إماميون حد النخاع..!!
فهد سلطان
فهد سلطان

الكاتب سام الغباري في مقاله الأخير "الجمهوريون الارستقراطيون!" ساق كثيراً من المغالطات وليس هذا مجال لمناقشتها، وخاصة فيما يتعلق بسرد أحداث ووقائع التاريخ والحرب التي أعقبت ثورة سبتمبر بين الجمهوريين والملكيين، ثم العهد الذي يليه.. بخصوص جزئية مهمة ساقها الغباري، وهي من القراءة المبتسرة أو جزء من التزييف الذي لم يعمر على الغباري فقط بل على الكثير..!!

فقد تحدث عن شخصيتين على اعتبار أنهما مواليان للنظام الجمهوري!، في حين أن الحقائق الدامغة تفيد بعكس ذلك تماماً؟!!. فالدكتور/ محمد عبدالملك المتوكل- البرفسور وأستاذ الإعلام بجامعة صنعاء، وفي لقاء متلفز أفصح بالصوت والصورة، أن ثورة سبتمبر كانت انقلاباً على النظام السياسي القائم، نظام البدر حينها.. بل ظهر الرجل يستهزأ بالإعلان الأول الذي صدر فجر الـ 26 من سبتمبر في لقاء بثته قناة معين وبصحبة المذيع عارف الصرمي.

كان الدكتور المتوكل يظهر- خلال كتاباته ومجالسه العامة- على أنه علماني ومن دعاة المدنية، بل بعض ممن عرفه عن قرب كان يصفه بالملحد، وفي بعض مجالسه الخاصة يتحدث عن نظرية البطنين بأن الاعتراض عليها هو اعتراض على الله، فالمشكلة كما يقول ليست مع الحوثيين ولا من يدعون الحق الإلهي في السلطة، وإنما المشكلة مع الله من أعطاهم ذلك الحق.؟!!

وكما يدرك الجميع أن التقارب الذي جرى بين علي عبدالله صالح وبين الحركة الحوثية قبل اجتياح صنعاء كان مهندسه الأبرز هو محمد عبدالملك المتوكل، وظهر في زياراته الشهيرة لمنزل صالح بعد عودته من السعودية وخروجه عن منصة اللقاء المشترك، واستمر التواصل بشكل شبه دائم، وهو إلى جانب ذلك صاحب النصيحة الذهبية التي فرط بها الحوثيون فيما بعد، عندما طلب منهم عدم الخروج من العاصمة بعد سقوطها بأيديهم، وهي النصيحة التي أغضبت صالح كثيراً حسب ما تفيد بعض المعلومات كانت السبب في تصفيته.
يتكرر الأمر مع شخصية أخرى من الوزن الثقيل ساقها الغباري على أنها من الجمهوريين، وهو الدكتور/ أحمد شرف الدين- أستاذ القانون المساعد بكل الشريعة والقانون في جامعة صنعاء- وهو الآخر كان إمامياً حد النخاع، وله عداء صارخ مع الجمهورية وسبتمبر بشكل خاص.!

استفاد الرجلان وهما من كبار بيت الأسر الهاشمية وممن يسميهم سام الغباري بالارستقراطيين، من الجمهورية، وكانت دراستهم وأبنائهم في أرقى جامعات العالم على حساب الجمهورية ومن المال العام، وعاشا حياة البذخ، ولهم إقطاعيات وامتيازات لا تخفى على أحد، ولكنهم مع كل ذلك انحازوا إلى الحركة الحوثية بشكل صريح.. وكانوا ضمن الهاشمية السياسية التي أكنت العداء الصارخ لسبتمبر وظلوا مع آخرين ينفذون لها الفخاخ حتى جاءت اللحظة المباشرة ليعلنوا الولاء للحركة الحوثية بصورة مباشرة وضد الجمهورية.

شرف الدين هو من كتب الرؤية المقدمة إلى لجنة بناء الدولة في مؤتمر الحوار الوطني، وهي الرؤية التي اعتمدها الحوثيون وتقدمت رسمياً باسهم، وهذه الرؤية يقدم تناقضات حول الدستور في مادته الثانية والرابعة، بما يجعل الرؤية التاريخية نظرية القرشية السنية والحق الإلهي البطنين هي النظرية المعمول بها في حالة تم رفض النظام العلماني.

فهو يخير الشعب اليمني بين قبول العلمانية أو نظريات التاريخ، وبما أن الشعب اليمني له حساسية من مصطلح العلمانية، وبما أن أهل السنة قد تراجعوا عن القرشية فلم يعد سوى نظرية البطنين ستكون هي الأنسب، وهي التي كانت يشتغل عليها الرجل بكل صراحة، كيف لا وهو الذي اخذ البيعة لعبدالملك الحوثي في 2013م من جميع قيادات الأسر الهاشمية في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات.
وكان بحق أبرز المهندسين لإسقاط العاصمة صنعاء وإسقاط اليمن في براثن الإمامة من جديد.
في الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2016 02:55:58 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78841