الهاشمية السياسية1
محمد علي محسن
محمد علي محسن

هل يعلم إخوتنا غلاة الهاشمية السياسية ان النبي محمد صَلِّ الله عليه وسلم ليس رجلا عاديا كيما يحتكرون إرثه ويتوارثونه فيما بين أسباطه من فاطمة وعلي او احفاد عمه العباس او سواهم ؟ الا يعلم هؤلاء ان محمدا رسولا اصطفاه الله برسالة الاسلام الى العالمين باعتباره متمما لمن سبقوه من الأنبياء والرسل بداية بإدريس ونوح وإبراهيم مرورا بإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وأيوب وانتهاء بموسى وعيسى ومحمد اخر الأنبياء والمرسلين؟..

لماذا يصر هو على السير بالهاشمية وعلى خطى الصهيونية المتعصبة التي احتكرت اليهودية بمواصفات عرقية مقيتة ؛ كأن يكون اليهودي فقط من أم يهودية ، او ان دين اليهودية ليس دينا للعالمين بقدر ما التوراة وتعاليمها خاصة باليهود كطائفة بشرية مصطفاه عن الخلق او هكذا يتوهمون انهم أحباب الله المختارين بينما الآخرين مجرد اناس ناقصين ومحتقرين.

داعش في سوريا وضعت لافتة في مدخل مدينة " جرابلس " قبل تحريرها ، تقول " تنظيم الدولة.. خلافة إسلامية على نهج النبوءة " يعني انهم وعندما يقتلون ويذبحون ويحرقون فلا احد بمقدوره وقفهم طالما وهم يفعلون تلك الجرائم وفق منهاج النبوءة، بحسب فهم قراءتهم الخاطئة للنص المقدس والاحاديث النبوية.
غفل هؤلاء ان الرسول جامع لكل ثيمات الأديان السماوية السابقة ، وكانت غايته العظيمة اعادة الاعتبار للحق الإنساني في الحياة والكرامة والعدالة والمساواة ورفض الظلم والتمايز الطبقي العرقي وغيرها من الحقوق الانسانية المنتهكة الان من قبل من يدعون زورا وافتراء بحملهم لراية الاسلام او بانتسابهم للرسول.

نعم يخطئ من يظن ان محمد بن عبد الله اقتصرت دعوته على مجموعة طقوس وعبادات يؤديها المرء في الليل والنهار ، يعني صلاة وصوم وزكاة وحج البيت ، فعلى فرضية ان هذه العبادات من صميم فعل الانسان المسلم المؤمن ؛ لكنها لا تخلو من اشتراطات وضوابط صحيحة وسليمة نقية مكملة لروح العبادة المتمثلة بالإيمان الثابت بقيم الحق والعدل والصدق والمساواة والتسامح وإصلاح ذات البين والعفو والمعاملة الحسنة وإشاعة السلام والمحبة والخير ومواجهة الشر والظلم والقتل والبغي والعدوان وسواها .

الهاشمية السياسية للأسف نزعت ذات النزوع الصهيوني القائل بان الله اختص جماعة من خلقه على سائر الشعوب .. يعني عبد الملك بدر الدين الحوثي ومعه الشامي والمؤيدي والمتوكل والمنصور والعماد وغيرهم ممن يصفهم اليمنيين اليوم بفئة " القناديل " لا يختلفون هنا عن غلاة الصهيونية القائلة بحقها كطائفة مميزة وكسلالة نقية وراثة الجد ابراهام " ابراهيم " الذي يعتبرون انفسهم من لدن حفيده اسرائيل بن اسحق " يعقوب ".
هذا العصبية المقيتة تسببت للمسلمين وعلى مدى ١٤ قرنا بتخلف مهول عن ركب الحضارة الانسانية الواصلة اليوم الى مضمار الإنجازات العلمية والاقتصادية والإنسانية ..
طائفة للأسف شغلت امتنا قرونا بحثا عن سلطان وحق الهي أصلا لم يمنح لرسوله الذي بعثه الله كما أشرنا سابقا لدعوة الناس وإبلاغهم ارشادهم لدين التوحيد الذي دعا اليه أسلافه من الأنبياء والرسل الذين نذروا عمرهم في دعوة قومهم بما كلفوا به من ربهم وخالقهم .

نعم ، لم يحصل في تاريخ الأديان من ادعي وراثة الأنبياء والرسل غير طائفة اليهود المتعصبين عرقيا " جينيوبولوجيا " وهذه الفئة ظلت محتكرة تعاليم وشريعة النبي موسى زمنا طويلا ودونما انفتاحها على بقية البشر .
وبرزت دعوتها لإقامة وطن خاص بهم ودون سواهم عقب مؤتمر مدينة " بازل " السويسرية نهاية القرن الثامن عشر " 1897م " بقيادة ثيودور هرتزل ، دكتور القانون الذي على يده اعلنت الصهيونية السياسية الوريث الشرعي لشعب الله المختار " اليهود".

الطائفة الاخرى هي الهاشمية السياسية التي وبرغم قرون من تجاربها الفاشلة المزهقة لملايين المسلمين لم تتورع وحتى الوقت الراهن من تقديم ذاتها كحركة سلالية كهنوتية وريثة لخاتم النبيين والوصاية على دين الاسلام مستخدمة بذلك شتى صنوف الافتراءات والاكاذيب الباطلة التي صاغها الاسلاف العرب وتحديدا قبيلة قريش وفخذها الهاشمي الفاطمي العلوي العباسي الذي برز للوجود ولأول مرة بعيد وفاة الرسول وزاد أكثر مع تولي بني أمية لمقاليد السلطان.
وللمقال بقية في عدد يوم غد .
في الثلاثاء 06 سبتمبر-أيلول 2016 11:46:05 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78695