لن يجعلنا نَفْجُر في الخصومة وندنس كرامتنا بالافتراء عليهم لنكسب الشكر بالباطل فنخسر انفسنا أمام الله وأمام أنفسنا.. أقول كل ما ذكرت وشهد الله أني اختلفت معهم كثيراً وأول دائرة وقعت فيها المواجهة بين الإصلاح وبين الآخرين عام ٢٠٠٣ م قبل الانتخابات النيابية مباشرة, كانت دائرتي، ومعظم أبناء تعز المهتمين بالشئون السياسية يعرفون ذلك جيداً؛ وجهوني وواجهتهم، كادوا لي وكدت لهم، عنّفوني وعنّفتهم، ولا زال البعض منهم يحمل في نفسه عليّ إلى اليوم، ولكني أتمثل قول الحق سبحانه" ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".

قبل الختام أهمس في أذن قيادات الإصلاح وفي آذان كل كوادره فأقول: لهم أنتم احد أمل هذا الشعب رغم الهجمة الشرسة- ولكن اذا تخليتم عن الانعزال والتمحور حول بعضكم وانفتحتم على الآخرين انفتاحاً حقيقياً ، وقدمتم الأكفأ والأنزه في أي منصب يعرض بعيداً عن التعصب الحزبي والانتماء السياسي أو القبلي أو أي اعتبار مخلٍ، واندمجتم مع المجتمع اندماجاً كاملاً واحتضنتموهم بحب وعاطفة صادقة وجياشة ، وتناسيتم أي صراعات أو خلافات مع الآخرين من أجل الوطن وسلكتم مسلك التضحية والإيثار على مسلك الكسب والأثرة من اجل الوطن الذي يمر بأخطر مراحله- فأنتم الأكثر تهيئة من أي قوة أخرى إذا سلكتم هذا المسلك، ولا ترهبكم هذه الهجمة التي تستهدفكم، ولا تكرهوها وعساها تكون خيراً لكم لتصحيح مساركم، فأنتم بشر مثل كل البشر, لستم في غنى عن النقد والمراجعة المستمرة لمسيرتكم، فوسعوا صدوركم وخذوا نقد الآخرين بعين الجد والمسئولية، ولا تأخذكم العزة بالإثم فتستصغرون نقد الآخرين ونصائحهم وتعجبون بآرائكم ومواقفكم، فآفة الرأي الهوى، وقد تعلمنا انه لا تجود جهة أو شخص مهما علا شأنهم اكبر من أن يقدم لهم النصح، وليس هناك شخصٌ أصغر من أن يَنْصَحْ.

 

  وفي الختام: هذه نصيحة أردت أضع فيها خلاصة ما أراه صائباً وأؤمن به بغض النظر عن ردة الفعل من قبل هذا أو ذاك، فالحياة موقف والكلمة أمانة.. فإن أحسنتُ فيما ذهبت إليه فمن الله وإن أسأتُ فمن نفسي ومن الشيطان.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سبيل الرشاد..

*عضو مجلس النواب/عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

ملاحظة:

نعيد نشر المقال نظرا لوجود أخطأ غير مقصودة في المقال الذي نشر أمس الأول, ونعتذر للنائب الحميري وللقراء الأكارم.
في الأحد 24 أغسطس-آب 2014 03:15:40 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76726