الشرعية والمشروع الوطني
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

شرعية توافقية، أنتجتها تسوية، لتحقق هدفا مرسوما وغاية لابد أن تدركها، مسار تحولي وتغيير لمستقبل مأمول يلبي قناعات وطموحات شعب مكلوم، لابد أن تحقق هدفها، مخرجات حوار ومسودة دستور، ولم يبق غير الجماهير لتعلن إرادتها.
انقلبتم على كل ذلك، رافضين المسار، طامعين في استعادة طغيان الماضي واستبداد المركز، اغتصاب وطن وفرض أمر واقع مرفوض، بالعنف والسلاح والحشد فشلتم عن ثنينا، ولن تستطيعوا ذلك بأسلوبكم الرخيص، لابد من التحول والتغيير حقيقة ينكرها من تبلد ضميره ومات، و حقيقتكم، لا ترون وطناً ولا حدودا ولا بيوتا ولا ناس ولا جنود، فيكم حقد الزمن كله، مشبعين بالعنف والثار، تدعون أنكم ثوار، والوطن في شرعكم منهبة ومأكلة ومال ينهمر على جيوبكم المثخنة.
حقيقتكم أثبتها واقعنا اليوم، في عهدكم الشعب مقهور وجائع، لا راتب ولا غلال في الصوامع، مجاعة وباء وموت وخراب.
قادتكم طغوا ونهبوا وانتهكوا وظنوا أنهم في مأمن من العقاب ولن يطلهم لا نظام ولا قانون، افرغوا الخزينة واثروا، باعوا واشتروا، تحولوا لنافذين بالقصور ساكنين، والدعم من الجياع مطالبين.
عرف الوطن بخيره ونعمته، البلد السعيد وأرضا خصبة، متنوع المناخ،سلة غذائية على مدار السنة تشبع البطون وتأوي المسكين، في عهدكم اكتسحه الوباء الفكري والثقافي والصحي، وباء هدد القاصي والداني، وباء رافقته مجاعة، وطن ينهار وانتم للوهم صامطون، والحرب مصرون وعلى النهب والفيد عائشون، قدتم البلد للمهالك والوطن يغرق وانتم هائمون.
عن أي حوار تتحدثون، حوار يتلي حوار، ومبادرة تتلي مبادرة، والقضية هي ذات القضية، خارطة طريق لتغير المسار، مناوره بعد مناورة والهدف طمس الحقيقة، ومعالم الجريمة، لن نقبل بكم، ولن نفرط بشرعيتنا حتى نحقق هدفنا، عن أي خارطة طريق تسوقون، ومرجعياتنا واضحة وقرارات مجلس الأمن شاهدة، لن نقبل بشرعنة الانقلاب على شرعية توافقية، لن نفرط بحقنا وحلمنا وطموحنا في التغيير ومستقبلا منشود.  
لم يعد للكلام معكم معنى فقد أضحى الكلام معكم ضلال،أضحى الكلام كستارة توارى خلفه البغاة، حوار يعطيكم استعادة الأنفاس، وترتيب الأوضاع، ينقذكم من هول الهزائم، فتعودون أكثر وحشية وهمجية، تقتلون وتدمرون المزيد وتجاربنا معكم مرئية.
فدعونا من الكلام يا قوم فهؤلاء لا يعرفون غير لغة العنف، فما بالكلام تطعم الناس ما بالكلام تعالج الناس، ما بالكلام ترسم طريقاً ومستقبلاً للناس، الظلام يكتنف وطننا بما نرى ونسمع ونعيش، يرفضون الكلام وإتاحة الفرصة لاستعادة الأنفاس لمن طبقوا على أنفاسهم وتكاد تفارق أجسادهم في كثيرا من بقاع أرضنا الطيبة.
شرعيتنا هي أملنا في استكمال تحولنا والتغيير لمستقبل أفضل ومنشود، لسنا لعبة يحركونها متى ما شأوا وحيثما أردوا، يناورون، ليفرضون قناعاتهم ورؤاهم ومشروعهم المرفوض جملة وتفصيلاً، بأجندات طائفية إقليمية لتخرجوننا من حضننا العربي وعقيدتنا الراسخة، لن نقبل دون أن نصل لصندوق انتخابات نزيهة وشريف وطاهر، تكونوا حزباً سياسياً، قد تجرد من سلاحه وعنفه، واستعاد عقله ورشده، وترك الطيش والتهور، لن نقبل بسيد وزعيم وشيخ يتسلط على الآخرين ويعتبرهم رعاعاً، ماض اجتثته ثورتا سبتمبر وأكتوبر وقدم شعبنا اليمني كوكبة من الشهداء حتى اليوم والدقيقة والثانية وهو يقدم من اجل حماية هذه المكاسب العظيمة.
لن نفرط بدماء الشهداء وطموح الجماهير، ولن نقبل بغير دولة المواطنة، لا محاباة فيها لقريب أو بعيد، القانون على الجميع والفرص كذالك والأمن والسلام والمسار كله عدل ومساواة وحرية.
فإن سعينا لهذا نجونا ولا يكون هذا إلا بترك، الإثنية البغيضة، التعنصر باسم الدين والدين منهم براء،المحاباة للأقربين والأولى أن نحابى المجتهدين والمتفوقين والمستحقين،نبذ الفساد وبتر كل ذيوله ورؤوسه،وتفعيل الرقابة اللصيقة على صناع القرار وعلى الأدوات وعلى المؤسسات وعلى أمور الحياة لضمان النزاهة والعدل والأمانة والصدق لتعم كل أطراف وقلب البلاد
الشفافية المكفولة لكل الشعب يرى فيها من يديروا شأن البلاد كأنه ينظر عبر أشعة اكس لا تعتيم ولا تغيم ولا أكاذيب ولا مغالطات وإشاعات، كل شيء واضح تحت أشعة الشمس وتنقشع الظلمة ليعم النور العقول والنفوس والأرض والإنسان، توجيه التعليم لخدمة الأمة والوطن وتعزز الروح الوطنية للفرد.
وكل هذا لا ينفذه إلا صحوة الضمير اليمني الوطني والإنساني والديني شعباً وسلطة، فهل نتجرد جميعاً من أجل إنقاذ أمنا اليمن؟
 أسأل الله العافية للوطن شعباً وأرضاً ومستقبلاً، آمين           

في الخميس 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 01:18:38 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78933