ليس الإصلاح فقط!!
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

الدوائر الإعلامية الإيرانية في تحليلاتها الإعلامية والسياسية، ومتابعتها لأفراخها الحوثية في اليمن، وخوفها من مستقبلهم من ثورة الشعب اليمني العاصفة، جعلها تكتب تحليلات في غاية الغرابة والاحتقار للشعب اليمني وعدم الاعتراف به كبحر هائج يمثل الحوثي الرافضي فيه نقطة في أعماقه.. بيد أن التحليلات الإعلامية تضع ثورة الإمامة الطائفية العنصرية الحوثية الجارودية أتباع فرس طهران هم الثورة الشعبية، التي تريد تخليص الشعب من الفساد والتسلط، وتضع عوائق انتصار ثورة قطاع الطرق والنهابة المتعاونين مع المرتزقة وتجار السلاح والحروب في اليمن هو التجمع اليمني للإصلاح التي تحدثت الدوائر الإعلامية عن وقوفه في طريق ثورة الحوثي التابع لأجندة الفرس فيما ادعوه؛ من تحشيد التجمع لجماهير الشعب اليمني لوأد الثورة الحوثية كما سموها وهي ليست ثورة بل حرب إبادة مارسها الحوثي ضد الشعب اليمني، وأوقف انتصارها، ونحن لا ننكر أن التجمع اليمني للإصلاح تجمع إصلاحي تمتد جذوره إلى أعماق التأريخ اليمني، وهو نتاج طبيعي لثورة إصلاحية وضع لبناته وأسسه فريق من علماء اليمن عبر القرون ليقف سداً منيعاً في محاولة تغيير الهوية الثقافية والسياسية اليمنية عبر القرون، من قبل طائفية سلالية طارئة على شعب اليمن نزلتها من خارجه عبر وجودها، بيد أن هذا التحليل الإعلامي وراءه ما وراءه من طرح فيه هضم لحق كل قوى الوطن التي رفضت التسلط الطائفي والسلالي والمناطقي، وهي قوات يمنية تمثل حركة الإصلاح إحدى دعائمها, فالشعب اليمني كله بكل فئاته ومؤسساته وقواه الوطنية التي لا تتاجر بالوطن، وهي قوى تعرفها الدوائر الإعلامية الإيرانية سواء كانت قوى قبلية قدمت مشايخها ورجالها وقوى سياسية وقوى اقتصادية في كل موقع من أرض اليمن لها مشاركة فاعلة في الحفاظ على وطنها من الاستبداد وتقف في وجه كل قوة تحاول جعله تابعاً لأجندات خارجية تحرمه من البناء التنموي وتوقف عجلة صعوده لمصاف الدول ذات التأثير العالمي.

 إن ثورة فبراير شارك فيها كل مكونات الشعب اليمني في كل مدنه ومحافظاته ليرغم المستبد على الرحيل ويخلعه من سدة الحكم، وكل أولئك هم الشعب اليمني ومن مكوناته الفاعلة التجمع اليمني للإصلاح، وهكذا البحر الزخار التي هاج في الاصطفاف الوطني وخرج كالمحيط الهائج لمواجهة إفشال مخططات الحوثي التي يريد إعادة اليمن جذعة من نقطة الصفر إمامية، فملأ ميادين وشوارع المدن والمحافظات لم يكن التجمع اليمني، ولكنه الشعب اليمني بكل قواه الوطنية التي يعمل الحوثي الطائفي على تقليم أظفارها في حاشد وبكيل والجوف وعمران وصعدة وحجة وإب وذمار وكل المحافظات والمناطق بقوة أسياده وحلفائه ممن يريد الانتقام من الشعب الذي ثار عليه.

 إننا نستنكر تللك الدوائر الإعلامية التي تقلل من هيجان شعبنا الثائر لحماية ثورته ومنجزاته وإصلاح الاختلالات التي أنتجها المفسدون ومحاولة قصر الصراع مع التجمع اليمني للإصلاح، وهي تحليلات تحريضية ضد الشعب اليمني لمن لهم خلاف مع التجمع اليمني من الدول الإقليمية كونه حركة إسلامية يمنية تلصق به الاتهام بانه يتبع جهة غير مرغوب بها وهي بذلك تجيّش المواقف السياسية لصالح الحوثي وهو أمر خطير وكذب ظاهر لأن التجمع اليمني يتحرك وفق آلية سياسية متفق عليها مع ما عرف باللقاء المشترك، وهو مجموعة من الأحزاب السياسية المعروفة تكوينياً داخل اليمن متفق معها على ثوابت وطنية لا جدال فيها، كي يتحرك الجميع في صالح بناء الدولة اليمنية التي تكفل الحقوق والواجبات لكل فرد من أبناء الشعب، وهي كلها شاركت في الاصطفاف الوطني والاصطفاف من أجل السلام، حتى حزب المؤتمر الشعبي العام وكوادره لهم دور كبير في تلك الأمواج البشرية التي خرجت لتغرق قارب الحوثية المصنوع في طهران إذا ما استثنينا أصحاب الفساد والاستبداد ممن بقي في قارب المخلوع. فالشعب اليمني كله وليس الإصلاح وحده- أيها المحرضون- من يقف وراء تلك الحشود الهائلة التي خرجت لتقول لا للتبعية لأجندات خارجية والإصلاح جزء أصيل في الحركة الوطنية الإصلاحية المتجذرة عبر العصور, وعلى فئات الشعب اليمني أن يحذر مثل هذه الدسائس التي تريد أن تفرق جمعها بالتفرق في مكونات تعادي بعضها وتفتح الطريق لقارب طهران المستبد الطائفي القاتل.. وعلينا جميعاً أن نتذكر قوله تعالى" إنما المؤمنون إخوة"..

في الأربعاء 17 سبتمبر-أيلول 2014 07:48:53 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=76977