ثوار ودواعش ومتنفذون..!!
د.فيصل الإدريسي
د.فيصل الإدريسي

استطاع الأمريكان أن يتفننون ويجيدون فن الإشراف والإخراج في مشاهد الحلقات والمسلسلات التي تقوم بها الفئات والجماعات المغايرة والمناهضة والمعذورة والمقهورة والمنافسة على مختلف الجوانب الفكرية والسياسية والمحورية من خلال تلك المتراجحات التي يتم تبادل الأدوار فيها من نواحي عديدة باسم الدين والقومية والوطنية والحريات والاستقلال والثورات والإرهاب والتطرف والسنة والشيعة والتمرد والانقلاب والأنصار والدواعش وهكذا تصدرت الثقافات وتسابقت الدعوات وتوالت التحالفات والإمدادات والتحريضات والإدانات والمبادرات والتهديدات على حساب المعالم والمساعي والقيم والأخلاق والدين الإسلامي الحنيف فنجحَ اليهود والامريكان أن يسوقوا وينشروا معاني ديننا وأخلاقنا وسلوكياتنا إلى العالم على حقيقته وعلى ما يتم تطبيقه على أرض الواقع فبعد أن عجزوا على التغلب على القيم والمبادئ العربية والإسلامية من خلال خطف مبادئ الحكام والأنظمة العربية من خلال العقود الماضية استطاعت اليوم أن تنجح بأن تجعل الصراع محلياً/محلياً بعد أن كان عربياً/عربياً وتحت مسمى الديكتاتورية والجهوية والإنسانية والديمقراطية والحرية, ففي الوقت نفسه استغلت الجماعات والقوى المناهضة للدولة أن تؤطرها وتدعمها سرا وجهرا لأخذ حقوقها ومستحقاتها الفكرية والدينية والسياسية المشروعة من الأنظمة ومن الحكومات التي تعاديها وتختلف مع أيديولوجياتها الواقعية فعلى هامش تلك المفارقات ما يحصل اليوم في اليمن ما هو إلا نتاج تلك المعادلات المبهمة والمفبركة فبعد أن تخلصوا من إنصاف وإحراق الغرماء السياسيين والإجهاز على المؤسسة العسكرية والأمنية تم تفعيل الورقة الأكثر خطورة وعلى مدى طويل ومتعرج الملفات المذهبية والطائفية و المناطقية على حساب السنة والشيعة والشمال والجنوب والثوار والدواعش والقبائل والمسلحين وغير ذلك فالجميع قد ربما سيخسرون ويندمون وسيدركون أن الأوطان والدول لا تبنيها إلا شعوبها وأهلها وليست المنظمات والدول المانحة والخارجية لهذا ينبغي على القوى والجماعات التي تحاول أن تثبت وجودها وتتنكر لواقعها وتتستر على الفساد والإرهاب وتتقول على استخدام القوة والسلاح لمساعي مغرضه وانتقامية وتحاول أن تبحث وتلهث وراء مصالحها الذاتية مهما كانت النتائج التي سوف تؤدي إلى الصراعات المناطقية والعنصرية والمذهبية وتقسيم الوطن ومهما كانت حجم الأضرار وسيول الدماء والخسائر ربما كانت رسالتي هذه إلى كل القوى والجماعات والأحزاب والقوى السياسية والمتنفذين على أن يعيدوا النظر في برامجهم وفي مخططاتهم التي ينبغي أن تكون لما فيه خدمة الشعب والوطن ولما يحفظ اليمن الاتحادية وينصف الجميع ..والله المستعان.

في الثلاثاء 28 أكتوبر-تشرين الأول 2014 04:06:20 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=77310