مجزرتا الكرامة وكوفل.. السفاح يواصل مهمته
سمير الصلاحي
سمير الصلاحي
تغير الزمان لكن القاتل لم يتغير وتغيرت الأحداث لكن الجريمة لم تتغير فمن قتل شباب الثورة وهم يؤدون صلاة الجمعة في الثامن عشر من مارس 2011م في ساحة التغيير بصنعاء كرر جريمته البشعة باستهداف المصلين وهم يؤدون صلاة الجمعة في مأرب بنفس التوقيت والتاريخ والحدث. لقد وفر صالح على الشعب اليمني عناء البحث عن دلائل وحجج إضافية لإثبات ارتكابه لمجزرة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس العام 2011م ففي ذكراها السادسة ها هو يكرر المشهد بحذافيره وكما قتل قرابة الستين مواطنا آنذاك سجدا وركعا قتل بالأمس قرابة الأربعين مواطنا فضلا عن عشرات الجرحى أثناء صلاة الجمعة.
ولأنه خرج بنجاح من زنزانة الشعب في جريمته الأولى دون عقاب استمرأ القتل وشلال الدماء ومنذ مجزرة جمعة الكرامة وهو يوغل في الشعب اليمني قتلا وتدميرا وبدلا من عد ضحايا جمعة الكرامة أصبحنا نعد جرائم صالح التي لا تنتهي .
خطأ المجتمع كان في تجاوز جرائم صالح طوال فترة حكمه وبحسن نية أرادت ثورة فبراير أن توفر انتقال سلمي للسلطة يرحل فيه صالح بسيئاته وموبقاته لكنه رأى ذلك عجزا وضعفا فكشر عن أنيابه وأخرج ما في جعبته من حقد وغل ومن ثروات الشعب المنهوبة في خزائنه وبدروماته جمع كل القتلة في صفه وبدأ مرحلة الانتقام وصولا لتحقيق نبوءته بتقسيم اليمن وتمزيقها حتى تصل الحرب إلى كل بيت ومن طاقة إلى طاقة .
 جريمة قتل المصلين في مسجد كوفل بمأرب ليست إلا تأكيدا صريحا على قبح ميليشيا الحوثي صالح وبكارثة بقاء البلد رهن تصرفات هؤلاء القتلة فمن لم يعظم شعائر الله ولم يتورع عن استهداف بيوته بل وقام بتفجير الكثير منها لا يرتجى منه خيرا ولا يؤمن جانبه ولو تعلق بأستار الكعبة. 
وكما كانت مجزرة جمعة الكرامة شرارة لاقتلاع صالح من كرسي الحكم فكل جريمة ومجزرة ارتكبها ويرتكبها منذ الانقلاب المشئوم سترتد عليه وعلى دعاة الإمامة وبالا ودماء الأبرياء لن تكون إلا وقودا عظيما يدفع الأحرار إلى مزيد من الثبات والصمود والإصرار على تطهير وتحرير الوطن واستعادة الدولة والشرعية الدستورية .
 مجزرة مأرب خريطة واضحة المعالم لكل المنظمات الدولية للتعرف على مشروع ميليشيا الحوثي صالح ومدى استهتارهم بأرواح الأبرياء وانسلاخهم من كل العهود والمواثيق الإنسانية وهي أيضا رسالة واضحة لكل المسلمين ان هذه الجماعة الانقلابية لا تمثل الإسلام في شيء بل ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق عربة مشروعها الإمامي سارعت إلى تفجير المساجد ودور القران وها هي تواصل السير على طريق جهنم باستهداف المدنيين والنساء والأطفال في المناطق المكتظة بالسكان وفي الأسواق وحتى في بيوت الله لكنها تعلم يقينا ان جرائمها الوحشية لن تسقط بالتقادم وان الأحرار الذين بدئوا معركتهم المقدسة من سواحل عدن ووصلوا تخوم صنعاء وصعدة سيواصلون رحلتهم المقدسة حتى تحرير كل شبر في الجمهورية وسيقتصون لكل مظلوم ويأخذون حق كل شهيد وإن غدا لناظره لقريب ...


في الأحد 19 مارس - آذار 2017 06:33:55 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79572