حسنا يا سادة..لنلعب على المكشوف
علي سالم
علي سالم

قبضت السلطات في اليمن- عندما كانت هناك سلطات- على سفينة مجهولة الهوية تحمل سلاحا لجماعة الحوثيين. ومع هذه الشحنة كانت توجد جماعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني الذين أودعوا السجن، إلى أن طلبت جماعة الحوثيين من السلطات اليمنية، عندما كانت هناك سلطات يمنية، طلبت منها الإفراج عن هؤلاء الضباط، فأفرج عنهم على الفور. بعدها جرى انتشار واستيلاء جماعة الحوثيين على اليمن بلدا وشعبا. أما الجيش اليمني، فقد اتخذ موقفا سيعجز أي مؤرخ حتما عن فهمه، وهو أنه وقف على الحياد. وكأنه تابع لدولة أخرى وشعب آخر. أنا أتوقع أن يزيد حضرات جنرالات الجيش اليمني من حيادهم ويقوموا بتسليم كل مواقع الجيش ومعداته وأسلحته للحوثيين ثم الجلوس في البيت للاستمتاع بالمزيد من الحياد، وهو الأمر الذي سيتحقق عندما يشاهدون من شرفات منازلهم مواطنيهم وهم ينهبون.

الآن يستطيع كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني أن يهنئوا أنفسهم على هذا النصر العظيم، لقد جرى الاستيلاء على اليمن بغير تورط إيران في معارك واضحة بالطائرات والمدرعات والأساطيل البحرية، لقد استطاعت إيران بالريموت كونترول فقط الاستيلاء على بلد وضمنت حياد جيشه وصنعت منه مصدرا أكيدا لمضايقة السعودية.. الآن فقط إيران تقع على حدود السعودية.

لقد انتهت مهمة أجهزة العمل السري الإيراني، ولم يعد من المفيد الحديث عما فعلوه. المفيد فقط هو أن نقول لهم: لقد حولتم اليمن لأكبر منطقة قتل في العالم، لقد حولتم حبات رمالها إلى نار، ووفرتم لكل مواطن يمني مبررا يقتل به مواطنا آخر أو ينهب ممتلكاته وأمواله.. لقد استطاع الحوثيون الاستيلاء على اليمن، والسؤال هو: هل هم مؤهلون لحكمه؟.. أم هم فقط مؤهلون لتدميره ونهبه؟

إن إقامة مستوطنة عشوائية عسكرية إيرانية على حدود السعودية، يعطي للسعودية ولبقية الدول العربية فرصة ذهبية لكي يثبتوا لإيران والعالم كله أنهم دول تجيد الدفاع عن شعوبها وأرضها.

عند وصول السيد حسن روحاني إلى الحكم في إيران، هبت علينا، أو للدقة هبت على البلهاء منا وأنا واحد منهم، نسائم من التفاؤل، فقد كانت كل المؤشرات تقول إن رئيس الدولة الجديد سيمشي بإيران في طريق مختلف عمن سبقوه. هو مختلف عنهم، لقد كانوا حريصين على أن تظل إيران تتقاذفها أمواج بحر الثورة بينما هو يريد أن يرسو بها على شط الدولة الآمن.

ومرت الأيام لتثبت أن الرجل عاجز عن الوصول إلى شاطئ الدولة الطبيعية، أجهزة العمل الثوري والسري أقوى منه ومن كل الأجهزة السياسية، هذا أمر يعرفه كل مصري جيدا.

لنلعب على المكشوف.. «داعش» ليست أكثر من موقع إيراني متقدم ومتحرك، الحوثيون موقع إيراني نجح في الاستيلاء على بلد اسمه اليمن. غير أن هزيمة «داعش» مؤكدة بعد أن استنفرت قوى العالم كله لمحاربتها والقضاء عليها. أما الحوثيون فهم قادرون وبكفاءة عالية على هزيمة أنفسهم، وأتوقع أن ينقسموا بعد أيام إلى فصائل متناحرة.

إن مواصلة الحكم في إيران على هذا المنوال، أي محاولة هندسة البشر من بعيد تمهيدا للاستيلاء عليهم من خلال أجهزة العمل السري والجماعات المسلحة الخارجة على الدولة، ثبت فشلها في كل الأنظمة الثورية، حكاية تصدير الثورة ليست أكثر من خرافة ستدفعون أنتم أيضا ثمنها.

 

الشرق الأوسط 

في الأربعاء 08 أكتوبر-تشرين الأول 2014 10:16:31 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77141