إشاعة ضعف هادي
يوسف الدعاس
يوسف الدعاس

مع تطور الأحداث وسرعة تقدُّم إيقاعاتها في اليمن متمثلة بالحدث غير المسبوق وهو اجتياح جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة صنعاء في ظل عدم تحرك الدولة ممثلةً بالأجهزة الأمنية والعسكرية والتي اكتفت بالوقوف موقف المتفرج والحديث بلغة الإشارة إلى استعدادات لتأسيس جيش شعبي لحماية العاصمة، كل ذلك يدفع لترسيخ الاعتقاد لدى الكثير من المهتمين بأن الرئيس هادي ضعيفٌ لعدم قيامة بالواجب المُناط بالدولة القيام به واكتفائه بالتفرج فقط مع التصريح بوجود مؤامرة كبيرة على البلد دون الكشف عن تفاصيلها وأطرافها.

وحين نتجه للغوص في أصل وحيثيات هذا الاعتقاد وتفاصيله نستنتج أن تجاوز القرائن الواقعية التي تدحض هذا الافتراء القائم على فرضية ضعف رأس النظام ، ويؤكد أن كل ذلك عبارة عن "فبركات" وإشاعات المطبخ الإعلامي التابع للرئيس هادي وحاشيته والهادفة إلى ترسيخ الانطباع لدى العامة والشعب بأن هادي عاجزٌ عن فرض قراره وسيادة الدولة بسبب تعنُّت الأطراف التي دائماً ما يُذيِّل ذكرها في بياناته دون الإشارة إلى تسميتها وذلك لغرض التنصُّل من المسؤولية أو التغاضي عن الحالة التي وصل إليها البلد وتسجيل القضية ضد مجهول متجاهلين دور الدولة ممثلةً بمؤسسة الرئاسة بتفخيخ العملية السياسية والعبث بالأمن والاستقرار بشكل عام وانكشاف ذلك لكل المتابعين بعد ثبوت إرادة الرئيس هادي و طاقمه بدفع الوضع العام للبلد الى المزيد من الاحتقان بدءاً من إقرار الجرعة في ليلة مُظلمة من ليالي عيد الفطر المبارك متجاوزاً الحكومة ورئاستها ومروراً بتوفير الغطاء السياسي لجماعة مسلحة بالتفاوض معها وجلبها الى العاصمة وانتهاءً بتسليم مقرات الحكومة وعتاد الجيش لتلك الجماعة بما يؤكد تحمُّل هادي وبطانته كامل المسؤولية بتجاوز المبادرة الخليجية التي توافقت عليها الأطراف السياسية في اليمن ونَسْفها بما حققته من حفظٍ للبلد من الانزلاق الى المجهول ومن أُسس حل مشاكل الداخل اليمني ومن بينها تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وسنكون في الأيام القادمة على موعد لكشف أطراف التآمر على اليمن الأرض والإنسان والهوية وتسليمه بلا ثمن للنفوذ الإيراني وهو ما عجزت إيران سابقاً عن تحقيقه مع استعدادها لدفع كل ما يتطلب ذلك وهو ما انتبهت له الرياض مؤخراً وصرَّحت بتوجيه الاتهام لهادي وصالح والحوثي بتجاوز العملية السياسية وعن إمكانية استخدام البند السابع وهو ما يعني ضمناً سقوط ورقة هادي خليجياً ــ على الأقل ــ وهو ما يفتح الباب أمام تكهُّنات بحلول و إجراءات قد تتجاوز شخصية الرئيس لاستعادة التوازن والنفوذ وتقاطع المصالح الدولية المختلفة في اليمن.

في الأحد 12 أكتوبر-تشرين الأول 2014 09:19:55 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77179