لماذا يحاصر الوزراء (الصبيحي والمخلافي وفتح)؟!
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

مع إدانتنا لكل الانتهاكات التي تقوم بها أي جهة كانت، والتي تمس كرامات الناس وخصوصياتهم وتنتهك المنازل وتعرض الأشخاص للخطر، بغض النظر عن انتماء هؤلاء الأشخاص المنتهكة كرامتهم وحقوقهم، وبغض النظر أيضاً عن مناطقهم أو مذاهبهم أو مواقفهم السياسية فهذه جرائم نرفضها وندينها سراً وعلانية، إلا أننا ندين ونرفض أكثر لهذه الممارسات المنبوذة، والتي تتنافى مع قيمنا وأخلاق مجتمعنا عندما تكون انتقائية للأشخاص بحسب المنطقة أو المذهب..

عندما تم اجتياح صنعاء من قبل الحوثيين تم اقتحام منزل الأستاذ محمد قحطان ومنزل الأستاذ ياسين عبدالعزيز ومنزل الدكتور عبدالجليل سعيد ومنزل الأستاذة توكل كرمان، وهؤلاء ينتمون للإصلاح وهم من محافظة تعز، ولم يتم اقتحام منزلي الأستاذ محمد اليدومي والأستاذ عبدالوهاب الآنسي وهما أيضاً إصلاح، بل هما أعلى قيادتين في الإصلاح، رغم أن الاقتحام جريمة كبرى، ولكنه أيضاً تم بانتقائية ذات أبعاد، أخجل أن أتحدث عنها، وأمقتها، كما تم اقتحام عدة منازل لأشخاص ينتمون لنفس المناطق التي ينتمي لها المذكورون، الذين تم اقتحام منازلهم، أمثال الدكتور عبد الغني الشميري.

وبعد اقتحام دار الرئاسة والقصر الجمهوري واستقالة الحكومة والرئيس، تم محاصرة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ووزير الإدارة المحلية الأستاذ عبدالرقيب فتح، ووزير الشئون القانونية الدكتور محمد المخلافي وكلاهما من محافظة تعز، بينما الخصوم التقليديون للحوثيين من أبناء محافظات معينة يتحركون بكامل حرياتهم ويسافرون براً وبحراً وجواً ويودعون رسمياً، في تمايز يثير المناطقية، ويجعل الذين يصطادون في الماء العكر يزرعون النعرات الطائفية والمناطقية، وهذه الدعوات تلقى صدىً واسعاً لدى عامة الناس بفعل هذه الممارسات الانتقائية والشواهد على الواقع، ويشهد الله أني لا أحب ولا يشرفني أن أتحدث بنفس مناطقي أو طائفي لولا أن هذا الحديث أصبح شائعاً لدى أوساط معظم اليمنيين، وخاصة أبناء المحافظات التي استهدف أبناؤها، ولذلك أضع النقاط على الحروف لا لزرع النعرات، ولكن لعل أصواتنا تجد آذاناً صاغية لدى الجهات التي تمارس هذا السلوك، وتبدي حسن نوايا وحساً وطنياً يحفظ اللحمة ويمنع التشقق في جدار الوطن.

مهما نتفق أو نختلف مع الأخوة الحوثيين (أنصار الله) فإننا نناشدهم استشعار الوحدة الوطنية وعدم التعامل بهذه المكاييل المختلفة، وعلينا جميعا أن نفكر بالمخرج الذي يحفظ وطننا وأمنه ووحدته، وهذا لن يتحقق طالما هناك أطراف تتعامل بمنطق القوة والتعالي وعدم الاعتراف للآخر بحقوقه ومواطنته الكاملة والمتساوية، فالوطن أمانة في أعناق الجميع.

اللهم اخرج وطننا من الحالة التي يمر بها مخرجاً حسناً، ووحد كلمة أبناء اليمن على الخير والصلاح..

في الإثنين 26 يناير-كانون الثاني 2015 01:42:49 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78075