باطلهم حتمية سقوطهم
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

كيف يمكن لعاقل أن يتصور لمشروع أن ينتصر وفيه عفاش، فسقط عفاش قبل تربع الحكم في وحل الرذيلة والجريمة، والكل يعرف ذلك من مفرق المخا، وحواري تعز والجحملية، من أعاق الوطن في كل منعطف نهوض وولوج لحياة العصر والتطور؟، من أعاق حلم الوحدة اليمنية كهدف استراتيجي؟، والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، سقط عفاش وأسقط كل من تحالف معه خلال حكمة، سقوط مثل هؤلاء لا أسف عليهم، هو سقوط الطغيان والتجبر والرذيلة والفساد، كل ما تعاني منه البلاد والعباد، من نهب وصراعات وقتل ودمار وخراب، اليوم البلد في التحالف الشيطاني الجديد، تمزقت لأسر وعائلات وأنساب وأصهار وصار اللقب هو شهادة الوظيفة والمسؤولية، انجازاتهم السوق السوداء ونهب المؤسسات والثروة حتى صار الاقتصاد منهارا والجوع يهدد المواطن، بات الوطن مزرعة من مزارعهم يجولون ويصولون فيه بلا رقيب ولا حسيب، كل من يقف اليوم في صف عفاش، يتحمل معه مسؤولية ما جرى ويجري للوطن، باعترافه وتقارير المنظمات الدولية كناهب للثروة، وراعي للتهريب والفساد والعصابات بكل أشكالها، لا عاقل يريد ان يكون وسط وحل طغيان عفاش؟ 
لن يكون عفاش وحلفاؤه أول ولا أخر الطغاة المقاومون للخير في أوطانهم، ولن يكونوا أول من يسقطون من قلاعهم الحصينة، فقد سبقهم طغاة كثيرون على مر التاريخ، ظنوا أنهم فوق البشر وأنهم أقوى من الصخر والحجر، والحقيقة تبين أنهم أدنى من البشر ولا يزيدون سماكة عن ورق الشجر.

في تاريخنا المعاصر عبر ودروس لمن كانوا مثلهم يسيرون على نهج فرعون {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين} (سورة القصص: 4)، هؤلاء الطغاة الذين نسوا مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، وعاثوا في الأرض فسادا يستبيحون الأعراض والأموال نهباً وقتلاً وتعذيباً.

ها هم ينهارون كورق الشجر في الخريف، مرعوبون من الدولة الحديثة، من العدالة الانتقالية والعدالة الاجتماعية، من المساواة والحرية، عمدوا بكل ما يملكون لإغلاق منافذ التنفس للحرية للرأي والرأي الأخر، استهدفوا أدواتها ومؤسساتها وأفرادها، وصلوا لمرحلة الإفلاس للأخلاق والقيم والمبادئ، لديهم عبوات نسف وتدمير كل ذلك، من المساكن والمباني مرورا بالقيم والأخلاق وصولا للإنسان كثروة هامة ومهمة في الأوطان، سقوطهم درس لكل الشعوب المستضعفة والمظلومة والمقهورة من ظلم طغاتها، أن يؤمنوا ويتيقنوا من قوله تعالى {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}، ( فاطر الآية 43‏)، وقوله تعالى {وكان حقا علينا نصر المؤمنين}
(الروم: 47)، كما عليهم أن يتخذوا من قول سيدنا علي كرم الله وجهه " أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة"، منهجاً وإيمانا راسخاً لا تزحزه السجون والاعتقالات والتعذيب والقتل وغيرها من جرائم هؤلاء الطغاة وأعوانهم، لأن الباطل مهما ارتفع فهو إلى انخفاض ومهما انتفش فهو إلى زوال، {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ} الرعد: 17، فباطلهم وطغيانهم وجبروتهم وظلمهم حتمية سقوطهم وها هو قريب.

في السبت 13 أغسطس-آب 2016 10:33:36 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78525