عام النصر لمشروعنا الوطني
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان
ها نحن نودع عام "2016م" ونستقبل عام جديد" 2017م" عاماً مليء بالأحزان كالأعوام التي سبقته، كلما اقتربنا من بعض يفرقوننا ونبتعد أكثر، وكلما تعاهدنا وتوافقنا، يتنصلون من العهود ويمزقون نسيجنا، وهكذا ثرنا وعاد البعض مصطفا معهم في تحالف مصلحي أني ضيق الأفق، ممن لازال يراهن عليهم أو على ما يشبههم.
 ما أتمناه هو أن يكون عام 2017 م عام التسامح وعام الاصطفاف لمشروع وطني يجمعنا عام الخير للأمة والوطن، عاما نطوي الماضي من السنين طيا لا ننظر إلى ما مر فيها من أحزان ومآسي وفراق إلا نظرة المتأمل والمتّعظ والعبرة ثم التوبة والاستغفار من كل ذنب أذنبناه بحق الوطن والأخر والعفو عن كل من أساء إلينا لنعيش ونتعايش بحب وسلام و وئام في وطن مستقر وامن .
ماساتنا في تحالفات المصلحة الضيقة وأنانية المشاريع الصغيرة، على حساب المشروع الوطني، عاما يمر ونحن في صراع مع هذه التحالفات التي تعيق الدولة الاتحادية الضامنة للمواطنة، لتذوب كل الانتماءات في كيان وطني واحد يستوعب كل الأفكار والرؤى والتوجهات لنتعايش معا في وطن يستوعبنا .   
ثرنا على نظام مستبد وسلالي، نظام رفض الحوار وتسوية الملعب السياسي للإصلاح السياسي والاقتصادي، واليوم يرفض الحوار الوطني الجاد والتغيير،نظام عصي على التغيير قيد وكبل حركة العصر في الوطن، نظام يسكنه الحق التاريخي والإلهي في حكم الناس في القرن الواحد والعشرين.
 هناك من يريد أن يُتوج إماما وأخر يريد أن يورث حكما لأسرته، وخلفهم طائفة هي أكثر المظلومين من هذا النظام وطغيانه، يصورون لهم شيطان قادم من الأسفل لينتقم، هكذا استمر نصف قرن يحكم وهكذا يطيل من عمره ويمد من حكمه وتسيده، الفتن والوهم واللعب على التناقضات والطائفة والمناطقية، مزق ولازال يمزق، وهو اليوم يتمزق بأيدي الشرفاء والأبطال في الجبهات في حرب فرضها ليبقى متسيدا، وإذا بنيرانها تلتهمه وتطهر الوطن من عفنة أنها حكمة الله والتاريخ وحركة العصر وعجلة التغيير التي تدور رغما عن انف معارضيها .
هم تحالفوا للحفاظ على كيانهم والقوة المسلحة التي أسسها لحماية حكمهم، قوة يفترض بها أن تكون صمام أمان الثورة والجمهورية، إذا بها العكس عقيدتها الزعيم والطائفة والسلالة، فخانوا الثورة والجمهورية مبادئها وقيمها، وسلموا وطنا ومقدراته للسيد وطائفته، خوفاً من شعب ثار ليرسي الحق وديمقراطية كنهج والتبادل السلمي للسلطة كمبدأ والحق لكل يمني في أن يكون حاكماً أو محكوماً وفق نظام يرتضيه الجميع ودستور توافق عليه الجميع، هنا يكمن خوفهم من فقدان هيمنتهم، من بقائهم معيقين للنهضة ومواكبة تطورات العصر،فتفننوا في مبررات نهب الوطن ومقدراته وقواته المسلحة وعتاده العسكري، ليخزن في كهوف وجبال مناطقهم، واهمين أنها القوة التي ستجعلهم سادة وحكام وسيرضخ الجميع لأجنداتهم، وهم يراودهم وسيقضي عليهم. 
اليوم يتشكل جيشا وطني مهني ولاؤه لله ثم الوطن، جيش بهوية يمنية من كل بقاع أرضنا الطيبة، عقيدته الوطن ومشروع الأمة وصمام أمان الثورة والجمهورية، السيف الباتر لكل الطفيليات والأورام الضارة كانت طائفية او مناطقية او عرقية، لا سيادة ولا زعامة ولا مشيخة لفرد او جماعات السيادة للقانون والزعامة للدولة ومؤسساتها والمشيخة للقضاء .
أعوام مرت ودخلنا اليوم عام 2017 م والوطن يتحرر من عفن التحالفات المريضة والحقيرة والصغيرة لتحالف وطني كبير يرفض .
أي تحالف مصلحي أناني مريض يشحن ويحرض لمزيد من الصراعات، يرفض العنف كوسيلة للحسم، يرفض المواقف التكتيكية التي لا تقود إلى حوار جاد، يعتبر مخرجات الحوار هي برنامج عمل المستقبل والتنصل منها هو إعلان رفض للتغيير والتحول لبنا المستقبل المنشود .
لا نقبل بتسوية على حساب تطلعات شعبنا وآماله وطموحاته وأهداف ثورته والتغيير المنشود .
عام النصر بإذن الله


في الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2017 03:28:13 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79005