رفقاً بالوطن...........
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

يا ابن وطني العزيز: هل سئمت مثلي الصراعات والحروب والقبح الذي يطاردنا في كل مكان؟. هل تعبت مثلي من قسوة البشر وعنجهيتهم وتعمدهم إيلامنا؟, هل كرهت مثلي التحريض والمحرضين والتشجيع والمشجعين والوطن ينهار؟ هل ضاق بك الحال مثلي من الكراهية والحقد الدفين في قلوب البعض للبعض وحولوا الوطن لساحة تصفية حسابات قديمة بقدم التاريخ والحضارة وجديدة اعتقدنا أننا تجاوزناها بثورتنا الشبابية وعلى طاولة الحوار؟, هل أصبت باليأس من التغيير وأننا شعب لا نقبل الجديد بل نُحن دائما للماضي وصراعاته ونصطف مع العنف ومليشياته؟, هل حزنت على الضحايا وآلمك مشاهد الدماء على طرقات وشوارع المدينة عاصمة اليمن التاريخية؟ إنني يا أخي أتألم كثيرا على كل هذا الدمار والخراب الذي ننتجه بأيدينا ندمر وطننا ونسفك دماء بعضنا وننتهك كرامة الإنسان ونقتل الجنود حماة الوطن ونقصف المؤسسات كالقناة الفضائية ونفجر مساكن ومباني الأخر لنرضي الحقد والكره الذي فيناء صفقوا وطبلوا وهللوا حربكم على الفساد بدعم الفاسدين أنفسهم وانتزاع الحرية بسلاح الاستبداد والكرامة بقوة الطغاة والوعي بأدوات الجهل والتخلف يرعبون السكان الآمنين وينتهكون كرامتهم وسيادة البلد ويسفكون دماء الأبرياء بمبرر حماية المحتجين ومطالبهم المشروعة أتصدقون ذلك هم يتوهمون أننا شعب عبيط ممكن يقودونا بكل سهولة بمغالطاتهم وأكاذيبهم لهم أبواق تروج لمحبتهم وبراءتهم ممن عولنا عليهم بثورتنا الشبابية أن يكون نبراساً للخير والسلام والحب والوئام واليوم صاروا يروجون للعنف والخراب والدمار.
إلى متى نبقى نتذكر مفاخرنا وأمجادنا ونتباكى عليها ولا نتذكر مآسي شعب يملك مثل هذا التاريخ في حجمه وفي سعته وفي رحابته وقدسيته وروحيته وتضحياته وفي كل امتداداته في عمق التاريخ البشري وفي العقل والروح والقلب والجسد . شعب يملك كل هذا التاريخ يجب أن يعود إلى رشده ليصنع مثله وان شعبنا اليمن قادر على أن يستعيد مجدة وكرامته وذلك بان نكبر فوق تفاهتنا ونرتفع عن الصغائر ونتفوق عن النفوس الدنيئة للارتقاء بإنسانتنا ليس لنصبح ملائكة وإنما لنكون أكثر إنسانية الوطن يهوي ونحن نبحث عن فتات الدنيا الفانية متى نبني وطن لأبنائنا وأحفادنا أو يلعننا التاريخ كما نلعن ألان من حكمونا بالديكتاتورية والأزمات والفتن والصراعات .
لنرتقي ونهذب نفوسنا وإصلاحها بالتحلي بأخلاق معاً نصبح أفضل نعلو بأخلاقنا ونرتقي بروحنا ونغير الواقع المالئ بالانحطاط الأخلاقي والسياسي والثقافي ونبنى إنسان محترم يستحق لقب إنسان معاً ننشر المبادئ الجميلة التي افتقدناها بسبب الصراعات والحروب وسفك الدماء والفتن في زحمه الحياة معاً نشعر بجمال الحياة ومتعه الإيمان وحب الوطن والإنسان .
كلنا يجب أن نفكر بأمنا اليمن التي احتضنت أسلافنا على مر الزمن فهل أن الأوان أن نتكاثف ونوحد الجهود ونرتفع فوق الصغائر وان نعلوا على الجراح والألم العالم كله يتحد في الأزمات والمخاطر ونحن نتبادل الاتهامات ونشتم بعضنا بعض وندعي حبنا للوطن وإعمالنا تقول غير أقوالنا نهد أركان وطننا ونهدم إنجازاته ونخرب عقوله ونغتال كوادره من يحب اليمن برهانه التضحية في سبيلها ويضمد جراحة ويملى قلبه بالحب والسلام ويفرغه من كل حقد وضغينة لنتعايش معا بوطن سعيد نسى وتناسى ألامه وجراحة ونحذر مروجي الفتن والصراعات وتجار الحروب والسلاح قبل أن نغرق جميعا في وطن دمرناه واغتلنا كل خيرا فيه سنندم حيث لا ينفع وقتها هذا الندم.



في الأربعاء 24 سبتمبر-أيلول 2014 09:04:05 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77035